انتخاب رشيد الطالبي العلمي رئيسا لمجلس النواب المغربي خلفا لكريم غلاب

عبد اللطيف وهبي غادر رئاسة لجنة العدل والتشريع ليصبح نائبا رابعا له

رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب الجديد يتلقى التهاني من سلفه كريم غلاب الليلة قبل الماضية (تصوير: مصطفى حبيس)
رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب الجديد يتلقى التهاني من سلفه كريم غلاب الليلة قبل الماضية (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

انتخاب رشيد الطالبي العلمي رئيسا لمجلس النواب المغربي خلفا لكريم غلاب

رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب الجديد يتلقى التهاني من سلفه كريم غلاب الليلة قبل الماضية (تصوير: مصطفى حبيس)
رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب الجديد يتلقى التهاني من سلفه كريم غلاب الليلة قبل الماضية (تصوير: مصطفى حبيس)

فاز رشيد الطالبي العلمي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار (غالبية حكومية) برئاسة مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى) لما تبقى من الولاية التشريعية الحالية (2011 - 2016) خلفا لكريم غلاب المنتمي لحزب الاستقلال (معارضة)، وذلك خلال افتتاح الدورة الربيعية مساء أول من أمس بالبرلمان في الرباط.
وحصل الطالبي مرشح فرق الغالبية الحكومية في مجلس النواب «العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية» على 225 صوتا من أصل 395 مقعدا يتكون منها مجلس النواب، مقابل حصول غريمه غلاب على 147 صوتا فقط. لم يكن فوز العلمي برئاسة مجلس النواب سهلا أمام مرشح المعارضة، الذي كان يراهن على انتزاع مؤيدين من داخل بعض فرق الغالبية الحكومية وخاصة من فريق التجمع الوطني للأحرار، الذي كان بعض أعضائه يؤيدون عودة زميلهم مصطفى المنصوري رئيس الحزب السابق ورئيس مجلس النواب الأسبق (2007 - 2010) لرئاسة الغرفة التشريعية الأولى من جديد.
وعرفت الحملة الدعائية لانتخاب رئيس مجلس النواب قبل افتتاح أشغال البرلمان رسميا تبادل الاتهامات بين المعارضة والأغلبية وصلت حد اتهام غلاب باستغلال مالية مجلس النواب في الدعاية الانتخابية لإعادة انتخابه، إضافة إلى عدم دستورية ترشحه من موقعه اليوم داخل فرق المعارضة، على عكس انتخابه رئيسا خلال ديسمبر (كانون الأول) 2011 حيث كان حينها ينتمي للغالبية الحكومية قبل أن يخرج حزبه (حزب الاستقلال) قبل سنة من التحالف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي، وينتقل إلى المعارضة.
ورد غلاب على نواب الغالبية الحكومية في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي، بأن ترشيحه نابع من مضمون الدستور الذي لا يسمح للحكومة بالسيطرة والهيمنة على البرلمان، كاشفا في الوقت نفسه عن فواتير وشيك مصرفي من حسابه الخاص الذي مول به المؤتمر الصحافي الذي أعلن خلاله إعادة ترشحه للمنصب.
وكانت فرق الغالبية الحكومية استغرقت في اختيار الطالبي العلمي مرشحا وحيدا لها أسبوعين قبل يوم التصويت، في مقابل إعلان فرق المعارضة بدورها اختيار دعم غلاب مرشحا وحيدا يمثل المعارضة. والرئيس الجديد لمجلس النواب، من مواليد سنة 1958، وهو من القياديين البارزين في حزب التجمع الوطني للأحرار. وظل يشغل منصب رئيس الفريق النيابي للحزب حتى حدود انتخابه رئيسا جديدا لمجلس النواب.
وسبق للطالبي العلمي أن تقلد منصب وزير الصناعة والتجارة والاتصالات في حكومة التكنوقراطي إدريس جطو في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، قبل أن ينتقل إلى الوزارة المنتدبة لدى رئيس الوزراء المكلف الشؤون الاقتصادية والعامة في التعديل الذي عرفته الحكومة في يونيو (حزيران) 2004. وكان الطالبي العلمي انتخب نائبا برلمانيا في الاقتراع المباشر عن دائرة تطوان (شمال المغرب) لعدة مرات، ويشغل اليوم كذلك رئيسا لمجلس جهة (منطقة) طنجة - تطوان.
من جهة أخرى، يرتقب أن تعرف إعادة هيكلة مجلس النواب المغربي يوم غد الاثنين (إجراء عملية التصويت المباشر على الهياكل الجديدة للمجلس)، تغييرات جوهرية في المسؤوليات وخاصة في مناصب نواب الرئيس (ثمانية نواب لرئيس مجلس النواب بنسبة نائب عن كل فريق نيابي) الذين يشكلون مكتب مجلس النواب المكلف تسيير شؤون المجلس.
ويتابع المراقبون بدقة التحولات التي ستعرفها بنية نواب الرئيس الذين يضطلعون بدور مهم في تقرير كيفية اشتغال المجلس، خاصة مع انتقال بعض الأسماء القوية في صفوف المعارضة إلى مكتب المجلس مثل عبد اللطيف وهبي، الرئيس السابق لفريق الأصالة والمعاصرة، ورئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان حاليا، الذي سيصبح نائبا رابعا للرئيس. وبرزت على مستوى انتخاب رؤساء اللجان البرلمانية الدائمة «ثماني لجان»، أسماء شابة مرشحة بقوة لترؤس بعض اللجان الحيوية مثل لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني التي من المنتظر أن تسند رئاستها للنائب المهدي بنسعيد المنتمي لفريق الأصالة والمعاصرة. وفي سياق تشكيل اللجان الدائمة أيضا، برز خلاف حاد حول من سيقود لجنة جديدة تسمى «لجنة مراقبة الإنفاق العمومي» سيجري إحداثها لأول مرة بالبرلمان بعدما جرى اقتراحها داخل مقتضيات النظام الداخلي الجديد للمجلس، حيث الصراع مشتد حول أحقية رئاستها بين الأغلبية والمعارضة.



إسرائيل تستقبل خامس هجوم حوثي خلال أسبوع

الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تستقبل خامس هجوم حوثي خلال أسبوع

الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)

كثّف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم، هذا الأسبوع، باتجاه إسرائيل على الرغم من الردود الانتقامية المتوقعة من جانب تل أبيب والمخاوف التي تسيطر على الشارع اليمني في مناطق سيطرة الجماعة لجهة هشاشة الأوضاع المعيشية والخدمية وعدم القدرة على تحمل المزيد من الأزمات.

وتشنّ الجماعة هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى جانب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وتبنى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، الأربعاء، هجوماً باتجاه إسرائيل هو الخامس خلال أسبوع، إذ أعلن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب زاعماً أنه حقق هدفه، مع وعيده باستمرار الهجمات.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وعبر إلى الأراضي الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار بسبب احتمال سقوط شظايا من عملية الاعتراض.

وأوضح، في منشور على منصة «إكس»، أنه «للمرة الخامسة في أسبوع، سارع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ مع شن الإرهابيين الحوثيين في اليمن هجوماً صاروخياً».

إلى ذلك، قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء)، في بيان، إنها تلقت تقارير عن إصابة نحو 9 أشخاص أثناء توجههم إلى الملاجئ.

تصاعد الهجمات

كانت الجماعة الحوثية قد تبنت، السبت الماضي، إطلاق صاروخ باليستي على وسط إسرائيل، ولم تتمكن الدفاعات الجوية من اعتراضه فسقط في ساحة وسط مبانٍ سكنية، وأدى إلى إصابات طفيفة طالت نحو 23 إسرائيلياً، وفق وسائل إعلام عبرية.

وفي وقت مبكر، الثلاثاء، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة بوسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكداً اعتراضه قبل أن يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية.

عناصر حوثيون يحملون مجسما لصاروخ وهمي خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

ويوم الاثنين الماضي، قالت تل أبيب إن سلاح الجو اعترض طائرة مسيّرة، أُطلقت من اليمن قبل أن تخترق الأجواء الإسرائيلية، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرنوت».

وفي حين لم تسجل أي إصابة مباشرة خلال عمليتي الاعتراض، تحدثت خدمة الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة أكثر من 20 شخصاً أثناء توجههم إلى الملاجئ، بعضهم أصيب بحالة هلع، بعد دوي صفارات الإنذار.

وعلى امتداد أكثر من عام، تبنى الحوثيون إطلاق نحو 370 صاروخاً وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر السبت الماضي 21 ديسمبر.

حفرة أحدثها صاروخ حوثي في منطقة يافا جنوب تل أبيب (رويترز)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 3 آخرين.

صورة جوية وزعها الجيش الإسرائيلي لاستهداف أحد المواقع الخاضعة للحوثيين (رويترز)

ومع تجاهل الحوثيين تهديدات نتنياهو المتكررة، كان الأخير قد أبلغ أعضاء الكنيست بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين. وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال نتنياهو: «وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى وإن استغرق الأمر وقتاً».

وعلى وقع التصعيد المستمر يترقب اليمنيون بخوف عمليات الرد الإسرائيلية الانتقامية، خاصة أن ضربات تل أبيب لا تفرق بين ما هو هدف عسكري، وبين الأهداف الأخرى المتصلة بحياة السكان الخاضعين للجماعة بالقوة.