رحيمي في المحكمة على سرير طبي

المشتبه به في اعتداءات نيويورك ونيوجيرسي يدفع ببراءته * لن يخرج من السجن من دون 5 ملايين دولار كفالة

أحمد خان رحيمي الأميركي الأفغاني على سرير طبي عبر شاشة فيديو يجيب عن أسئلة الادعاء والقاضية ريجينا كولفيل في محكمة فيدرالية في إليزابيث بولاية نيوجيرسي أول من أمس (إ.ب.أ)
أحمد خان رحيمي الأميركي الأفغاني على سرير طبي عبر شاشة فيديو يجيب عن أسئلة الادعاء والقاضية ريجينا كولفيل في محكمة فيدرالية في إليزابيث بولاية نيوجيرسي أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

رحيمي في المحكمة على سرير طبي

أحمد خان رحيمي الأميركي الأفغاني على سرير طبي عبر شاشة فيديو يجيب عن أسئلة الادعاء والقاضية ريجينا كولفيل في محكمة فيدرالية في إليزابيث بولاية نيوجيرسي أول من أمس (إ.ب.أ)
أحمد خان رحيمي الأميركي الأفغاني على سرير طبي عبر شاشة فيديو يجيب عن أسئلة الادعاء والقاضية ريجينا كولفيل في محكمة فيدرالية في إليزابيث بولاية نيوجيرسي أول من أمس (إ.ب.أ)

لأول مرة منذ اعتقاله في الشهر الماضي بعد أن وضع متفجرات في أماكن مختلفة في نيويورك، وفي ولاية نيوجيرسي المجاورة، مثل أمام محكمة فدرالية في إليزابيث (ولاية نيوجيرسي) أحمد خان رحيمي، الأميركي الأفغاني (28 عاما)، وهو لا يزال راقدا على ظهره فوق سرير طبي. فيما نقلت وكالة أسوشيتيد برس أمس أن غطاء طبي غطى ذراعه الذي كان أصيب برصاصة خلال تبادله النار مع الشرطة قبيل اعتقاله. وغطى غطاء آخر جزءا من رأسه، بسبب إصابات غير نارية خلال اعتقاله. وكان ينظر، في تأمل، للحاضرين. وأجاب بصوت خافت «نعم»، عندما سألته القاضية الفيدرالية ريجينا كولفيل إذا يعرف أن المحكمة اختارت محاميا للدفاع عنه، وأنه لن يخرج من السجن من دون كفالة خمسة ملايين دولار. ودفع رحيمي، الذي يتولى محام عينته المحكمة الدفاع عنه، ببراءته رسميا من التهم الموجهة إليه بمحاولة قتل رجال شرطة والحيازة غير المشروعة لأسلحة نارية. وتتعلق كل هذه التهم بحادثة إطلاق النار أدت إلى إلقاء القبض عليه في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي في ولاية نيوجيرسي وإلى إصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح. وجلس إلى جواره محاميه، بيتر ليغوري. ولم يتكلم كثيرا معه، ومرة طلب تصويب الاسم الصحيح، وهو «رحيمي»، وليس «رحامي». وكان رحيمي وضع متفجرات جرحت 29 شخصا.
في البداية، قال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إن الانفجار كان «متعمدا»، لكنه قال: «لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن للانفجار صلة بالإرهاب». لكن، بعد يومين، اشتبكت الشرطة مع رحيمي، واعتقلته، ووجدت في حوزته معلومات عن ولائه لتنظيم داعش. بالإضافة إلى شهادة والده ضده، وإلى معلومات في كومبيوتر كان يملكه. ووجهت إلى رحيمي أيضا اتهامات على المستوى الاتحادي باستخدام أسلحة دمار شامل، وتفجير أماكن عامة، وتدمير ممتلكات خاصة واستخدام جهاز مدمر من أجل ارتكاب جريمة عنيفة. وخلال جلسة المحاكمة القصيرة عبر دائرة الفيديو، أجاب رحيمي بصوت ضعيف عن أسئلة القاضية ريجينا كولفيلد. وتسببت قوة الانفجار في تحطيم النوافذ وسُمع صوته من مسافات بعيدة. وعثرت الشرطة على عبوات ناسفة أخرى لم تنفجر. وكانت داخل طناجر طهي بالضغط الهوائي. وهرعت سيارات الإسعاف، ومكافحة الحريق، إلى المواقع، خاصة في حي تشيلسي الراقي بمنطقة مانهاتن.
في ذلك الوقت، قال والده لوكالة وكالة أسوشيتيد برس الأميركية: «وجدت تغييرا واضحا في شخصيته. لم يعد عقله كما كان. صار سيئا. لا أعرف ما هو السبب. لكنى أبلغت شرطة (إف بي آي) عن مخاوفي»، بينما قال محاميه لصحيفة «نيويورك تايمز». إنه يتعالج في مستشفى في نيويورك من جروح أصيب بها عن اعتقاله، ورفض المحامي تحديد اسم ومكان المستشفى.
وحسب وثائق الادعاء أمام المحكمة، جاء رحيمي إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 7 أعوام. وبعد أن حصل على الجنسية الأميركية، صار يتنقل بين الولايات المتحدة وأفغانستان. ثم تزوج أفغانية قبل عامين، وأحضرها معه إلى الولايات المتحدة. غير أن الزوجة سافرت، قبل الانفجارات بأسبوع، إلى أفغانستان. وزار رحيمي أفغانستان وباكستان مرارا. كذلك، مضى قرابة سنة في كويتا في باكستان حيث يتمتع مناصرو طالبان بنفوذ واسع. حسب ما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، توجد الزوجة حاليا في الإمارات، ويحقق معها وفد من «إف بي آي»، وشرطة نيويورك، وشرطة نيوجيرسي. وعثرت الشرطة على مذكرات كان يحملها رحيمي عندما اعتقل. وكتب فيها: «إن شاء الله، سيسمع الناس أصوات القنابل في الشوارع. وأصوات الرصاص الموجه إلى الشرطة. وذلك بسبب قمعكم وظلمكم».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.