لأول مرة منذ اعتقاله في الشهر الماضي بعد أن وضع متفجرات في أماكن مختلفة في نيويورك، وفي ولاية نيوجيرسي المجاورة، مثل أمام محكمة فدرالية في إليزابيث (ولاية نيوجيرسي) أحمد خان رحيمي، الأميركي الأفغاني (28 عاما)، وهو لا يزال راقدا على ظهره فوق سرير طبي. فيما نقلت وكالة أسوشيتيد برس أمس أن غطاء طبي غطى ذراعه الذي كان أصيب برصاصة خلال تبادله النار مع الشرطة قبيل اعتقاله. وغطى غطاء آخر جزءا من رأسه، بسبب إصابات غير نارية خلال اعتقاله. وكان ينظر، في تأمل، للحاضرين. وأجاب بصوت خافت «نعم»، عندما سألته القاضية الفيدرالية ريجينا كولفيل إذا يعرف أن المحكمة اختارت محاميا للدفاع عنه، وأنه لن يخرج من السجن من دون كفالة خمسة ملايين دولار. ودفع رحيمي، الذي يتولى محام عينته المحكمة الدفاع عنه، ببراءته رسميا من التهم الموجهة إليه بمحاولة قتل رجال شرطة والحيازة غير المشروعة لأسلحة نارية. وتتعلق كل هذه التهم بحادثة إطلاق النار أدت إلى إلقاء القبض عليه في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي في ولاية نيوجيرسي وإلى إصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح. وجلس إلى جواره محاميه، بيتر ليغوري. ولم يتكلم كثيرا معه، ومرة طلب تصويب الاسم الصحيح، وهو «رحيمي»، وليس «رحامي». وكان رحيمي وضع متفجرات جرحت 29 شخصا.
في البداية، قال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إن الانفجار كان «متعمدا»، لكنه قال: «لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن للانفجار صلة بالإرهاب». لكن، بعد يومين، اشتبكت الشرطة مع رحيمي، واعتقلته، ووجدت في حوزته معلومات عن ولائه لتنظيم داعش. بالإضافة إلى شهادة والده ضده، وإلى معلومات في كومبيوتر كان يملكه. ووجهت إلى رحيمي أيضا اتهامات على المستوى الاتحادي باستخدام أسلحة دمار شامل، وتفجير أماكن عامة، وتدمير ممتلكات خاصة واستخدام جهاز مدمر من أجل ارتكاب جريمة عنيفة. وخلال جلسة المحاكمة القصيرة عبر دائرة الفيديو، أجاب رحيمي بصوت ضعيف عن أسئلة القاضية ريجينا كولفيلد. وتسببت قوة الانفجار في تحطيم النوافذ وسُمع صوته من مسافات بعيدة. وعثرت الشرطة على عبوات ناسفة أخرى لم تنفجر. وكانت داخل طناجر طهي بالضغط الهوائي. وهرعت سيارات الإسعاف، ومكافحة الحريق، إلى المواقع، خاصة في حي تشيلسي الراقي بمنطقة مانهاتن.
في ذلك الوقت، قال والده لوكالة وكالة أسوشيتيد برس الأميركية: «وجدت تغييرا واضحا في شخصيته. لم يعد عقله كما كان. صار سيئا. لا أعرف ما هو السبب. لكنى أبلغت شرطة (إف بي آي) عن مخاوفي»، بينما قال محاميه لصحيفة «نيويورك تايمز». إنه يتعالج في مستشفى في نيويورك من جروح أصيب بها عن اعتقاله، ورفض المحامي تحديد اسم ومكان المستشفى.
وحسب وثائق الادعاء أمام المحكمة، جاء رحيمي إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 7 أعوام. وبعد أن حصل على الجنسية الأميركية، صار يتنقل بين الولايات المتحدة وأفغانستان. ثم تزوج أفغانية قبل عامين، وأحضرها معه إلى الولايات المتحدة. غير أن الزوجة سافرت، قبل الانفجارات بأسبوع، إلى أفغانستان. وزار رحيمي أفغانستان وباكستان مرارا. كذلك، مضى قرابة سنة في كويتا في باكستان حيث يتمتع مناصرو طالبان بنفوذ واسع. حسب ما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، توجد الزوجة حاليا في الإمارات، ويحقق معها وفد من «إف بي آي»، وشرطة نيويورك، وشرطة نيوجيرسي. وعثرت الشرطة على مذكرات كان يحملها رحيمي عندما اعتقل. وكتب فيها: «إن شاء الله، سيسمع الناس أصوات القنابل في الشوارع. وأصوات الرصاص الموجه إلى الشرطة. وذلك بسبب قمعكم وظلمكم».
رحيمي في المحكمة على سرير طبي
المشتبه به في اعتداءات نيويورك ونيوجيرسي يدفع ببراءته * لن يخرج من السجن من دون 5 ملايين دولار كفالة
رحيمي في المحكمة على سرير طبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة