مسودة بيان أوروبي تتهم قوات الأسد بأفعال «ترقى إلى جرائم حرب»

النظام يوافق على إدخال المساعدات.. ويستثني حلب وريف دمشق

مسودة بيان أوروبي تتهم قوات الأسد بأفعال «ترقى إلى جرائم حرب»
TT

مسودة بيان أوروبي تتهم قوات الأسد بأفعال «ترقى إلى جرائم حرب»

مسودة بيان أوروبي تتهم قوات الأسد بأفعال «ترقى إلى جرائم حرب»

ذكرت مسودة بيان قبل اجتماع يعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل، أنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب، يشكل تصعيدا كارثيا في الحرب، وأن أفعال قوات النظام هناك «ربما ترقى إلى جرائم حرب».
وأضافت مسودة البيان أن «الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنية التحتية الضرورية، إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية، يمثل تصعيدا كارثيا في الصراع، ويتسبب في سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع، منهم نساء وأطفال. وقد يرقى كثير من ذلك لجرائم الحرب»، بحسب الوثيقة التي حصلت عليها «رويترز».
في جنيف، قال دبلوماسيون ومسؤول بالأمم المتحدة، أمس، إن النظام وافق جزئيا على خطة الأمم المتحدة للمساعدات لشهر أكتوبر (تشرين الأول)، من دون أن يشمل ذلك الموافقة على طلب لإرسال مساعدات عاجلة إلى الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة المعارضة.
وأضافوا أن دمشق أعطت الضوء الأخضر للقوافل لدخول 25 منطقة من أصل 29 منطقة محاصرة يصعب الوصول إليها بمختلف أرجاء سوريا، باستثناء شرق حلب وثلاث مناطق في ريف دمشق.
وأكد رمزي عز الدين رمزي، نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، وصول الموافقات في أعقاب اجتماع أسبوعي لقوة المهام الإنسانية المؤلفة من قوى كبرى وإقليمية، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وقال للصحافيين: «قطعا الموافقة على الخطة ليست كافية. تعلمون أن هناك خطوات أخرى يتطلب اتخاذها، مما يمكن من تنفيذ عمليات التسليم. ندعو كل الأطراف للمساعدة في ضمان اتخاذ هذه الخطوات في أسرع وقت ممكن». وتابع بقوله، إن وضع 275 ألف شخص تقطعت بهم السبل في شرق حلب لا زال «قاسيا»، لكنه أشار إلى الاستئناف الجزئي لإمدادات المياه.
وأضاف رمزي أن الأمم المتحدة تحاول منذ أسابيع إجلاء الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة، لكن تنفيذ ذلك يتطلب وقفا لإطلاق النار. وقال إن «القدرة على معالجة حالات الطوارئ محدودة، وهذا هو السبب في أننا نعمل على خطة للإجلاء الطبي».
وقال رمزي، إن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، سيشارك في اجتماع لوزراء الخارجية - من بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف - لمناقشة الوضع في سوريا في مدينة لوزان غدا السبت.
وكانت الأمم المتحدة قد طالبت بدخول قوافل الغذاء والإمدادات الطبية في سبتمبر (أيلول)، وكانت تتوقع الموافقة عليها بحلول 30 سبتمبر، لتتمكن من إدخال مساعدات شهر أكتوبر.
سياسيا، قالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن بريطانيا ليست لديها خطط لتوسيع عملياتها العسكرية في سوريا.
وخسرت الحكومة البريطانية تصويتا برلمانيا في عام 2013، على مشروع لقصف قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكنها تشارك في غارات ضد تنظيم داعش في سوريا، منذ حصولها على موافقة المشرعين في ديسمبر (كانون الأول).
وفي وقت سابق، أمس، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن بريطانيا تدرس مرة أخرى المشاركة العسكرية في سوريا، لكن أي إجراء يجب أن يأتي في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، ومن المستبعد أن يحدث قريبا.
وقالت المتحدثة باسم ماي، ردا على سؤال عن تصريحات جونسون: «لا توجد خطط لعمل عسكري. نعمل مع المجتمع الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع». وأضافت أن هناك عدة خيارات متاحة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.