ملك تايلند يرحل ويترك البلاد للمجهول

ملك تايلند يرحل ويترك البلاد للمجهول
TT

ملك تايلند يرحل ويترك البلاد للمجهول

ملك تايلند يرحل ويترك البلاد للمجهول

أعلن القصر الملكي في تايلند وفاة الملك بوميبون ادولياديغ اليوم (الخميس)، في المستشفى عن 88 سنة، بعد 70 عامًا أمضاها في الحكم؛ أطول فترة أمضاها ملك في منصبه، وبوفاته تدخل تايلند مرحلة غموض كبير بسبب هالة القدسية التي كان يحظى بها الراحل، حيث كان يُعتبر ركيزة للاستقرار على مدى عقود من التقلبات السياسية والنمو السريع.
ووفق مجلة "فوربس: الأميركية يعتبر الملك ادولياديغ من أغنى الملوك، وقدرت ثروته في عام 2008 بـ 35 مليار دولار أميركي.
ولد أدوليادي في العام 1927 في مدينة كمبردج بولاية ماساتشوسيت الأميركية، حيث كان والداه يدرسان الطب. وشهد عهده الكثير من التقلبات السياسية وتعاقب فيه على رئاسة الوزراء في تايلاند أكثر من 20 مسؤولا، وتغير الدستور 16 مرة، كما دبر الجيش 17 محاولة انقلاب.
واليوم، أعلن بيان للقصر الملكي: "لقد توفي بسلام في مستشفى سيريراج".
وسريعا ما قطعت كافة قنوات التلفزيون برامجها لتكتفي بشاشة رمادية، وفي المستشفى الذي كان يعالج فيه الملك انهار المئات باكين، حسب مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان الملك ادولياديغ يعتبر رمزًا لوحدة بلد منقسم جدًا سياسيًا. وكان تولى العرش في 1946 بعد موت غامض لشقيقه ولم يعرف عدد كبير من التايلنديين حاكما آخر غير الملك.
وتجمع أكثر من الف شخص مرتدين ملابس باللونين الوردي والاصفر (الوان المملكة) مساء في حدائق المستشفى. ومع انتشار خبر وفاة الملك كانوا يجثون على ركابهم واضعين يدا على يد للصلاة.
وقال شاب وقد بدت عليه علامات الحزن الشديد "ماذا ستفعل تايلند من دونك"؟
وكان الملك ادوليادي أُدخل المستشفى قبل عامين وبقي فيه بشكل شبه متواصل للعلاج خصوصًا من التهاب رئوي والآلام في الرأس. ولم يظهر علنا منذ نحو عام.
واعلن رئيس الوزراء التايلندي برايوت شان-او-شا اليوم، أنّ ولي العهد الامير ماها فاجيرالونكورن (64 سنة) سيخلف والده. كما أعلن عن حداد لمدة عام في البلاد وعن تقليص كافة انشطة "الترفيه" مدة 30 يوما.
وقال في بيان إنّ "الحكومة ستمضي بعملية الخلافة وستبلغ الجمعية الوطنية التشريعية بان جلالة الملك عين وريثه في 28 ديسمبر (كانون الاول) 1972"، في اشارة إلى تاريخ إعلان فاجيرالونكورن وليا للعهد.
والملك الجديد أقل شهرة واجلالا من والده من قبل التايلنديين. وكان يعيش حتى الآن معظم الوقت في المانيا.
ويحمل الملك الجديد رتبة جنرال فخرية في الجيش وقد تلقى تدريبه العسكري خصوصًا في اكاديمية دانترون في استراليا. وفي السنوات الماضية كان يمثل والده في معظم الاحيان في المناسبات الرسمية؛ لكنه نادرًا ما كان يلقي خطبا.
صور الملك لا تكاد تغيب من المنازل والادارات والمدارس. وتعاظم تمجيده منذ انقلاب العام 2014.
ويتمع الملك والملكة وولي العهد بحصانة قانون يجرم أي مساس بهم ويعتبر من أكثر القوانين تشددًا من نوعه ومنذ تولي الجنرالات الحكم في 2014 تضاعفت الملاحقات وزادت قساوة الاحكام بهذا الصدد.
وفي اغسطس (آب) 2015، حكم على رجل بالسجن 30 عاما وامراة بالسجن 28 عاما، بعد نشرهما عبر فيسبوك العديد من الرسائل اعتبرت مهينة للاسرة المالكة.
وتميّزت السنوات العشر الاخيرة من عهد الملك الراحل بالكثير من الاضطراب السياسي. وشهدت مواجهات بين النخب الموالية للملك (عرفوا بلونهم الاصفر الملكي)، وأنصار رئيس الوزراء الاسبق تاسكين شيناوترا (بلونهم الاحمر).



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.