واشنطن تدعم العراق ضد تركيا وتطالب القوات الدولية بالتنسيق مع العبادي

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط» : عملية تحرير الموصل من 3 مراحل

واشنطن تدعم العراق ضد تركيا وتطالب القوات الدولية بالتنسيق مع العبادي
TT

واشنطن تدعم العراق ضد تركيا وتطالب القوات الدولية بالتنسيق مع العبادي

واشنطن تدعم العراق ضد تركيا وتطالب القوات الدولية بالتنسيق مع العبادي

طلبت واشنطن أمس من جميع القوات التي ستشارك في عملية تحرير الموصل المرتقبة التنسيق مع الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وجاء في بيان الخارجية الأميركية أن أي قوة دولية أو إقليمية يجب أن تكون على اتفاق وتنسيق مع بغداد برعاية التحالف العسكري الدولي للحرب على «داعش»، فيما يعد انحيازًا مع بغداد ضد أنقرة، بعد تصعيد بين الطرفين الأيام الماضية.
ويأتي التصريح الأميركي بعد دعوات عراقية متكررة للجانب التركي بسحب قواتها من شمال العراق والتي توجد دون إذن عراقي.
ومن جهته، كشف مسؤول كردي أمس أن معركة تحرير الموصل ستكون على ثلاث مراحل، تبدأ بتحرير مناطق سهل نينوى، وتنتهي بتحرير الجانب الأيمن من المدينة من تنظيم داعش، مبينًا أن قوات البيشمركة على أهبة الاستعداد للمشاركة في العملية. بينما واصلت القوات العراقية أمس استكمال جهوزيتها.
وقال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني لـ«الشرق الأوسط» إن معركة تحرير الموصل الوشيكة ستكون على ثلاث مراحل، الأولى منها ستبدأ بتحرير مدن وبلدات سهل نينوى من تنظيم داعش، ومن ثم تليها المرحلة الثانية المتمثلة بتحرير الجانب الأيسر لمدينة الموصل (الضفة الشرقية من نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى جانبين رئيسيين)، والمرحلة الثالثة ستتمثل بتحرير الجانب الأيمن (غرب المدينة). وأردف مموزيني: «تنظيم داعش زاد من عدد مسلحيه في الموصل، وهو يطلق على معركة الموصل الوشيكة اسم معركة (الخندق)، حيث حفر التنظيم الكثير من الخنادق حول المدينة وداخلها، وملأ هذه الخنادق بالنفط الخام استعدادا لإضرام النيران فيها، كذلك جلب عددا كبيرا من إطارات السيارات إلى أحياء المدينة لإحراقها أثناء بدء عملية تحريرها من قبل الجيش العراقي وقوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي» وأردف بقوله: «التنظيم نقل خلال الأيام القليلة الماضية قوات من محافظة الرقة السورية إلى الموصل».
في غضون ذلك التحق الآلاف من أبناء عشائر نينوى أمس بمعسكرات التدريب ضمن قوات الحشد العشائري التي ستشارك إلى جانب القوات الأخرى في عملية تحرير الموصل، وأوضح أحد قادة الحشد العشائري في محافظة نينوى، الشيخ نزهان اللهيبي، أن 15 ألف متطوع من أبناء عشائر الموصل وصلوا إلى معسكرات.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول أمني كردي عن رصد قطعات من قوات الحرس الثوري الإيراني في قاعدة قرب حدود مدينة السليمانية، مشيرًا إلى أنها مهيأة للمشاركة في معركة تحرير الموصل.وأضاف المسؤول الأمني الكردي الذي فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية: «أجهزتنا ترصد ومنذ أكثر من شهرين وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في قاعدة في منطقة هورمان القريبة من مدينة حلبجة، وأن هذه المنطقة متداخلة ما بين الأراضي العراقية والإيرانية، حيث تجري هناك تدريبات قتالية، ونعتقد أن عناصر من الميليشيات العراقية تسللت من خانقين أو بدرة وليس من إقليم كردستان تتدرب في هذه القاعدة أيضا». وأضاف قائلا إن «قوات الحرس الثوري الإيراني ستدخل الأراضي العراقية لمساعدة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل»، معبرًا عن خشيته في أن «تجتاز قوات الحرس الثوري أراضي إقليم كردستان للوصول إلى تخوم الموصل، لا سيما وأن الطرق المؤدية من الإقليم، وخصوصا عبر محافظتي أربيل ودهوك هي الأقرب إلى هدف هذه القوات عند حدود مدينة الموصل».
وكانت فصائل ميليشيات الحشد الشعبي قد وصلت وبأعداد كبيرة إلى حدود الموصل لتستقر مبدئيا عند سد الموصل. وأفادت الأنباء بأن أكثر من مائتي عجلة مصفحة ومدرعات وأسلحة ثقيلة قد وصلت إلى سد الموصل للمشاركة في معركة تحرير الموصل. وتصر ميليشيات الحشد الشعبي على المشاركة في هذه المعركة، على الرغم من الرفض القاطع لأهالي الموصل والحشد العشائري لنينوى وقوات التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية والقوات التركية الموجودة في قضاء بعشيقة مشاركة الميليشيات الشيعية في معركة تحرير الموصل، إذ من المتوقع أن تحدث مجابهات بين الحشد العشائري لنينوى، وقوات البيشمركة، والقوات التركية ضد ميليشيات الحشد الشعبي.
وقال المسؤول الأمني الكردي إن «إيران تسعى للسيطرة على خط بري يربطها مباشرة بسوريا، وأن أقرب هذه الخطوط يمر عبر الموصل، وسوف تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في نينوى، وبمباركة الميليشيات الشيعية ودعمها». إلى ذلك قال حامد المطلك، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن «الأولوية لمعركة تحرير الموصل وليس للصراعات الحزبية داخليا أو الصراعات الإقليمية خارجيًا»، مشيرا إلى أن «من حق العراقيين وحدهم المشاركة في معركة تحوير الموصل دون أن تتدخل أي قوى إقليمية، في إشارة لإيران وتركيا، في هذه المعركة التي لن تأتي لصالح العراق والعراقيين».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.