غارات لروسيا ونظام الأسد تستهدف سوقًا شعبية في حلب

وسّعا حملتهما الجوية باتجاه أرياف إدلب وحمص ودمشق

رجل من سكان دوما بريف دمشق يحدق في الدمار بعد استهداف الطيران للبلدة التي تسيطر عليها المعارضة أمس (رويترز)
رجل من سكان دوما بريف دمشق يحدق في الدمار بعد استهداف الطيران للبلدة التي تسيطر عليها المعارضة أمس (رويترز)
TT

غارات لروسيا ونظام الأسد تستهدف سوقًا شعبية في حلب

رجل من سكان دوما بريف دمشق يحدق في الدمار بعد استهداف الطيران للبلدة التي تسيطر عليها المعارضة أمس (رويترز)
رجل من سكان دوما بريف دمشق يحدق في الدمار بعد استهداف الطيران للبلدة التي تسيطر عليها المعارضة أمس (رويترز)

وسّع الطيران الحربي لكل من النظام السوري وروسيا، في الساعات القليلة الماضية، من الحملة الجوية على مناطق سيطرة المعارضة، وبالتحديد في مدينة حلب وريفي إدلب وحمص وغوطة دمشق الشرقية، حيث أفادت مصادر بسقوط عشرات القتلى وفقدان عشرات آخرين تحت الأنقاض.
وقال ناشطون إن 15 مدنيا لقوا حتفهم، بينهم 4 أطفال، وأصيب أكثر من 15 آخرين، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارة، سوقًا شعبية وسط حي الفردوس الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. وأشار أبو محمد الشامي، وهو ممرض بأحد المشافي الميدانية بحلب، في تصريح لـ«مكتب أخبار سوريا»، إلى أن الطيران الروسي شن غارة بصاروخين، أحدهما ارتجاجي والآخر فراغي، على السوق، أثناء تواجد مئات المدنيين لشراء حاجياتهم، لافتا إلى أن المصابين أسعفوا لمشفى ميداني لتلقي العلاج، بينهم حالات خطرة، 3 منها إصابات بالرأس تم وضعها في العناية المركزة، إضافة لحالات بتر أطراف. وأضاف الشامي أن فرق الدفاع المدني لا تزال تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن القصف أدى إلى دمار كبير بمحال تجارية ومبان سكنية.
وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 سبتمبر (أيلول) هجوما على الأحياء الشرقية في حلب، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، أبرزها حي بستان الباشا في الوسط وحي الشيخ سعيد، جنوب المدينة.
من جهتها، تحدثت «شبكة شهبا برس» عن أن طائرات النظام استهدفت حي الفردوس في عدة غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح آخرين، ووقوع كثير من الأضرار المادية. وأضافت أن قصفا من الطائرات الروسية تركز على حي الكلاسة في مدينة حلب بأربع غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية، ما أسفر عن وقوع كثير من الأضرار المادية. ويأتي هذا القصف عقب يوم دامٍ ارتفعت فيه الحصيلة إلى 55 قتيلا وعشرات الجرحى، جراء الغارات الروسية على حلب وريفها. وفي حلب أيضا، استهدفت القوات النظامية المتمركزة في بلدتي نبل والزهراء يوم أمس بـ25 صاروخا، بعضها من طراز «فيل» ذي القوة التدميرية الكبيرة، بلدتي حيان وبيانون الخاضعتين لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، وأسفر الاستهداف عن دمار في المنازل وأضرار مادية أخرى، بسحب ما أفاد به ناشطون.
أما في ريف إدلب، فلقيت امرأة وطفلاها حتفهم، وأصيب أكثر من 8 آخرين، اليوم، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارتين بالصواريخ الفراغية، بلدة جرجناز شرق مدينة معرة النعمان الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف إدلب الشرقي. وقال الناشط الإعلامي المعارض غسان الإدلبي من البلدة، إن القتلى نازحون من مدينة صوران الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، والتي تتعرض لقصف جوي ومدفعي مكثف، لافتا إلى أن فرق الدفاع المدني أسعفت الجرحى إلى المشفى الميداني في جرجناز، ولا تزال تتابع عملها بإزالة ركام منزلين تهدما بسبب القصف.
وطالت الحملة الجوية، بحسب وكالة «آرا نيوز»، ريف حمص الشمالي، حيث ارتكبت طائرات النظام الحربية، ظهر الأربعاء، في مدينة الحولة وسط سوريا، «مجزرة»، جراء استهدافها الأحياء السكنية داخل المدينة بست غارات جوية، ما أدى لمقتل 6 مدنيين أغلبهم أطفال، وإصابة آخرين بجروح. وقال هيثم القاسم، الناشط الإعلامي الموجود في المنطقة، إن «طائرات النظام الحربية قصفت الأحياء السكنية لمدينة الحولة بست غارات جوية، تركزت وسط المدينة والأطراف الغربية، ما أدى لمقتل 6 مدنيين، بينهم 3 أطفال وامرأتان، إحداهن حامل، قتلت مع جنينها، إضافة لسقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء». من جهتها، قصفت فصائل المعارضة جميع الحواجز المحيطة بالمدينة ردًا على الغارات الجوية، حيث استهدفت حواجز القرى الموالية غرب المدينة، ممثلة بحاجز قرمص وحاجز مريمين وحاجز الشنية وحاجز القبو، وذلك بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون من العيار الثقيل.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بارتفاع عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية، إلى 22. وأشار إلى 6 غارات استهدفت مناطق في بلدات ومدن كفربطنا وسقبا وعربين، ما أسفر عن مقتل شخص وسقوط 3 جرحى، بينهم طفل في كفربطنا، بينما أصيب 10 آخرون، من ضمنهم أطفال ومواطنات في سقبا.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».