السعودية تبدأ اليوم جولة التسويق لأول سنداتها الدولية

تنطلق من لندن وتختتم في نيويورك.. وبآجال من 5 حتى 30 عامًا

السعودية تبدأ اليوم جولة التسويق لأول سنداتها الدولية
TT

السعودية تبدأ اليوم جولة التسويق لأول سنداتها الدولية

السعودية تبدأ اليوم جولة التسويق لأول سنداتها الدولية

من المقرر أن يعقد المسؤولون السعوديون لقاءات مع المستثمرين في لندن، اليوم وغدًا (الخميس)، تليها اجتماعات لمدة 3 أيام في الولايات المتحدة تختتم في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في مدينة نيويورك، وذلك لتسويق أول إصدار دولي من السندات الحكومية السعودية.
وستناقش خلال هذه الاجتماعات خطة السعودية لإصدار سندات مقومة بالدولار بشرائح لأجل 5 أعوام و10 أعوام و30 عامًا. وأصدرت الحكومة نشرة إصدار للسندات في نحو 220 صفحة تحتوي على معلومات كثيرة عن المالية السعودية.
ولعل أبرز النقاط التي تم ذكرها في النشرة أن الدخل من النفط انخفض بواقع 70 في المائة في آخر خمس سنوات، ليصل إلى 89 مليار دولار هذا العام.
ومن أبرز النقاط الأخرى التي ذكرتها نشرة الإصدار أن المملكة خفضت الإنفاق الحكومي والرأسمالي، حيث قالت النشرة إن الحكومة ستخفض الإنفاق على العقود الحكومية بكل أنواعها بما لا يقل عن 5 في المائة.
ومن بين الأمور الأخرى التي أظهرتها نشرة الإصدار أن احتياطيات النفط السعودية الحالية البالغة نحو 266 مليار برميل ستكفي لمدة 70 عامًا.
ووفقًا لوكالة «رويترز»، تحتوي نشرة الإصدار على بيانات اقتصادية حتى نهاية العام 2015، معظمها جرى الإعلان عنه، كما تضمنت سلسلة من المخاطر مع سعي الحكومة لخفض عجز الموازنة.
وتقول نشرة الإصدار إن المخاطر تتضمن أي هبوط جديد لأسعار النفط، وعدم تأثير خفض الإنفاق الحكومي على العجز بالقدر الكافي، أو تسببه في ضرر بالغ للاقتصاد، فضلا عن الخطر النابع من احتمال عجز الحكومة عن ضخ استثمارات كافية لتنويع الاقتصاد.
وأشارت النشرة إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي / ساما) ما زالت ملتزمة بالإبقاء على ربط العملة بالدولار، مبينة أنه لا يوجد ضمان على أن الأحداث غير المتوقعة في المستقبل، بما فيها زيادة معدل انخفاض الأصول الاحتياطية الحكومية، لن تدفع الحكومة إلى إعادة النظر في سياسة سعر الصرف.
من جهتها، كشفت وكالة «بلومبيرغ» - نقلاً عن نشرة إصدار السندات الحكومية السعودية - أن المملكة تتوقع انخفاض الإنفاق الرأسمالي بنسبة 71 في المائة، إلى 75.8 مليار ريال (نحو 20.21 مليار دولار) في 2016، مقارنة مع 263.7 مليار ريال (70.32 مليار دولار) في 2015.
وأضافت «بلومبيرغ» أن النشرة أفصحت عن تقدير الحكومة لانخفاض العجز في الميزانية إلى 13.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2016، مقارنة مع 15 في المائة في 2015. وأوضحت كذلك أن قرار تقليص المكافآت والبدلات الحكومية سيؤدي إلى خفض الإنفاق الحالي إلى 581.2 مليار ريال (نحو 154.98 مليار دولار)، مقارنة مع 714.4 مليار ريال (190.56 مليار دولار) قبل القرار.
كانت وزارة المالية السعودية قد أعلنت، الاثنين الماضي، أن مكتب إدارة الدين العام في الوزارة قد أتم إنشاء برنامج دولي لإصدار أدوات الدين في أول اقتراض للمملكة - التي تضررت جراء هبوط أسعار النفط - من السوق الدولية.
وقالت وزارة المالية إنه كجزء من هذا البرنامج، قام المكتب بتعيين عدد من البنوك الاستثمارية العالمية والمحلية - دون الإفصاح عنها - لتنسيق سلسلة من الاجتماعات مع مستثمري أدوات الدين.
وأضافت أنه سيتم تكليف هذه البنوك الاستثمارية بإدارة وترتيب أول طرح للسندات الدولية المقيمة بالدولار الأميركي مندرجة تحت هذا البرنامج، وسيتم بعد هذه الاجتماعات طرح تلك السندات حسب ظروف السوق.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».