التحالف يعترض 3 صواريخ حوثية أحدها استهدف جنازة مسؤول في «الشرعية»

الأحمر تقدم مشيعي قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب وشدد على المضي نحو استكمال التحرير

قوات الجيش الوطني تحمل صورة للقائد العسكري اللواء الشدادي خلال جنازته في مأرب أمس وكان الشدادي قد قتل خلال مواجهات مع الانقلابيين مساء الجمعة (رويترز)
قوات الجيش الوطني تحمل صورة للقائد العسكري اللواء الشدادي خلال جنازته في مأرب أمس وكان الشدادي قد قتل خلال مواجهات مع الانقلابيين مساء الجمعة (رويترز)
TT

التحالف يعترض 3 صواريخ حوثية أحدها استهدف جنازة مسؤول في «الشرعية»

قوات الجيش الوطني تحمل صورة للقائد العسكري اللواء الشدادي خلال جنازته في مأرب أمس وكان الشدادي قد قتل خلال مواجهات مع الانقلابيين مساء الجمعة (رويترز)
قوات الجيش الوطني تحمل صورة للقائد العسكري اللواء الشدادي خلال جنازته في مأرب أمس وكان الشدادي قد قتل خلال مواجهات مع الانقلابيين مساء الجمعة (رويترز)

اعترضت المنظومة الدفاعية التابعة لقوات التحالف العربي (باتريوت) 3 صواريخ باليستية أطلقتها الميليشيات الانقلابية في اليمن (الحوثي وصالح) على مدينة مأرب شرق العاصمة صنعاء، ظهر أمس، وأثناء إقامة مراسم التشييع لجثمان اللواء عبد الرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي قتل مساء الجمعة الماضي في جبهة صرواح، آخر معاقل الانقلابيين في مأرب.
وقالت مصادر حضرت التشييع لـ«الشرق الأوسط» إن عملية إطلاق الصواريخ تزامنت مع مراسم التشييع التي شارك فيها قيادات مدنية وعسكرية وقبلية وضباط وجنود ومواطنون. وأضافت المصادر أن أحد هذه الصواريخ الثلاثة شوهد أثناء اعتراضه وتدميره في سماء المكان الذي شهد مراسم التشييع وقبل وصوله إلى المشيعين الذين قدر عددهم بالآلاف، ودون أن تحدث أي إصابات.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات أطلقت صواريخ مماثلة جميعها استهدف المدينة خلال يوم واحد فقط، مؤكدا أن اعتراض منظومة الدفاع تلك الصواريخ جنب حدوث مجزرة بشرية جديدة مروعة بحق الآلاف من مشيعي القائد العسكري أثناء وجودهم في المقبرة.
وكان نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، قد تقدم مراسم الدفن لجثمان اللواء عبد الرب الشدادي، وألقى كلمة في المشاركين، قال فيها: «إن (الشهيد) اللواء الركن عبد الرب الشدادي قدم روحه هو ورفاقه فداءً للوطن والأمن والاستقرار ودفاعًا عن الثورة والجمهورية والشرعية الدستورية». وأضاف الفريق الأحمر: «إننا لا نخفي (شهداءنا) لأنهم أعلام ورموز الحرية، وليسوا كقتلى الانقلابيين مجهولي الهوية والهدف والوجهة والإرادة». وأشار إلى «تبديد الانقلابيين المال العام في البنك المركزي ومرتبات القوات المسلحة وموظفي الدولة، وامتداد تآمرهم على المنطقة بشكل عام، وجغرافية الجزيرة العربية»، لافتًا إلى دور التحالف العربي في اليمن في كل النواحي.
وأكد نائب الرئيس اليمني: «إننا ماضون على أهداف (الشهداء) وعزمنا لن ينثني بتقديم التضحيات، ومستمرون إلى الأمام وفي طريق تحرير البلاد حتى الوصول إلى صنعاء».
وخلال الأسابيع الماضية كثفت الميليشيات الانقلابية من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية نحو أهداف عسكرية في مدينة مأرب والمحافظات الحدودية مع السعودية. وقبل أيام فقط من إطلاق تلك الصواريخ، كانت محافظة ذمار جنوب صنعاء، استفاقت على سقوط صاروخ ثامن في مديرية الحداء المحاذية لمحافظة مأرب، عقب عملية إطلاق فاشلة من قبل الميليشيات الانقلابية. وحذر مشائخ ووجهاء وأعيان وأهالي مديرية الحداء من المحاولات المستمرة والفاشلة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح لإطلاق صواريخ باليستية من مناطق محاذية للمديرية، وذلك نتيجة سقوط أكثر من 8 صواريخ في عدد من قرى الحداء خلال الشهرين الماضيين.
وجاء تحذير مشايخ وأعيان ووجهاء الحداء عقب سقوط صاروخ فاشل أطلقته ميليشيات الحوثي والصالح فجر الأربعاء الماضي، من شمال مدينة ذمار وسقط في إحدى المناطق بمديرية الحداء شمال مدينة ذمار، العاصمة الإدارية للمحافظة. وأكد شهود عيان من أبناء مديرية الحداء، أن الصاروخ الفاشل الذي أطلقته الميليشيات فجر الأربعاء الماضي سقط في منطقة الحمراء بين قريتي المصاقرة والماجل عزلة الكميم التابعة لمديرية الحداء شمال محافظة ذمار.
وبحسب الشهود، فقد سقط قبل أيام صاروخ باليستي فاشل هو الخامس في منطقة بيت أبو محنقة التابعة لمديرية الحداء. وحمل مشائخ وأعيان قبيلة الحداء، الأربعاء الماضي، قيادة ميليشيات الحوثي وصالح بمحافظة ذمار، نتائج إطلاق صواريخها من جبال منقذة وإصابة المناطق المحادة للمديرية شمال مدينة ذمار، مشيرين إلى أن جميعها باءت بالفشل، وسقط 6 منها في قرى المديرية.
وقامت الميليشيات خلال الفترة الماضية بإطلاق صواريخها الباليستية من أراضي ومناطق مجاورة لمديرية الحداء ناحية محافظة مأرب المحاذية لمديرية الحداء، والتي تعد واحدة من أهم معاقل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجمهورية.
وكان المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة ذمار قد حذر الميليشيات الانقلابية، من استخدام أراضي محافظة ذمار لأعمالها العدائية بإطلاق صواريخ باليستية أو إقامة معسكرات تدريب في أراضيها، داعيًا أبناء المحافظة إلى التصدي لتلك الأعمال الإجرامية التي تجعل من أراضي المحافظة هدفا مشروعًا لطيران التحالف ويعرضها وأبناءها للخطر.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).