ليبيا: مجلس السراج يفكر في نقل مشاورات تشكيل الحكومة إلى الداخل

مبادرة عسكرية لإخراج متطرفي بنغازي.. واعتقالات في طرابلس

مقاتلون من الجيش الحكومي يشيرون إلى موقع انفجار خلال مواجهات مع أتباع داعش في سرت (رويترز)
مقاتلون من الجيش الحكومي يشيرون إلى موقع انفجار خلال مواجهات مع أتباع داعش في سرت (رويترز)
TT

ليبيا: مجلس السراج يفكر في نقل مشاورات تشكيل الحكومة إلى الداخل

مقاتلون من الجيش الحكومي يشيرون إلى موقع انفجار خلال مواجهات مع أتباع داعش في سرت (رويترز)
مقاتلون من الجيش الحكومي يشيرون إلى موقع انفجار خلال مواجهات مع أتباع داعش في سرت (رويترز)

قال فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، إن الاجتماعات المقبلة للمجلس للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة سيعقد داخل البلاد، معتبرا أن «الوضع السياسي لن يقبل منا الوجود خارج ليبيا أكثر من ذلك».
وأوضح السراج في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، عقب اجتماع عقده أعضاء المجلس الرئاسي التسعة في تونس، أن هذه الاجتماعات تأتي في وقت حرج ومصيري بالنظر لما تشهده البلاد من أزمات واختناقات، وبما يتوجب وضع الخلافات جانبا لتصبح مصلحة الوطن والمواطن هي العليا.
وكان السراج قد أعلن في السابق أن المجلس الرئاسي لحكومته، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، سيعقد جلسته التشاورية خارج ليبيا بحضور كافة الأعضاء، حتى لا يكون الخلاف على المكان عائقًا لأي تقدم في أداء المجلس على طريق تنفيذ الاتفاق السياسي.
لكنه وفقا للبيان الصادر أمس أكد في المقابل على أن «المجلس يعمل على أن تستمر لقاءاته القادمة في أي مدينة ليبية».
كما أعلن موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي للحكومة، أن أعضاء المجلس اتفقوا على أن تكون جلساته المقبلة داخل ليبيا، مشيرا إلى تشكيل لجنة من بعض الأعضاء للتشاور فيما بينهم لاختيار مدينة تتوفر فيها الشروط لاستضافة جلسات المجلس.
وكشف الكوني النقاب عن أن أعضاء المجلس لم يناقشوا خلال اجتماعهم الأخير بتونس تفاصيل التشكيلة الوزارية الجديدة، مشيرًا إلى أنه من المنتظر أن تستأنف الجلسات مطلع هذا الأسبوع بعد الاتفاق على اختيار المدينة التي ستعقد فيها الجلسات.
إلى ذلك، قالت قوة الردع الخاصة في العاصمة الليبية طرابلس إنها اعتقلت 12 شخصا بعد مداهمة القرية المعروفة بـ«الفاو» بجوار قرية الريقاطة والسياحية، التي يتحصن بها العديد من المجرمين، الذين قالت إنهم وراء العديد من عمليات الخطف التي شهدتها طرابلس، وخاصة في منطقة حي الأندلس، والسياحية وغوط الشعال والسراج.
وأضافت في بيان لها: «بعد وضع العديد من الشكاوى من سكان المنطقة ضد هذه المجموعة وما يتعرضون له من مضايقات وتصرفات غير أخلاقية، تم القبض على 12 شخصا، ويجري التحقيق معهم لتورط البعض منهم في عمليات خطف وابتزاز وكذلك قضايا سرقة».
وتعهدت القوة بنشر المزيد من التفاصيل فور الانتهاء من عملية التحقيق، كما حذرت «كل من يقفل الطريق عن الناس وينشر الرعب بينهم بأنه ستتم ملاحقته والتعامل معه».
وتشهد العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات متطرفة، حالة من التوتر الأمني بسبب تزايد عمليات القتل والخطف، كان أحدثها اختطاف مسؤول ديني في دار الإفتاء الليبية.
من جهة أخرى، طرح الجيش الليبي على لسان العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، مبادرة من ثلاث مراحل لإخراج العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات بمدينة بنغازي في شرق البلاد، خاصة قنفودة في الغرب. واشترطت المبادرة أن تكون المرحلة الأولى إخراج كبار السن والنساء والأطفال نحو نقاط تمركز القوات المسلحة في القاطع الرابع، بينما سيسمح بالخروج بحرا عن طريق ميناء المريسة إلى القوات الموجودة في الميناء، وبحضور للهلال الأحمر، والمجلس البلدي للمدينة والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام.
وتضمنت المرحلة الثانية تسلم كل الأسرى والمعتقلين كشوفات للأشخاص الذين تمت تصفيتهم وأماكن دفن جثامينهم، فضلا عن إخراج العمالة الوافدة من مناطق الاشتباك بحضور ممثلين عن دولهم إن وجد.
وطبقا للمرحلة الثالثة من المبادرة، فسيسمح بخروج المصابين والجرحى من أفراد الجماعات الإرهابية باتجاه الوحدات العسكرية بالتنسيق مع إدارة الشرطة والسجون العسكرية، وإدارة الخدمات الطبية في القيادة العامة لتقديم العناية الطبية اللازمة لهم بحضور المنظمات الإنسانية والحقوقية، ووزارة العدل وإدارة السجون، لكن في كل الأحوال لا تعفيهم ظروفهم من المحاكمة والجزاء عما اقترفته أيديهم.
لكن المبادرة نصت في المقابل على أن «يبقى المقاتلون من الجماعات الإرهابية فقط ويفتح معهم باب الحوار، وذلك بتشكيل لجنة مسؤولة، ولها صفتها الاعتبارية التي تتضمن تسليمهم لأسلحتهم وأنفسهم للقوات المسلحة، وفتح تحقيق قضائي وأمني أمام لجان تحقيق وطنية، وبإشراف إدارة الشرطة والسجون العسكرية مباشرة، ويسمح لهم بتكليف محامين بشكل فردي أو جماعي، كما يسمح بتقديم كل الخدمات الإنسانية مثل الزيارات والاتصالات والرعاية الطبية، ويترك أمرهم للقانون ليقول كلمته فيهم».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».