معارك حلب: مقتل ضابط في الحرس الثوري.. وأسرى وجثث لـ«حزب الله» لدى المعارضة

الطائرات الروسية تسابق الضغوط الدولية.. وتستكمل قصف المستشفيات

سحابة دخان تتصاعد من مستشفى الكندي بعد قصفه بالطيران والسيطرة عليه من قبل النظام ما يسمح بالتحكم في مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة (أ.ف.ب)
سحابة دخان تتصاعد من مستشفى الكندي بعد قصفه بالطيران والسيطرة عليه من قبل النظام ما يسمح بالتحكم في مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة (أ.ف.ب)
TT

معارك حلب: مقتل ضابط في الحرس الثوري.. وأسرى وجثث لـ«حزب الله» لدى المعارضة

سحابة دخان تتصاعد من مستشفى الكندي بعد قصفه بالطيران والسيطرة عليه من قبل النظام ما يسمح بالتحكم في مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة (أ.ف.ب)
سحابة دخان تتصاعد من مستشفى الكندي بعد قصفه بالطيران والسيطرة عليه من قبل النظام ما يسمح بالتحكم في مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة (أ.ف.ب)

دخل سلاح الجو الروسي في سباق مع الوقت، لتحقيق إنجاز عسكري في مدينة حلب لتحقيق تقدّم في مناطق سيطرة المعارضة شرقي المدينة، يستبق أي موقف للأمم المتحدة التي تمارس ضغوطًا على دول القرار لوقف ما سمتها «محرقة حلب»، حيث كثّفت الطائرات الروسية غاراتها على حلب الشرقية، وأدى القصف الجوي على حي بعيدين إلى مقتل وحرج عشرات المدنيين وفقا لإحصاءات المعارضة التي أفادت مصادرها أن «الثوار تصدوا لهجوم كبير على المحور الشرقي لحلب القديمة، وتمكنوا من قتل ضابط إيراني كبير في الحرس الثوري وثلاثة من القوّة المهاجمة التي كانت يقودها هذا الضابط».
وتعرض أكبر مشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب السورية لغارات، أمس، أدت إلى تدميره ومقتل ثلاثة عمال صيانة داخله، وفق ما أفادت منظمة طبية تقدم الدعم له والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «طائرات حربية استهدفت بشكل مباشر المستشفى»، تزامنا مع تأكيد المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية أدهم سحلول أن «مستشفى +أم10+ تدمر بالكامل» مشيرا إلى مقتل ثلاثة عمال صيانة كانوا داخله.
واستهدفت غارات الطيران الروسي منازل سكنية وسط حي بعيدين، مما أدى إلى سقوط عدد من «الشهداء» والمصابين، بحسب «مكتب أخبار سوريا» المعارض، والذي أعلن «نقل الجرحى إلى مشفى ميداني في أحياء حلب الشرقية التي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من شهر»، مؤكدا وجود «ثلاث حالات خطرة نتيجة إصابتها بالرأس وتحتاج إلى العناية المركزة، وسط ضعف إمكانيات المشافي الميدانية». وأكد المكتب أن الطيران الحربي الروسي والنظامي «شن ما يزيد على 56 غارة بالصواريخ الفراغية والعنقودية، على أحياء أخرى في حلب الشرقية، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بالمدينة ودمار كبير فيها وبباقي المناطق المستهدفة».
ومع سقوط كل المحرمات في هذه المعركة، أكد القيادي العسكري في المعارضة السورية عمر أبو ياسر لـ«الشرق الأوسط»، أن حلب «تواجه حرب إبادة لا مثيل لها في التاريخ، يشترك فيها كل شذاذ الآفاق في العالم». وقال: «نحن لا نواجه نظام بشار الأسد المجرم، فهذا النظام سقط سياسيا وعسكريًا منذ سنوات، لكننا نواجه إرهاب دول، تمثله روسيا وإيران ويحظى بغطاء أميركي وغربي».
وقال أبو ياسر: «منذ ستة أشهر لا نشعر بوجود قوات عسكرية فعلية للنظام، لأن من يقاتل على الأرض الميليشيات والمرتزقة التي استقدموها من كل الدول». وكشف أن «معركة حلب يشارك فيها 35 فصيلاً أتوا من كل أصقاع الأرض، لكن الأكثر إجرامًا بينهم (حزب الله) اللبناني و(عصائب أهل الحق) العراقية و(لواء القدس)»، مؤكدًا أن «مقاتلي (حزب الله) هم رأس حربة المعركة ويكفي أدلة على ذلك، أننا نحتجز جثثًا لمقاتليهم ولدينا أسرى أحياء منهم».
وفي وقت أعلن موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض، أن «الثوار تمكنوا من قتل العقيد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني محمد رضا في حلب». كشف الناشط المعارض في حلب عاهد السيد لـ«الشرق الأوسط»، أن الضابط الإيراني «قتل خلال هجوم شنّته إحدى الوحدات الخاصة الإيرانية على الطرف الشرقي لحلب المدينة». وأكد أن «الهجوم الذي مني بالفشل بفعل تصدي الثوار له، أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين إيرانيين آخرين، وعدد من عناصر الميليشيات الشيعية التابعة لها». وأضاف السيد أن «الثوار أحبطوا صباح (أمس) هجومًا مماثلاً لقوات النظام على مشروع الـ1070 شقة جنوبي مدينة حلب، وكبدوا القوة المهاجمة خسائر بشرية ومادية».
ميدانيًا أيضًا، قالت مصادر المعارضة إن قوات النظام أخفقت في التقدم على أي من المحاور التي هاجمها أمس، خصوصًا منطقة الشيخ سعيد وبستان الباشا ومحطة المياه، وأكد الناطق العسكري باسم تجمع «فاستقم» عمار سقّار، أن «الثوار تصدوا للهجمات الثلاث وكبدوا النظام خسائر كبيرة». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «جيش النظام ترك عددًا من جثث قتلاه في الأرض خلال انسحابه من منطقة محطة المياه».
وقال سقّار: «منذ أشهر حاول الروس والنظام ضرب مقومات الصمود لدى الثوار، من خلال استهداف المشافي ومحطات المياه والأسواق ومنازل المدنيين، بهدف كسر عزيمتنا، لكن كل هذه الجرائم والمجازر زادتنا إيمانا بصوابية خياراتنا وإصرارًا على التخلص من هذا النظام». وأضاف الناطق العسكري باسم تجمع «فاستقم»، أن «الروس والنظام يمعنون في استهداف المشافي، وآخرها كان بالأمس (الأول) تدمير مشفى الصاخور، وقتل عدد من طاقمه الطبي والتمريضي، وسبقه قصف مركز الحياة في منطقة الشعّار، وقبله مشفى القدس للأطفال».
إلى ذلك، سيطرت، قوات سوريا الديمقراطية على معامل الشقيف شرقي حلب، بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة، مما أجبر الأخيرة على الانسحاب من مشفى الكندي لوقوع المعامل جنوبها وعلى خط إمداد المعارضة إليها، لتتقدم القوات النظامية وتسيطر على المشفى. وأوضح قيادي عسكري في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، أن «قتال عصابات الـ(pyd) مع النظام ليست جديدة، فهم أول من بدأوا باستهداف طريق الكاستيلو ومكنوا النظام مع قطعه والسيطرة عليه». وقال إن «آخر فصول الغدر كانت أمس، من خلال استهداف طرق إمداد المعارضة وتحديدًا في منطقة معامل الشقيف، وهو ما مكّن النظام من التقدم إليها والسيطرة عليها»، معتبرًا أن «قصف طرق إمداد المعارضة من قبل القوات الكردية، هو عمل مدروس ومنسّق مع عصابات الأسد ولا يحتاج إلى دليل».
غير أن عبد السلام أحمد القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية، وصف هذه الاتهامات بـ«التلفيقات المفبركة». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجموعات المسلحة تحاول أن تبرر تراجعها أمام هجمات النظام بإلقاء المسؤولية على وحدات الحماية (الكردية)، وتتخذ منها شماعة للتعويض عن خسائرها». وقال إن «وحدات حماية الشعب مهمتها حماية حي الشيخ مقصود الذي يضم آلاف المدنيين من كل المكونات». وأضاف القيادي الكردي «نحن أصبحنا في فكّي كماشة النظام والمعارضة وضحية الطرفين، لكن همنا الأساسي يبقى في إعادة ترتيب أوضاعنا لنحمي مناطقنا من اعتداءات أطراف النزاع في حلب».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.