مسؤول أمام مجلس الأمن: الوضع في حلب «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»

مسؤول أمام مجلس الأمن: الوضع في حلب «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»
TT

مسؤول أمام مجلس الأمن: الوضع في حلب «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»

مسؤول أمام مجلس الأمن: الوضع في حلب «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»

عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة دورية للبحث في الوضع الإنساني في سوريا، استمع فيها، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، إلى رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين حول أحدث تقرير عن الوضع الإنساني في سوريا.
وحول حلب، قال أوبراين إن «سوريا تنزف ومواطنيها يموتون، فيما يسمع الجميع الصرخات المطالبة بالنجدة». وأضاف أن الأمل الوحيد يتمثل في الإرادة والتدابير الجماعية والموحدة من مجلس الأمن الدولي، وأن «الأمر يعود إلى مجلس الأمن لتهيئة الظروف الملائمة لتوصيل المساعدات لجميع المحتاجين، ولإنهاء الحصار واستئناف الحوار السياسي، ووضع حد للحرب، ولكنه أكد على الحاجة إلى الالتزام بهدنة تستمر لمدة 48 ساعة أسبوعيا على الأقل.
من جانبه، قال: أنتوني ليك، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف: إن 96 طفلا لقوا مصرعهم في حلب وأصيب 223 طفلا بجراح، يمثل كل واحد منهم إما ابنا أو ابنة، جراء هجمات اتسمت بالقسوة هذا الأسبوع وحده.
ونقل الناطق الإعلامي في الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك عن ليك قوله «إن الأطباء أجبروا على ترك بعض الأطفال فريسة للموت بينما قاموا بإنقاذ آخرين بما يتاح من الإمدادات الطبية الشحيحة»، مشيرا إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال يشربون المياه الملوثة بسبب تفجير محطة ضخ المياه وإغلاق أخرى، فيما قتل عاملون شجعان في مجال الإغاثة والإنقاذ، ودمرت قوافل المعونة.
وفي جنيف، قال نائب المبعوث الخاص لسوريا رمزي عز الدين رمزي: إن ما يصل إلى 600 شخص لا يحصلون على الرعاية الطبية اللازمة بعد الضربات الجوية التي أصابت المستشفيات في شرق حلب. وطالب بتسهيل عمليات الإجلاء التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا». وأكد رمزي، أن الغذاء ينفد يوما بعد يوم، وأن الكثير من المخابز أغلقت أبوابها الآن، وأن الحصص المتوافرة لا تكفي إلا لربع السكان، مشيرا إلى أنه وفيما وصلت المساعدات إلى مناطق أخرى في سوريا غير حلب، فإن الإذن للسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الزبداني ومضايا والفوعة وكفرايا استغرق 150 يوما.
وبعد الجلسة قرر أعضاء المجلس عقد جلسة مغلقة للتشاور حول الخيارات الممكنة في أعقاب ما يبدو أن هناك انهيارا في الاتصالات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة حول سوريا.
في الفاتيكان، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، بعد لقائه البابا فرنسيس، أنه «من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان» في سوريا. وقال دي ميستورا لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكن للبعض الاعتقاد أن بإمكانهم استعادة حلب عبر قصف شرق المدينة، لكن الوضع ليس كذلك. لا يمكن تمهيد الطريق للسلام في سوريا بالقنابل». وأضاف: «في بعض الأحيان، وفي زمن الحرب يمكن التفاوض مع استمرار الحرب، لكننا نشهد حاليا انهيارا لاتفاق كان يشكل بداية مرحلة جديدة».
وقال دي ميستورا «نحن في وقت حرج جدا، ولذلك من الضروري جدا الاستماع إلى أشخاص لديهم سلطة معنوية مثل البابا يؤكدون عدم وجود حل عسكري» للنزاع.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.