المخلوع صالح يطلب الحوار مع السعودية.. والمتمردون يطرحون مبادرة سلامhttps://aawsat.com/home/article/746681/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%B9-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
المخلوع صالح يطلب الحوار مع السعودية.. والمتمردون يطرحون مبادرة سلام
في علامات واضحة على الانكسار والهزيمة
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
المخلوع صالح يطلب الحوار مع السعودية.. والمتمردون يطرحون مبادرة سلام
في بادرة تؤكد الانكسار والهزيمة عاد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مرة أخرى للمناورة طالبا حواراً مباشراً مع السعودية. وعاد حلفاؤه المتمردون الحوثيون لطرح مبادرة سلام جديدة مع المملكة. حيث دعا صالح للحوار، نافياً أن يكون هناك أي تحالف بين اليمن وإيران. كما دعا أيضاً الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لدخول صنعاء وزعم أنه سيستقبله بنفسه.
وفي سياق متناغم، قدّم رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، مبادرة سلام، تقوم حسبه على وقف التحالف العربي لضرباته مقابل وقف الهجمات على حدود السعودية، مستنجداً بالأمم المتحدة لتحقيق مبادرته.
وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، نية بلاده تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن نقل إيران أسلحة للمتمردين الحوثيين. مشددا على أن الحكومة تعمل على إنهاء ملف الشكوى الذي يثبت ضلوع إيران في عمليات تهريب الأسلحة للميليشيات، ومنها أن بعض هذه الأسلحة وجدت على الحدود اليمنية - السعودية وهي أسلحة إيرانية معروفة في العادة. كما تأتي بالتزامن مع موافقة الرئيس اليمني، على مبادئ اتفاق هدنة تبدأ الأسبوع المقبل، ولمدة 72 ساعة، وذلك بالتنسيق مع مسؤولي الولايات المتحدة والمنظمة الأممية.
ميدانيا، سيطر الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في اليمن، اليوم (الاثنين)، على مخزن للأسلحة تابع لميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بمحافظة الجوف، حسبما نقلت وكالات أنباء عديدة.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية فقد أوضح مصدر عسكري يمني أن أفراد الجيش والمقاومة نفذا هجومًا مباغتًا على الميليشيا في معسكر حام شمال مديرية المتون بمحافظة الجوف واستولوا على مخزن سلاح في تبة مجاور للمعسكر الذي يعد أبرز معاقل الميليشيا بالمحافظة. مفيدا بأن المخزن يحوي أسلحة رشاشة وقذائف (آر بي جي) وذخائر متنوعة، إضافة إلى سيارة رباعية الدفع، مؤكدًا أن الجيش والمقاومة الشعبية بمساندة طيران التحالف العربي يواصلون تقدمهم وسط انهيار في صفوف الميليشيات.
،
غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين
غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
حض المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قادة الجماعة الحوثية على خفض التصعيد المحلي والإقليمي وإطلاق المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً تصميمه على حماية التقدم المحرز في خريطة الطريق اليمنية التي تجمدت بعد تصعيد الجماعة البحري منذ نهاية 2023.
وجاءت تصريحات المبعوث غروندبرغ، الخميس، عقب اختتام زيارة إلى صنعاء هي الأولى له منذ منتصف 2023، وسط آمال أممية بأن تقود مساعيه إلى التوصل إلى إحلال السلام وطي صفحة الصراع المستمر منذ انقلاب الجماعة الحوثية على التوافق الوطني في سبتمبر (أيلول) 2014.
وقال غروندبرغ في بيان إنه أجرى مناقشات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لتجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات واستكشاف إمكانيات تعزيز السلام في سياق المنطقة المعقد.
وأكد المبعوث الخاص غروندبرغ خلال اجتماعاتهِ مع قادة الحوثيين على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار. وحث -بحسب البيان- على ضرورة الاتفاق على إجراءات ملموسة لدفع الحوار إلى الأمام بعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن.
كما سلطت المناقشات الضوء على أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستعدادات لوقف إطلاق النار، وهي مكونات أساسية لخريطة الطريق والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات اليمنيين.
وقال غروندبرغ: «أنا مصمِّم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن».
وأوضح البيان أن المناقشات حول ملف المعتقلين المرتبطين بالصراع استندت إلى التقدم المحرز خلال المفاوضات التي عقدت في سلطنة عُمان في يوليو (تموز) 2024، حيث أكد المبعوث الخاص أن الملف حيوي لبناء الثقة بين الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات السابقة.
وشدد على أهمية إعطاء الأولوية لهذه القضية الإنسانية كخطوة نحو تعزيز الثقة التي يمكن أن تساعد في تمكين اتفاقات أوسع نطاقاً وتظهر الالتزام بجهود السلام.
حماية المجتمع المدني
أفاد البيان الصادر عن مكتب غروندبرغ بأنه استهل زيارته إلى صنعاء بزيارة منزل عائلة أحد الموظفين في مكتبه كان الحوثيون اعتقلوه تعسفياً في يونيو (حزيران) 2024.
وأعرب المبعوث عن خالص تعاطفه ومواساته لما تكبدته عائلة الموظف في هذه الفترة العصيبة، عارضاً دعمه لهم. وأطلع غروندبرغ العائلة -بحسب البيان- على جهود الأمم المتحدة لإطلاق سراح جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً. كما أعرب عن تضامنه مع عائلات المعتقلين الآخرين، مدركاً لمعاناتهم المشتركة والحاجة الملحة للإفراج عن أحبائهم.
وفي جميع مناقشاته، أكد غروندبرغ أنه حث الحوثيين بشدة على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فوراً ودون قيد أو شرط. وأكد أن الاعتقالات التعسفية غير مقبولة وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
وشدد غروندبرغ بالقول «يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن».
وقبل زيارة صنعاء كان المبعوث اختتم نقاشات في مسقط مع مسؤولين عمانيين، ومع محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
أجندة الزيارة
في بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.
وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.
وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».
يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويحمّل مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».