تطهير جبهة كرش.. والتحالف يستهدف الانقلاب في البيضاء

قائد محور العند لـ «الشرق الأوسط»: تركيزنا انتقل إلى القبيطة والشريجة

مقاتلو الجيش والمقاومة يستعدون لهجوم ضد الميليشيات في الشريجة جنوب غربي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
مقاتلو الجيش والمقاومة يستعدون لهجوم ضد الميليشيات في الشريجة جنوب غربي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تطهير جبهة كرش.. والتحالف يستهدف الانقلاب في البيضاء

مقاتلو الجيش والمقاومة يستعدون لهجوم ضد الميليشيات في الشريجة جنوب غربي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
مقاتلو الجيش والمقاومة يستعدون لهجوم ضد الميليشيات في الشريجة جنوب غربي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)

أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة بجبهات مديرية كرش التابعة لمحافظة لحج سيطرتها الكاملة على المنطقة بعد معارك عنيفة خاضتها أمس السبت مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وكبدت فيها الانقلابيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مشيرة إلى تركز المعارك في الجبال المطلة على منطقة الشريجة والقبيطة.
وأكد اللواء فضل حسن العمري قائد محور العند قائد جبهات كرش (جنوب غربي صنعاء) في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى خارج حدود منطقة كرش بعد تطهير مناطق كرش من الميليشيات الانقلابية، حيث تدور المعارك حاليًا في المناطق المطلة على منطقة الشريجة، مشيرًا إلى أن المقاومة والجيش دمروا 4 أطقم للميليشيات خلال معارك السبت وكبدتهم عددا من القتلى والجرحى.
يتزامن ذلك، مع تجديد طيران التحالف العربي شن غارات جوية على معسكر القصير بقيفة رداع بمحافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح منذ دخولها سيطرتها على المحافظة قبل عامين.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «4 غارات جوية لطيران التحالف العربي استهدفت معسكر القصير بقيفة رداع مساء أول من أمس (الجمعة) حيث شوهدت الأعمدة الدخانية تتصاعد من داخله، فيما تم رصد سيارات الإسعاف تهرع إلى المعسكر»، مشيرة أن عشرات من عناصر الميليشيات سقطوا بين قتلى وجرحى وسط خسائر فادحة للميليشيات في العتاد والأرواح جراء الغارات الجوية المحكمة على معسكر الانقلابين بالمحافظة.
وذكر المركز الإعلامي لمقاومة قيفة رداع البيضاء أن طيران التحالف العربي عاود شن 11 غارة على معسكر القصير مقر اللواء 139 ومباني المعهد المهني بقيفة رداع البيضاء وهي العودة الثانية خلال ساعات، حيث استهدفت 4 غارات قبلها بساعات مستهدفة معسكر القيصر الذي تسيطر عليه الميليشيات الانقلابية منذ ما يقارب العامين.
وقال القيادي في مقاومة البيضاء الشيخ محمد عبد القوي الحميقاني إن معارك مستمرة تشهدها مديريات الزاهر وذي ناعم وقيفة رداع بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة ثانية في أكثر من جبهة رغم فارق القوة البرية والعتاد العسكري الذي تتفوق فيه الميليشيات عن المقاومة، لافتًا إلى أن الميليشيات بعد كل محاولة فشل لها في التقدم ناحية مناطق المقاومة تلجأ إلى شن قصف عشوائي عنيف لتأجيج السكان المحليين ضد المقاومة ورجال القبائل كحاضنة شعبية لهما.
ولفت القيادي الحميقاني لـ«الشرق الأوسط» إلى أن طيران التحالف نفذ غارات مكثفة استهدفت منها 5 غارات المعهد المهني في رداع الذي تستخدمه الميليشيات ثكنة عسكرية لها ومخزنا للأسلحة ومقرا لقيادة العمليات القتالية بالمدينة، مؤكدًا سقوط عدد كبير من عناصر الميليشيات الانقلابية بين قتلى وجرحى، كون الضربات كانت هادفة ودقيقة على حد قوله ذلك.
وبخصوص تطورات الجبهات الميدانية في مديرية ذي ناعم أكد القيادي بمقاومة البيضاء عبد القوي الحميقاني أن المقاومة الشعبية تمكنت أمس من تفجير طقم عسكري على متنه 7 من عناصر الميليشيات الانقلابية لقوا مصرعهم جميعًا بين قتلى وجرحى، مشيرًا إلى استمرار الميليشيات في حشد تعزيزاتها العسكرية إلى جبهات القتال مع المقاومة ورجال القبائل من آل حميقان بمديرية الزاهر غرب البيضاء.
وقال الحميقاني إن ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح تتمركز بعتادها العسكري وقواتها البشرية الضخمة في منطقة الجماجم وحيود ضحوة وحيد أمسلم، بعد فشلها في اختراق مقاومة آل حميقان، مشيرا إلى أن المناطق والمديريات الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية ورجال القبائل تعيش وضعا إنسانيا غاية في الصعوبة، حيث تفرض الميليشيات حصارها الخانق، في ظل وجود أكثر من 60 منزلا دمرت جراء القصف العشوائي للميليشيات على المناطق والقرى السكنية، واستمرارها في قطع كل الطرقات منذ أشهر مضت.
وفي جبهات كرش الرابطة بين محافظتي تعز ولحج تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة تحقيق انتصاراتها المتتالية بدحر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح وإعلانها السيطرة على مواقع جديدة كانت تحت قبضة الميليشيات إلى جانب انتصاراتها السابقة، والتي مكنتها من استعادة وتطهير مواقع في ميسرة وميمنة جبهة كرش، أبرزها استعادة وتطهير مواقع كانت بيد الميليشيات شمال غربي المركز وهي موقع قرن النبيع وموقع الساخبر والرزينة والعسقة وجبل محيرد وصولا إلى مناطق وجبال مطلة على الشريجة والقبيطة.
ونفذت قوات الجيش الوطني والمقاومة في مديرية كرش هجوما كاسحا على الميليشيات الانقلابية التي تتمركز في التبة الحمراء الاستراتيجي وتم تطهيرها من الميليشيات بحسب تصريحات ناطق جبهات العند قائد نصر الردفاني وإعلان سيطرتها الكاملة عليها وسط تقدم كبير للقوات الموالية للشرعية في شمال وغرب المديرية ذات الأهمية الاستراتيجية الهامة. ولا تزال المواجهات في شمال غربي مديرية كرش مستمرة مع الميليشيات الانقلابية وسط تقدم وانتصارات متوالية للقوات الموالية للشرعية والرئيس هادي، وسط مشكلة كثرة الألغام العشوائية التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في المنطقة بعد دحرها ناحية الشريجة ومناطق محافظة تعز، وسط جهود حثيثة لقوات نزع الألغام التي تواصل عملها في تفكيك ونزع تلك الكميات الكبيرة من الألغام في المناطق التي تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة عليها.
وكان قائد محور العند اللواء فضل حسن العمري قد أرجع سر استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق كرش التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، لكون منطقة كرش منطقة استراتيجية مهمة وهي البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج، وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن وخط الدفاع الأول للعاصمة المؤقتة، مشيرًا إلى أن استمرار ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في حشد تعزيزاتها العسكرية والوصول إلى كرش رغم الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح التي تتلقاها على أيدي قوات الشرعية والرئيس هادي تأتي للأهمية الاستراتيجية لمنطقة كرش التي تربط لحج وتعز، وتخوفها من توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة في مناطق تعز بعد سيطرتها الكاملة على كامل مناطق وأراضي محافظة لحج.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.