الجزائر: صالح يتفقد جاهزية الجيش للتصدي للإرهاب بمنشآت النفط والغاز

لمنع تكرار حادثة مهاجمة المنشأة الغازية التي أسفرت عن مقتل 40 فنيًا أجنبيًا

الجزائر: صالح يتفقد جاهزية الجيش للتصدي للإرهاب بمنشآت النفط والغاز
TT

الجزائر: صالح يتفقد جاهزية الجيش للتصدي للإرهاب بمنشآت النفط والغاز

الجزائر: صالح يتفقد جاهزية الجيش للتصدي للإرهاب بمنشآت النفط والغاز

بينما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن اعتقال 56 شخصا بجنوب وغرب البلاد، عندما كانوا بصدد الهجرة سرا عبر الحدود، قال رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، إن السلطات الأمنية «حققت نتائج إيجابية في الميدان على صعيد محاربة الإرهاب بفضل 3 مسائل رئيسية».
وذكر صالح أمس أثناء زيارة ميدانية إلى مواقع الجيش، بالناحية العسكرية الرابعة (ورقلة التي تقع على بعد 800 كيلومتر جنوب العاصمة)، أن القضايا التي أخذت بعين الحسبان في سياسة محاربة الإرهاب، تتمثل في أن «كل قائد ومسؤول أدرك جيدا خلفيات وأبعاد ما يحيط ببلادنا وبمنطقتنا من أحداث متلاحقة ومتغيرات متسارعة؛ لأن ذلك سمح بمعرفة ما ينتظره من تحديات، وما ينبغي عليه القيام به من أجل مواجهتها. ولعل أهم هذه التحديات على الإطلاق هو التحدي الأمني، الذي بات يمثله الإرهاب».
وثانيا، بحسب صالح، هو «التشبع بالبعد القيمي لتاريخنا الوطني، وحسن توظيفه بصفة عقلانية في رفع همة الأفراد وتقوية عزيمتهم، باعتباره يمثل شحنة معنوية لا مثيل لها لكل جزائري، ويشكل بالتالي حصنا منيعا يتحصن به وطننا من كل خطر أو تهديد، فالجانب النفسي والمعنوي حجر الزاوية لأي عمل عسكري ناجح ومثمر». أما ثالثة القضايا فهي أن «الجاهزية العملياتية والقتالية للأفراد والوحدات، استفادت دوما من الجوانب التكوينية والإعدادية والتحضيرية، والتجهيزات المتطورة جدا الموجودة في الحوزة لن تفي بغرضها، ولن تحقق النتائج المطلوبة منها، دون وجود عنصر بشري ماهر وكفء وجاهز بدنيا ونفسيا وذهنيا».
يشار إلى أن جماعة متطرفة هاجمت منشأة غازية بجنوب شرقي الجزائر مطلع 2013، واحتجزت عشرات من الفنيين الأجانب العاملين فيها. وانتهت الأزمة بمقتل 40 فنيا أجنبيا و30 إرهابيا، في تدخل للقوات الخاصة الجزائرية.
ونقل بيان لوزارة الدفاع تفاصيل الزيارة المهمة لصالح، بحكم وجود أهم حقول النفط والغاز بالمنطقة التي انتقل إليها. ومما جاء على لسانه خلال لقائه ضباط الجيش، أن «النماء الاقتصادي المنشود من قبل بلادنا، لا يتم على النحو المطلوب، إلا إذا استتب الأمن وعم الأمان، وهي الأهداف التي استطاع الجيش الوطني الشعبي، رفقة الأسلاك الأمنية الأخرى، أن يحققها عبر أنحاء البلاد كافة بفضل الله تعالى، ثم بفضل توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وبفضل الحرص الذي أبديناه في السنوات القليلة الماضية بعزيمة قوية وإرادة صلبة، وإخلاص منقطع النظير، على أن تكون أعمالنا مثابرة وجهودنا مثمرة، ونتائجنا الميدانية فعالة ومتماشية مع خدمة وطننا وتحقيق مصلحته الكبرى».
وقالت وزارة الدفاع، إن صالح تفقد خلال زيارته، التي بدأت الأربعاء الماضي، ثكنة جديدة تضم وحدة من وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم، وترأس اجتماعا بمقر القيادة العسكرية الرابعة، تابع خلاله عرضا شاملا حول الحالة الأمنية بالمنطقة النفطية، وبخاصة ما تعلق بما سمته وزارة الدفاع «الضغط على الشراذم الإرهابية المتبقية، ومواجهة شبكات الجريمة المنظمة بنفس روح الالتزام والتفاني وبنفس العزيمة والإرادة، وبنفس الإخلاص، مع ضرورة التحلي باليقظة في أعلى درجاتها، تعزيزا لحالة السكينة والطمأنينة بين صفوف شعبنا».
واللافت أن صالح يكثف خطاباته منذ شهور، ما يعني بحسب مراقبين أنه يمارس السياسة من خلال خروجه الميداني الذي يحظى بتغطية واسعة من الإعلام العمومي، وكذلك الخاص الموالي للسلطات.
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الدفاع أن الجيش اعتقل في 21 من الشهر الجاري، 22 مهاجرا غير شرعي بتمنراست وبرج باجي مختار وعين قزام، وهي مدن صحراوية قريبة من الحدود المالية. ويعتقد أن المهاجرين جاءوا من الساحل الأفريقي، ووجهتهم في الغالب السواحل الإسبانية والإيطالية، بعد قضاء فترة قصيرة بالجزائر. وفي شواطئ بني صاف ووهران بالغرب، اعتقل حرس الشواطئ، حسب نفس الوزارة، 34 مهاجرا سريا، كانوا في قوارب مطاطية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.