«المركزي اليمني» لـ «الشرق الأوسط»: المرتبات ستصرف في موعدها

«المحافظ» يبحث مع الأطراف الدولية والمالية في نيويورك ترتيبات النقل

«المركزي اليمني» لـ «الشرق الأوسط»: المرتبات ستصرف في موعدها
TT

«المركزي اليمني» لـ «الشرق الأوسط»: المرتبات ستصرف في موعدها

«المركزي اليمني» لـ «الشرق الأوسط»: المرتبات ستصرف في موعدها

كشف عضو بمجلس إدارة البنك المركزي اليمني لـ«الشرق الأوسط»، عن ترتيبات تُجرى حاليا لوضع الآلية اللازمة لصرف مرتبات الموظفين في موعدها، في الوقت الذي أرجع فيه رئيس الحكومة الدكتور أحمد بن دغر سبب نقل البنك إلى ظروف فرضتها الضرورة الملحة لتفادي الانهيار الكامل للاقتصاد اليمني. وقال بن دغر إن الانتقال جاء إثر «استمرار عبث الانقلابيين بالموارد العامة واستنفاد احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، وتنصلهم من تعهداتهم للمجتمع الدولي بعدم التدخل في عمل البنك المركزي».
في حين قال شكيب حبيشي، عضو مجلس إدارة البنك المركزي اليمني، إن عملية نقل مقر البنك المركزي اليمني تسير بخطوات سليمة ومدروسة لترتيب أوضاعه للقيام بدوره بصورة طبيعية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن القلق الذي ساور البعض بعد صدور قرار النقل ليس له ما يبرره.
وأوضح أن محافظ البنك الدكتور منصور القعيطي الذي يرافق الرئيس هادي يجري حاليًا لقاءات مهمة مع المؤسسات المالية الدولية في نيويورك، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي لبحث الجوانب المتعلقة بعملية النقل.
وأضاف أن اللقاءات تبحث الجوانب المتعلقة بقرار النقل، كما يشارك نائب المحافظ في اجتماعات صندوق النقد العربي المنعقد حاليًا في المغرب، وسيعقد اجتماعات مع المعنيين هناك لذات الغرض.
وبحسب حبيشي، فإن عملية نقل البنك إلى عدن تسير بخطوات سليمة ومدروسة نحو ترتيب أوضاعه وبما يؤهله للقيام بدوره بصورة طبيعية، وأن القلق الذي ساور البعض بعد صدور قرار النقل لم يعد هناك ما يبرره.
ولفت عضو مجلس إدارة البنك إلى تحديات كبيرة تقف أمام الإدارة الجديدة، بسبب الوضع «المتردي للغاية، الذي أوصلتنا إليه السياسات الخاطئة والظروف القسرية في ظل إدارته السابقة»، وأردف قائلا: «نتج عن هذه السياسات استنزاف كلي للاحتياطيات ومديونية متراكمة ضخمة، وشح كبير في السيولة يهدد بشكل خطير أمن المجتمع، وأحدث شللا تاما في قدرته على استخدام أدوات السياسة النقدية المعتادة، مما جعله عاجزًا عن أداء أبسط مهامه».
وبيّن شكيب حبيشي أن مجلس إدارة البنك سيعقد اجتماعات مكثفة خلال الفترة المقبلة لوضع معالجات، بعضها عاجلة، وخصوصًا ما يتصل منها بالحياة المعيشية للمواطن وأخرى لاحقة ولا تقل أهمية، وهي المتعلقة بتعزيز المركز المالي للبنك والمنظومة المصرفية بشكل عام.
وأكد أن البنك يظل ملتزمًا بكل مسؤولياته المقررة قانونًا والوفاء بكل التزاماته تجاه الجميع، وفي مقدمتهم المواطن في عموم اليمن.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اليمني أثناء لقائه، أول من أمس، القائم بأعمال السفير البريطاني لدى اليمن أندرو هنتر، أن الحكومة ظلت وبشكل مستمر تطلع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية على انتهاكات الميليشيات الانقلابية للهدنة الاقتصادية المفترضة، وبخاصة في استنزاف احتياطي النقد الأجنبي وتسخير الموارد العامة لصالح ما تطلق عليه «المجهود الحربي»، لتمويل عملياتها القتالية ضد اليمنيين، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وأكد بن دغر على ضرورة دعم المجتمع الدولي للحكومة الشرعية في إجراءاتها للحفاظ على الاقتصاد الوطني من مخاطر الانهيار الشامل، لما لذلك من آثار كارثية على الوضع الإنساني المتردي جراء الحرب التي أشعلتها الميليشيات المتمردة والرافضة للانصياع لإرادة الشعب اليمني والمجتمع الدولي وعدم قبولها بتنفيذ قرار مجلس الأمن «2216» الصادر تحت الفصل السابع، مؤكدا أن الحكومة تتحمل مسؤوليتها وواجبها الوطني تجاه أبناء الشعب اليمني كافة، من صعدة إلى المهرة، ولن تدخر جهدا في عمل كل ما يجب لضمان الحفاظ على معيشتهم وحياتهم.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.