«التقدم والاشتراكية» المغربي يعلن أبرز نقاطه الخلافية مع «العدالة والتنمية»

بن عبد الله: لا مشكلة في التناوب على زعامة الحزب.. وحرية الترشح مكفولة ومفتوحة

نبيل بن عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
نبيل بن عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

«التقدم والاشتراكية» المغربي يعلن أبرز نقاطه الخلافية مع «العدالة والتنمية»

نبيل بن عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
نبيل بن عبد الله خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: مصطفى حبيس)

قال محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي المشارك في الحكومة، إن حزبه اختلف مع «العدالة والتنمية» متزعم الائتلاف الحكومي في ملفات بارزة وحساسة، خلال الفترة السابقة، لكنه فضل خيار الاستمرار في الحكومة خدمة للمصلحة الوطنية العليا، وسعيا لتطبيق برنامج إصلاحي متفق عليه.
وأشار بن عبد الله في مؤتمر صحافي عقده مساء الاثنين إلى أن أبرز نقاط الخلاف تتجلى في قوانين التقاعد والنظام الضريبي وصندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، قائلا إن حزبه عارضها بشدة، نظرا لإجحافها بحق المواطنين، إضافة إلى اعتراضه على الطريقة التي تدير بها الحكومة «الحوار الاجتماعي»، مؤكدا وجود بديل «تقدمي» قابل للتطبيق، ويلائم المواطن المغربي، ويسعى إلى محاربة الفقر والإقصاء.
وقدم بن عبد الله تقييم حزبه الأولي للمشاركة في الحكومة، وعلاقاته مع أحزاب المعارضة، وذلك بحضور أعضاء الديوان السياسي للحزب، من ضمنهم وزراؤه في الحكومة الحالية، في إطار التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للحزب، المقرر تنظيمه أواخر مايو (أيار) المقبل، تحت شعار «مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية».
وكشف بن عبد الله، وهو أيضا وزير السكنى وسياسة المدينة، عن وجود معارضة معتبرة داخل اللجنة المركزية لحزبه، كانت ولا تزال تقف ضد المشاركة في الحكومة التي يقودها عبد الإله ابن كيران، واصفا دخول حزبه الحكومة بأنه كان «صعبا»، لكنه اقتضى منه العمل بجد لتنفيذ برنامج إصلاحي، وإبداء انتقاداته وملاحظاته من أجل تحسين العمل الحكومي. وقال: «المشاركة في أي حكومة تقتضي الاستعداد لأي شيء، ونحن نتبنى ثنائية اللباقة والحزم في إبداء مواقفنا من العمل الحكومي».
وشهد المؤتمر الصحافي حضورا كبيرا لأعضاء الحزب الذين دخلوا في لقاءات جانبية وحوارات، تحضيرا للمؤتمر المقبل، الذي تؤكد مصادر رفيعة داخل «التقدم والاشتراكية» أنه سيشهد مراجعة وتقييما للمشاركة في الحكومة الحالية، وإمكانية استمرارها.
وامتنع الأمين العام لـ«التقدم والاشتراكية» عن الخوض في بعض القضايا التي أثارها أخيرا الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، والمتعلقة بحقوق المرأة والحريات العامة، وقال بن عبد الله: «حزبنا سباق لكل ما من شأنه تعزيز الحرية والمساواة، ولن أخوض في قضايا خلافية». لكنه قال إن حزبه يحافظ على علاقاته التقليدية مع حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي بصفتهما «حليفين تاريخيين» في إطار التوجه اليساري التقدمي الديمقراطي، «ما لم يعلنا غير ذلك»، حسب تعبيره.
وأضاف بن عبد الله: «لسنا في صراع مع أي حزب، ونعتز بأننا الحزب اليساري الوحيد في الحكومة، وبأن الأحزاب الموصوفة بالليبرالية باتت تتبنى أحيانا خطابا يساريا».
ورغم أن حزب التقدم والاشتراكية كان شارك في ثلاث حكومات سابقة منذ تشكيل حكومة التناوب التوافقي عام 1998 بقيادة عبد الرحمن اليوسفي، فإن الأمين العام للحزب أكد على أن تلك المشاركات لم تخل من جوانب سلبية أخذها حزبه في الاعتبار.
ووزع «التقدم والاشتراكية» مشاريع وثائق المؤتمر الوطني التاسع الذي وصفه قياديون حزبيون بأنه سيكون «حاسما ونوعيا»، نظرا للتحضيرات التي استغرقت وقتا، وتبلورت نتائجها خلال انعقاد الدورة الرابعة عشرة للجنة المركزية في مارس (آذار) الماضي، التي أقرت مشاريع وثائق المؤتمر.
ومع وجود توقعات بترشيحات جديدة لقيادة الحزب، قال بن عبد الله إن حرية الترشح مكفولة ومفتوحة، ولا مشكلة في التناوب على زعامة الحزب ما دام الاتفاق قائما على المرجعية المذهبية والتوجهات الاستراتيجية.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).