مصر والسودان وإثيوبيا توقع بالأحرف الأولى عقود دراسة آثار سد النهضة

التوقيع النهائي اليوم بحضور وزراء الري وسط مناخ إيجابي

مصر والسودان وإثيوبيا توقع بالأحرف الأولى عقود دراسة آثار سد النهضة
TT

مصر والسودان وإثيوبيا توقع بالأحرف الأولى عقود دراسة آثار سد النهضة

مصر والسودان وإثيوبيا توقع بالأحرف الأولى عقود دراسة آثار سد النهضة

وقعت دولتا مصب نهر النيل (مصر والسودان) ودولة المنبع (إثيوبيا)، أمس، بالأحرف الأولى على عقود مع مكتبين استشاريين لإجراء دراسة بشأن آثار سد تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة من آثاره السلبية عليها. ومن المقرر أن توقع العقود بصورة نهائية، اليوم (الثلاثاء)، في احتفالية بالعاصمة السودانية الخرطوم بحضور وزراء الري من الدول الثلاث.
وظل التوافق حول اختيار المكتبين ودور كل منهما عقبة في سبيل تقدم المفاوضات الشاقة بين الدول الثلاث التي وقعت إعلان مبادئ في مارس (آذار) من العام الماضي، تضمن فقرة تلزم الدول الثلاث باحترام نتائج الدراسات المزمع إجراؤها.
وتبني إثيوبيا سد النهضة على فرع النيل الذي يمد مصر بنحو 85 في المائة من حصتها التاريخية من مياه النيل. وتقول القاهرة إن سعة السد التخزينية التي تستهدفها إثيوبيا مبالغ فيها، ويمكن أن تؤثر على حصة مصر خصوصا خلال سنوات ملء بحيرة السد، لكن إثيوبيا تنفي وجود أي تأثر سلبي للسد الذي تعول عليه في خطتها التنموية.
وأنهت اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي، أمس، أولى جلسات اجتماعها الـ12، التي عقدت بالخرطوم. وقال رئيس الجانب المصري، أحمد بهاء، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، إنه تم خلال الجلسة التوافق على كل مستندات التعاقد، وتوقيعها بالأحرف الأولى، من رؤساء اللجان الفنية، مشيرا إلى أن كل ملاحظات الدول أخذت في الاعتبار بالتوافق، في مناخ ودي وإيجابي.
وأضاف أنه تم التوافق أيضا على برنامج احتفالية توقيع العقود مع المكاتب الاستشارية، المزمع إقامتها اليوم (الثلاثاء)، بحضور وزراء الري بالدول الثلاث وممثلي المكاتب الاستشارية، موضحا أنه من المقرر أن يلقي الوزراء كلمات افتتاحية بمناسبة التوقيع، لافتا إلى أن ممثلي المكاتب الفنية والمكاتب القانوني في طريقهم للعاصمة السودانية للمشاركة في احتفالية توقيع العقود بشكل نهائي.
وقال بهاء إن أعضاء الوفد المصري راجعوا كل كلمة في العقود، وتم التشاور حول كل نقطة، واستشارة المكتب القانوني المسؤول.
ومن جانبه، أكد الدكتور علاء الظواهري، عضو الوفد المصري، أن اتفاق إعلان المبادئ، الموقع بين رؤساء الدول الثلاث، وبنود عقود الدراسات الفنية، التي ستوقع اليوم، ستكون هي محددات التزام الدول الموقعة بكل بنودها.
وكان من المقرر أن يتم التعاقد يومي 6 و7 سبتمبر (أيلول) الجاري في الخرطوم، إلا أن الدول الثلاث قررت التأجيل بسبب أمور عالقة بين المكتب الاستشاري والمكتب القانوني الذي يقوم بصياغة العقود.
ومن المقرر أن تنتهي إثيوبيا من بناء سد النهضة العام المقبل، حسب خطتها الزمنية المعلنة. ويثير إنشاء السد مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي محتمل يؤثر سلبا على الزراعة والصناعة ومياه الشرب.
وسيقوم المكتب الاستشاري بدراسات هيدروليكية لحركة النهر من أمام السد حتى دولتي المصب لفترات الملء والتخزين أمام بحيرة التخزين للسد، فضلا عن الدراسات البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمشروع في الدول الثلاث.
ووقعت مصر والسودان وإثيوبيا على «وثيقة الخرطوم» في ديسمبر (كانون الأول) 2015 بشأن حل الخلافات بشأن السد، تتضمن الالتزام الكامل بوثيقة «إعلان المبادئ» التي تحكم التعاون فيما بينها، للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.