تكنولوجيا الفيديو تكشف مرض كلينتون.. وترامب أيضًا

أكبر مرشحين سنًا في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية يعترفان بالحقائق الطبية

المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون تغادرمراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر  بمدينة نيويورك بعد أن باغتتها وعكة صحية («الشرق الأوسط»)
المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون تغادرمراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر بمدينة نيويورك بعد أن باغتتها وعكة صحية («الشرق الأوسط»)
TT

تكنولوجيا الفيديو تكشف مرض كلينتون.. وترامب أيضًا

المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون تغادرمراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر  بمدينة نيويورك بعد أن باغتتها وعكة صحية («الشرق الأوسط»)
المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون تغادرمراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر بمدينة نيويورك بعد أن باغتتها وعكة صحية («الشرق الأوسط»)

كادت هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية لرئاسة الجمهورية، أن تقع على الأرض يوم الثلاثاء الماضي،، وهى في طريقها إلى السيارة التي كانت تنتظرها. ويوم الأربعاء، اضطرت لتكشف ما لم يكن معروفًا عن صحتها. ويوم الخميس، اضطر ترامب ليكشف ما لم يكن معروفًا عن صحته. وعندما باغتت كلينتون وعكة صحية أثناء حضورها مراسم ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) بمدينة نيويورك. وبانتشار مقطع فيديو يوضح معالم الإعياء الواضحة على كلينتون، سارعت طبيبة المرشحة الديمقراطية إلى إعلان أنها تعاني من التهاب رئوي.
ويوم الجمعة، سألت صحيفة «واشنطن بوست»: «ماذا إذا لم تصور كاميرا فيديو كلينتون وهي كادت أن تقع على الأرض؟ هل كانت هي، وهل كان ترامب، سيتحدثان عن صحتهما، ناهيك بأن يكشفا ما لم نكن نعرف؟».
في الحقيقة، في اليوم نفسه (الثلاثاء)، قال بيان أصدرته حملة كلينتون الانتخابية إن «حمى» هي سبب ما حدث لها. في اليوم التالي، ومع صدور تقرير طبي، غيرت حملة كلينتون رأيها، وقالت إن السبب هو «نمونيا» (التهاب رئوي).
يوم الخميس، في مقابلة تلفزيونية مع د. محمد أوز (أميركي تركي)، اعترف ترامب بأنه يعاني من زيادة في الكولسترول. ويتناول دواء «ليبيتور». لكنه نفى أنه مصاب بأي مرض خطير، مثل ضغط دم عالٍ، ومثل سكري. وبطريقته الفريدة، قال إنه يعتبر الحديث أمام الناس، ورفع يديه، نوعا من أنواع الرياضة. واعترف أنه ظل بدينًا قليلاً منذ أن كان صغيرًا. لكنه اعترف أنه يحتاج لأن يخفض وزنه قليلاً.
صارت الاعترافات الصحية لكل من كلينتون وترامب هامة لأربعة أسباب:
أولاً: كانا يخفيان بعض الحقائق.
ثانيًا: أكبر مرشحين سنًا في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية. (هو 70 عامًا، وهي أقل منه بعام).
ثالثًا: عبر التاريخ، تحاشى الصحافيون الأميركيون صحة الرؤساء، ناهيك بصحة المرشحين للرئاسة.
رابعًا: جعلت التكنولوجيا الحديثة (خصوصًا الفيديوهات والتليفونات) كل شخص صحافيًا، يقدر على متابعة كل شيء تقريبًا.
عن هذا قال جوليان زيلنغر، أستاذ التاريخ في جامعة برنستون (ولاية نيوجيرسي): «صار لدينا هذا التوثيق البصري. وصار الناس يشاهدون أي منظر مرارًا وتكرارًا وتكرارًا». وأضاف: «إذا كانت الشرطة السرية تشددت في حماية كلينتون، وإذا كانت أحاطت بها بصورة أكثر فعالية، ربما ما كنا سنعرف مرض كلينتون الحقيقي. هكذا، وبسبب مسألة بوصات قليلة، تغيرت مسيرة الحملة الانتخابية الحالية».
وأشار زيلنغر إلى السرية التي كانت تحيط بالمرشحين في الماضي، وخصوصًا بالرؤساء. مثل عندما حدث الآتي:
أولاً: أصيب الرئيس ودرو ويلسون بجلطة دموية، ونجا منها.
ثانيًا: كان الرئيس فرانكلين روزفلت يتحرك بكرسي به عجلات.
ثالثًا: كان الرئيس جون كينيدي يعاني من آلام حادة في الظهر.
وقال دوغلاس برنكلي، أستاذ التاريخ في جامعة رايس (ولاية تكساس): «عندما يشاهد الناس صورة أو فيديو عن صحة مسؤول كبير، يصير النقاش واقعيًا، وليس مثل عندما لا يعرف الناس ما حدث».
وأشار إلى صور سقوط جون كيري، وزير الخارجية، من على دراجة عندما كان في فرنسا قبل عامين. وإلى صوره وهو يمشي بعكاز. لكن، في عام 2004، عندما ترشح كيري ضد الرئيس جورج بوش الابن، غاب لأسابيع بسبب عملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا. نعم، عرف الناس الخبر. لكنهم، لم يشاهدوا صور عملية جراحية، أو فيديو من غرفة العمليات.
لكن، يوجد فيديو مناظرة عام 1984 بين الرئيس رونالد ريغان، والمرشح الديمقراطي والتر مونديل. كان ريغان يتردد ويتلعثم، وتساءل ناس عن قدرته العقلية.
لهذا، في المناظرة التالية، قال ريغان في تصميم واضح: «لن أسمح بأن يكون عمري قضية في هذه الحملة الانتخابية. ولن أسمح بأن يستغل عمري لأغراض سياسية». وأضاف في خبث واضح: «يجب ألا يسمح معارضو (مونديل) بأن يستغل شبابه، غير أنه قليل التجارب».
فاز ريغان في تلك الانتخابات مثلما لم يفز رئيس قبله: كسب كل الولايات، عدا ولاية واحدة. لكن، بعد سنوات قليلة، تأكد أن ريغان مصاب بمرض ألزهايمر. وهو المرض الذي مات به. وهناك فيديو تقيوء الرئيس جورج بوش الأب فوق ملابس رئيس وزراء اليابان، عندما كان يعاني من التهاب في المعدة والأمعاء، في عشاء رسمي في اليابان في عام 1992.
كان ذلك عام الانتخابات الرئاسية.
عن هذا قال برنكلي: «شاهدنا ذلك الفيديو مرات ومرات. واستغله بات بيوكانان. (كان يريد أن يترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري). وزاد الهجوم على بوش، وركز على ضعف بوش، في صحته، وفي سياساته».
وهناك فيديوهات سوء حظ الرئيس جيمي كارتر، خطوة بعد خطوة، في عام 1979:
أولاً: سجل فيديو سقوطه من الإعياء الحراري عندما كان يركض في سباق طوله ستة أميال.
ثانيًا: ألقى خطابًا متشائمًا، انتقد فيه الشعب الأميركي، وقال إنه «شعب لا يكترث».
ثالثًا: أجرى تعديلاً وزاريًا وصف بأنه «لمجرد إضافة إثارة عند شخص ممل».
رابعًا: فشل في إطلاق المعتقلين الأميركيين في إيران (بعد الثورة التي قادها آية الله الخميني). وفشلت محاولة عسكرية لإنقاذهم.
وقال برنكلي: «سجلت فيديوهات كل هذه العثراث. وشاهدها الأميركيون مرات بعد مرات بعد مرات. ولم يستغرب الأميركيون عندما سقط الرئيس كارتر في الانتخابات الرئاسية (أمام ريغان، عام 1980)».



السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
TT

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)

قبل عام بالتمام والكمال، فازت الرياض، بتفوق، بتنظيم المعرض الدولي لعام 2030 وسط حالة من البهجة والسرور في الداخل والخارج ووسط حضور إعلامي استثنائي، نادراً ما شهد مثله المكتب العالمي للمعارض الذي استعاض بهذه المناسبة عن مكاتبه الباريسية الضيقة بقصر المؤتمرات في مدين «إيسي ليه مولينو» الواقعة على المدخل الغربي الجنوبي للعاصمة الفرنسية.

والثلاثاء، كان المكتب على موعد مع جمعيته العمومية الـ175، والاجتماع السنوي الذي ضم ممثلين عن أعضائه الـ184 لم يكن للإعلان عن فوز دولة جديدة بأي من المعارض بأنواعها الأربعة التي ينظمها المكتب الدولي، بل كان الغرض الأول منه الاستماع لوفد اليابان ليعرض التقدم الذي تحقق على درب تنظيم المعرض الدولي المقبل في مدينة أوزاكا ما بين 13 أبريل (نيسان) و13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025. من هنا، كان الحضور الكاسح لوسائل الإعلام اليابانية والوفد الرسمي الكبير الذي جاء لفرنسا بهذه المناسبة. ولم يكتف الوفد الياباني بالكلمات التفصيلية بل قرن ذلك بثلة من أفلام الفيديو التي تشرح طموحات أوزاكا.

عبد العزيز الغنام المدير العام لإكسبو الرياض 2030 متحدثاً في الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض (الشرق الأوسط)

بيد أن الجمعية العمومية كانت أيضاً على موعد مع وفد المملكة السعودية ليعرض خططه والخطوات التنظيمية التي اجتازتها الرياض التي ما زال أمامها خمسة أعوام قبل الاستحقاق الكبير.

ووقعت المهمة على عاتق عبد العزيز الغنام، المدير العام لـ«إكسبو الرياض 2030» ليلقي كلمة ركز من خلالها على التوجهات الثلاثة الرئيسية التي تعمل الهيئة على تحقيق تقدم بشأنها، تاركاً التفاصيل لمتكلمين جاءوا بعده إلى المنصة. وفي المقام الأول، أشار الغنام إلى أن مدينة الرياض «أطلقت برنامجاً محدداً لتهيئة المدينة، وذلك من خلال دراسة أفضل الممارسات التي اتبعتها الجهات التي استضافت معارض إكسبو في السابق، وحددت المجالات الرئيسية للاستعداد للحدث الكبير». وأضاف الغنام: «أطلقنا، إضافة إلى ما سبق، دراسة لتقييم قدرة الرياض على المدى الطويل في عام 2030 والقيام بالاستثمارات اللازمة». وفي المقام الثاني، أفاد الغنام بأن المملكة «على المسار الصحيح لتقديم ملف التسجيل (للمكتب) لمراجعته بحلول أوائل عام 2025». وزاد: «نحن، في الوقت نفسه، نحرز تقدماً سريعاً حتى نكون جاهزين لتوقيع اتفاقية المقر بمجرد تسجيل إكسبو رسمياً». وأخيراً، وفي المقام الثالث، أشار الغنام إلى تطورات عمل الهيئة المنظمة: «بناءً على ملاحظاتكم ومساهمات كبار الخبراء، قمنا بتنقيح وتحسين موضوعنا العام ومواضيعه الفرعية ومخططنا الرئيسي وشعار إكسبو 2030 الرياض». واختتم كلمته بالقول إن «إكسبو الرياض 2030 ملك لنا جميعاً ونحن ملتزمون بتعميق شراكتنا معكم في كل خطوة على الطريق، بينما نواصل هذه الرحلة الرائعة معاً».

وكانت الكلمة الثانية لغيدا الشبل، من الهيئة المنظمة للمعرض، التي ركزت كلمتها على ما حققته الهيئة «لكسب ثقة المكتب ومواصلة الجهود لتقديم معرض غير مسبوق». وفي كلمتها، تناولت الشبل ثلاث نقاط؛ أولاها هيكلة حوكمة إكسبو. وفي هذا السياق، أشارت الشبل إلى أن «اللجنة العليا لإكسبو ستعمل، على أعلى مستوى، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء على ضمان استمرار إكسبو بوصفه أولوية وطنية وقصوى للمملكة».

وأضافت: «ستتولى شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية. وأخيراً، سيواصل المفوض العام لإكسبو 2030 تنسيقه الوثيق مع المكتب الدولي للمعارض، وسيمثل حكومة المملكة في جميع الأمور المتعلقة بإكسبو». وأشارت أيضاً إلى أن شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، «ستتولى الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية».

كذلك، فصلت الشبل الموضوع العام الذي سينعقد المعرض على ضوئه والذي يحمل رؤية المملكة، وهو «تخيل الغدّ» الذي ينقسم بدوره إلى ثلاثة مواضيع فرعية، وهي موضوع «تقنيات التغيير» وكيف يمكن للابتكار والإنجازات العلمية أن تحدث تغييراً إيجابياً. والموضوع الثاني عنوانه «حلول مستدامة» والمقصود بذلك الأساليب المبتكرة للعمل المناخي والتنمية المستدامة وتجديد النظام البيئي التي تدعم التقدم والإشراف البيئي.

فيما الموضوع الثالث محوره «الازدهار للجميع» بمعنى أن «التقدم الحقيقي تقدم شامل، ويعزز عالماً يكون فيه الازدهار واقعاً يتقاسمه الجميع». وأخيراً، أشارت الشبل إلى حضور الهيئة القوي في معرض أوزاكا وما ستقوم به في هذه المناسبة، كما وجهت الشكر للشريك الياباني لتعاونه. وأعقب ذلك فيلم فيديو قدمه مازن الفلاح يبين ما سيكون عليه المعرض المرتقب.