الصحف الأوروبية: سوريا والاتفاق المستحيل.. ومستقبل الاتحاد الأوروبي

نبدأ جولتنا في الصحافة الأوروبية من بروكسل، حيث اهتمت الصحف البلجيكية بالقمة التي احتضنتها براتيسلافا السلوفاكية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، ونقلت صحيفة «ستاندرد» اليومية عن شارل ميشال رئيس الوزراء البلجيكي في ختام القمة، أن هناك قناعة لدى الجميع بأن أوروبا لا تزال تمثل مشروعًا قويًا وجيدًا، ولكن يجب علينا أن نفعل ما هو أفضل. وشدد على أهمية وجود إرادة قوية من القادة للتغلب على الشلل وتقديم تنازلات، لأنه لا بد من مراعاة الواقع الذي تعيشه دول أخرى. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الأمر لا يتعلق ببيانات أو تغييرات في المعاهدات ولكن الأفعال. واتفق الجميع على أنه لا قرارات كبرى في القمة ولكن خارطة طريق في الفترة المقبلة. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي عن عدم رضاه عن نتائج القمة الأوروبية، خصوصًا فيما يتعلق بملفات النمو والهجرة. وننتقل إلى باريس، حيث الأجندة الانتخابية في فرنسا فرضت نفسها على الصحف الفرنسية، لكن ذلك لا يعني تغييب الشأن السوري وباقي الملفات الساخنة. وفيما خص سوريا نقرأ في صحيفة «لوموند»: «الاتفاق بين موسكو وواشنطن واضح ولا لبس فيه، وهو يؤسس لتعاون عسكري بين البلدين من أجل القضاء على (داعش)». «وينص الاتفاق» تضيف الصحيفة على «إنشاء مركز مشترك في جنيف من أجل تقاسم المعلومات وتحديد الأهداف. لكن هذا التعاون يثير شكوك البنتاغون»، يضيف مراسل «لوموند» في واشنطن، جيل باري. «أجواء الشك هذه يغذيها توالي الحوادث بين طائرات وبوارج القوات الأميركية والروسية عدا النشاط الروسي المفترض في مجال القرصنة الإلكترونية» تقول «لوموند».
«لوفيغارو» خصصت مقالاً لبروز خلافات بين باريس والقاهرة على خلفية التحقيقات حول تحطم طائرة إيرباص تابعة لشركة مصر للطيران، بينما كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة في 19 مايو (أيار) الماضي. «مما تسبب بالخلاف هو بعض من آثار مادة تي إن تي وجدها المحققون الفرنسيون على أجزاء من حطام الطائرة.. وقد منعت السلطات المصرية المحققين من إجراء فحص دقيق لتحديد كيفية وصول المواد المتفجرة إلى حطام الطائرة، مما جعل فرنسا» تقول «لوفيغارو» ترفض تلبية طلب مصر كتابة تقرير مشترك يوثق وجود آثار مادة «تي إن تي».
إلي ذلك, بقيت 6 أسابيع على التصويت في انتخابات رئاسة الجمهورية، وصارت كلمة «دبلورابول» (شيء يدعو للاستنكار)، تسيطر على الحملة الانتخابية، حيث صار كل من المرشحين؛ الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، يتهم الطرف الآخر بها.
في بداية الأسبوع الماضي، استعملت كلينتون العبارة في وصف مؤيدي ترامب. وهب ترامب واتهمها بالاستعلاء على مؤيديه، بل على كل الأميركيين. قال: «ها هي كلينتون المثقفة جدًا تثبت احتقارها لعامة الشعب الأميركي». وأضاف ترامب: «هذا شيء يدعو للاستنكار».
ثم نشرت صحيفة «يو إس إيه توداي» نتائج استطلاع عام بأن نصف مؤيدي ترامب يرون السود «مجرمين»، و«غير مؤدبين»، ويرون المسلمين «خطرًا على أمن أميركا» (ولهذا، يؤيدون تصريحات ترامب في بداية الحملة الانتخابية بمنعهم من دخول الولايات المتحدة).
ثم نشر مركز «بابليك بوليسي» للاستطلاعات نتائج استطلاع أوضح أن 60 في المائة من مؤيدي ترامب يؤمنون بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة. هؤلاء يسمون «بيرثرز» (المهتمين بمكان ميلاد أوباما). حتى الأسبوع الماضي، كان ترامب واحدًا منهم. ثم أعلن أنه لم يعد يؤمن بأن أوباما مولود خارج الولايات المتحدة. (كان ترامب يقول إن أوباما ولد في كينيا، بلد والده. وإن والدة أوباما الأميركية البيضاء أحضرته إلى الولايات المتحدة وقالت، أو زورت، إنه ولد هنا).
ونشر نفس المركز أن 70 في المائة من مؤيدي ترامب يرون أن أوباما «مسلم سرًا».
ودخل ترامب نفسه ساحة ما «يدعو للاستنكار»، وذلك عندما غرد في صفحته في موقع «تويتر» مؤيدًا تغريدة كيفين ماكدونالد، من قادة العنصريين البيض. وكان ترامب أيد تغريدات ديفيد ديوك، الذي كان يقود منظمة «كو كلس كلان» العنصرية البيضاء.