«الشباب» تخسر مدينة قرب الحدود الكينية بعد سيطرتها عليها

الرئيس الصومالي المنتهية ولايته يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة

«الشباب» تخسر مدينة قرب الحدود الكينية بعد سيطرتها عليها
TT

«الشباب» تخسر مدينة قرب الحدود الكينية بعد سيطرتها عليها

«الشباب» تخسر مدينة قرب الحدود الكينية بعد سيطرتها عليها

دشن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود حملة ترشحه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، بينما نجحت القوات الحكومية الصومالية المدعومة بقوات من الاتحاد الأفريقي في استعادة السيطرة على مدينة محاذية لكينيا كان سيطر عليها الجمعة مسلحو حركة الشباب الإسلامية المتطرفة. وقال إبراهيم غولاد مفوض مدينة الواق: «استعادت القوات الحكومية الصومالية والقوة الأفريقية السيطرة على مدينة الواق، وفر مسلحو حركة الشباب قبل وصول هذه القوات». وقال إن ستة جنود صوماليين قتلوا أول من أمس أثناء هجوم المتطرفين الإسلاميين الذين قدموا متنكرين في أزياء عسكرية كينية وفي عربات سرقوها من الجيش الكيني. وبحسب سكان فقد قتل في الاشتباكات التي استمرت لساعة 12 شخصا معظمهم من الجنود، فيما قال أحد سكان المدينة إن المسلحين غادروا المدينة ليلا بعد أن نهبوا معسكر الجيش.
وقال شهود عيان إن الجنود الصوماليين تراجعوا إلى الحدود الكينية التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات وتركوا المدينة للجهاديين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وكانت حركة الشباب المتطرفة قد أعلنت في بيان وضع على حساب إذاعة الأندلس الناطقة باسمها على تطبيق «تلغرام» سيطرتها على المدينة بعد قتل عشرات الجنود. من جهة أخرى، قال الجيش الصومالي إنه استرد منطقة «عيل واق» التابعة لإقليم جدو جنوب غربي البلاد، بعد اشتباكات ضد ميليشيات حركة الشباب. وأشاد وزير الدفاع الجيبوتي علي حسن بهدون خلال الاجتماع الذي ترأسه لأعضاء لجنة تنسيق العمليات العسكرية لبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال «أميسوم» نهاية الأسبوع الماضي في جيبوتي، بالتقدم المحرز في الحرب ضد ميليشيات حركة الشباب. وشدد بهدون وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجيبوتية على الحاجة الملحة إلى تعزيز قدرات قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال البالغ تعدادها 22 ألف جندي، مؤكدا دعم اللجنة لتنظيم الاستحقاق الانتخابي المقبل في الصومال. وناقش أعضاء اللجنة الأفريقية في هذا الاجتماع تطورات الأوضاع الأمنية في الصومال، في ظل التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة خلال الشهر المقبل.
وتعهد قادة الاتحاد الأفريقي بتسليم المستحقات الشهرية لقوات حفظ السلام الأفريقية «أميسوم» والتي تحارب ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة». ونقلت وكالة بانابريس الأفريقية عن بيان للقادة اعترافهم بأن القوات الأفريقية تواجه أزمات مختلفة وعلى رأسها موضوع تأخر المرتبات الشهرية المخصصة لها. ولم تتسلم قوات حفظ السلام الأفريقية مرتبات لعناصرها في الصومال منذ بضعة شهور، بحسب تقرير صدر مؤخرا. وطرد مسلحو حركة الشباب قبل خمس سنوات من العاصمة مقديشو، لكنهم لا يزالون ينفذون هجمات ضد الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي. إلى ذلك، أعلن حسن شيخ محمود الرئيس الصومالي المنتهية ولايته ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وخلال احتفال جرى بأحد فنادق العاصمة مقديشو، بحضور رئيس البرلمان محمد جواري، ومجلسي الوزراء والبرلمان، بالإضافة إلى محافظ بنادر وعمدة مقديشو وقادة كبار ضباط الجيش والشرطة، تعهد حسن بالعمل على تطوير البلاد في مختلف المجالات إذا ما نحج في تولى الرئاسة للمرة الثانية، وقال إنه سيواصل مشواره لبسط الحكم الرشيد والشفافية في مناطق البلاد كافة. وعُرض فيلم مصور يتضمن إنجازات حسن خلال فترة ولايته، وسط ثناء من كبار المسؤولين الحكوميين والوزراء.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.