تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

الذكريات تظل دفينة في أعماق الدماغ

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟
TT

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

* س: عندما نفقد ذاكرتنا، فهل نفقدها تماما وإلى الأبد.. أخبرني أحد معارفي أن الذاكرة قد تظل موجودة في أدمغتنا؟
* ج: إن كل ما نتذكره يختزن داخل الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وغالبا ما يتم خزنه في عدد كثير من تلك الخلايا التي تتواصل فيما بينها. وتماثل كل خلية عصبية شكل شجرة لها ساق، وأغصان، وفي النهاية لها أعداد من «الغصينات» الصغيرة (التي تسمى الأشواك spines). وهذه الأشواك في خلية عصبية ما، هي التي تتواصل مع أشواك الخلايا الأخرى، بإفرازها مواد كيميائية.
وقد ظل العلماء وحتى وقت قريب، يفترضون أن الذاكرة المفقودة نتيجة الإصابة بالخرف، تختفي من دون رجعة. إلا أن جملة من الأسباب تدعو إلى طرح التساؤلات حول صحة هذا الافتراض، لأنه يبدو أن فقدان الذاكرة يمكن أن يكون متقطعا.
ولعلكم، مثلي، قد رأيتم أشخاصا يعانون من مرض ألزهايمر الذين نسوا اسم ابنهم حتى مجيء يوم ما لينادونه باسمه. وربما فكرتم، مثلي، في أن الذاكرة ربما لم تفقد نهائيا، بل ربما إنها موجودة ودفينة في أعماق يصعب الوصول إليها.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة على الفئران أن الأمر كذلك بالفعل؛ فقد درست فئران أصيبت بأمراض في الدماغ تماثل مرض ألزهايمر سببت لها نسيانها إمكانية تعرضها لصعقة كهربائية عند وضعها داخل قفص معين.
إلا أن العلماء أخذوا في تحفيز منطقة في الدماغ تختزن الذاكرة المرتبطة بالتعرض لصعقة كهربائية بهدف استرجاع تلك الذاكرة. وفجأة تذكرت الفئران ما حدث لها في ذلك القفص، وكان أن تجمدت أطرافها من الخوف عند نقلها نحو القفص.
وهكذا فإن الذاكرة لم تفقد، بل إنها ظلت دفينة! إلا أن هذه الدراسات تظل بعيدة عن أن تكون متماثلة مع ما يحدث لدى الإنسان. ومع ذلك، فإنها تشجعني على التفكير في أننا - أبناء الجنس البشري - أذكياء بما يكفي لكي نستطيع، وفي يوم من الأيام، أن نسترجع الذاكرة المفقودة منذ أمد بعيد.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»



الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.