* س: عندما نفقد ذاكرتنا، فهل نفقدها تماما وإلى الأبد.. أخبرني أحد معارفي أن الذاكرة قد تظل موجودة في أدمغتنا؟
* ج: إن كل ما نتذكره يختزن داخل الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وغالبا ما يتم خزنه في عدد كثير من تلك الخلايا التي تتواصل فيما بينها. وتماثل كل خلية عصبية شكل شجرة لها ساق، وأغصان، وفي النهاية لها أعداد من «الغصينات» الصغيرة (التي تسمى الأشواك spines). وهذه الأشواك في خلية عصبية ما، هي التي تتواصل مع أشواك الخلايا الأخرى، بإفرازها مواد كيميائية.
وقد ظل العلماء وحتى وقت قريب، يفترضون أن الذاكرة المفقودة نتيجة الإصابة بالخرف، تختفي من دون رجعة. إلا أن جملة من الأسباب تدعو إلى طرح التساؤلات حول صحة هذا الافتراض، لأنه يبدو أن فقدان الذاكرة يمكن أن يكون متقطعا.
ولعلكم، مثلي، قد رأيتم أشخاصا يعانون من مرض ألزهايمر الذين نسوا اسم ابنهم حتى مجيء يوم ما لينادونه باسمه. وربما فكرتم، مثلي، في أن الذاكرة ربما لم تفقد نهائيا، بل ربما إنها موجودة ودفينة في أعماق يصعب الوصول إليها.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة على الفئران أن الأمر كذلك بالفعل؛ فقد درست فئران أصيبت بأمراض في الدماغ تماثل مرض ألزهايمر سببت لها نسيانها إمكانية تعرضها لصعقة كهربائية عند وضعها داخل قفص معين.
إلا أن العلماء أخذوا في تحفيز منطقة في الدماغ تختزن الذاكرة المرتبطة بالتعرض لصعقة كهربائية بهدف استرجاع تلك الذاكرة. وفجأة تذكرت الفئران ما حدث لها في ذلك القفص، وكان أن تجمدت أطرافها من الخوف عند نقلها نحو القفص.
وهكذا فإن الذاكرة لم تفقد، بل إنها ظلت دفينة! إلا أن هذه الدراسات تظل بعيدة عن أن تكون متماثلة مع ما يحدث لدى الإنسان. ومع ذلك، فإنها تشجعني على التفكير في أننا - أبناء الجنس البشري - أذكياء بما يكفي لكي نستطيع، وفي يوم من الأيام، أن نسترجع الذاكرة المفقودة منذ أمد بعيد.
* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»