إجبار رجال أعمال على توريد أموالهم لـ«المركزي» الواقع تحت سيطرة الانقلابيين

اقتصادي يمني ينتقد سياسات «محافظ المركزي» وتصريحاته

متسوقون داخل سوق شعبية بالمدينة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء (رويترز)
متسوقون داخل سوق شعبية بالمدينة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء (رويترز)
TT

إجبار رجال أعمال على توريد أموالهم لـ«المركزي» الواقع تحت سيطرة الانقلابيين

متسوقون داخل سوق شعبية بالمدينة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء (رويترز)
متسوقون داخل سوق شعبية بالمدينة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء (رويترز)

قالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن انقلابيي اليمن أجبروا رجال أعمال وتجارا على توريد أموالهم إلى البنك المركزي اليمني الذي يقع تحت سيطرة الحوثيين وصالح؛ إذ تم توريد نحو 140 مليون دولار (35 مليار ريال يمني) نظير حصول هؤلاء التجار ورجال الأعمال على تخفيضات في الجمارك والضرائب ودفعها بسعر الدولار في البنك الذي لا يتجاوز 251 ريالا مقابل الدولار، فيما سعره في السوق المحلية تعدى 300 ريال للدولار الواحد.
وأفادت المصادر، التي فضلت حجب اسمها، بأن جهود أتباع صالح والحوثي تكللت بموافقة رجال الأعمال والتجار على توريد نقودهم إلى البنك المركزي شريطة إطلاق سراح صرافين وتجار وملاك شركات صرافة ممن تم اعتقالهم في وقت سابق على خلفية أزمة السيولة الشائعة في البلاد منذ نحو عام.
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي اليمني، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن البنك المركزي اليمني، الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، استنفد كل الوسائل للوفاء بدفع الرواتب الحكومية لليمنيين، وإنه لن يتمكن مستقبلاً من دفعها في حال لم تتم طباعة عملة جديدة، أو تقديم دعم مالي مباشر للبنك المركزي.
وأوضح نصر أن مبررات محافظ البنك المركزي محمد بن همام، بشأن مسألة نقل البنك، سياسية وليست اقتصادية، واصفا حديث ابن همام عن أن النقل سيؤدي إلى تفتيت البلد وأن معظم مؤسسات الدولة في صنعاء، بأنه حديث سياسي ومتناقض مع ما طرحه من حيادية واستقلالية يتمتع بها البنك المركزي.
وأكد نصر: «وطالما توافرت الحيادية، فبإمكانه إدارة الشؤون النقدية من أي فرع من فروعه، وليس شرطا أن يكون من صنعاء»، لافتا إلى أن «النقل المقصود ليس هو النقل المادي بقدر ما هو نقل سلطة القرار، أو بمعنى أصح استعادتها لصالح الحكومة الشرعية التي يعترف بها الجميع بمن فيهم ابن همام نفسه»، حيث يطالبها بالسماح بطباعة عملة جديدة لمواجهة أزمة السيولة.
وأوضح نصر: «كثير من القضايا طرحها ابن همام، أهمها زعمه أن البنك المركزي محايد ويتعامل وفقًا لكشوفات 2014م، في حين أنه يتعامل مع سلطة الأمر الواقع المتمثلة في ميليشيات الحوثي في صرف الشيكات للجهات المستفيدة، حيث يقوم باعتماد شيكات، يوقعها قائمون بأعمال الوزارات، معينون من قبلهم ولا يتعامل مع وزراء الحكومة الشرعية».
وأكد نصر أن محافظ البنك المركزي يعول على المجتمع الدولي وليس على الحكومة، لذا يطالب المجتمع الدولي، خصوصًا البنك الدولي، بدفع مبلغ 750 مليون دولار لصندوق الرعاية الاجتماعية، وهي مخصصات للفقراء، مشيرا إلى أن ذلك سيخفف المشكلة التي يواجهها البنك المركزي، أي إن البنك سيتعامل معها كاحتياطي، وسوف يستفيد منها في تعاملاته المالية المختلفة.
وأشار إلى أن «المحافظ لم يتحدث عن النتائج الكارثية لسياسات البنك خلال المرحلة الماضية في الاستدانة المحلية التي أوصلت الدين العام إلى 26 مليار دولار، فضلا عن أنه تحاشى التحدث عن الاحتياطي الإلزامي على الودائع بالدولار والريال والخاصة؛ إذ لم يشر إلى ما إذا كانت موجودة في البنك المركزي أم تم استنزافها».
إلى ذلك، قام الانقلابيون في العاصمة اليمنية صنعاء بممارسة ضغوطات على التجار المحليين لدفع مليارات الريالات إلى البنك المركزي للتخفيف من تداعيات أزمة السيولة التي وصلت إلى حدود غير مسبوقة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).