صحة كلينتون في قلب السباق إلى البيت الأبيض

ترامب يتهم المصرف المركزي الأميركي بالعمل لصالح الديمقراطيين

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمازح فتاة صغيرة بعد أن تحسن وضعها الصحي في نيويورك أول من أمس (رويترز)
المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمازح فتاة صغيرة بعد أن تحسن وضعها الصحي في نيويورك أول من أمس (رويترز)
TT

صحة كلينتون في قلب السباق إلى البيت الأبيض

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمازح فتاة صغيرة بعد أن تحسن وضعها الصحي في نيويورك أول من أمس (رويترز)
المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمازح فتاة صغيرة بعد أن تحسن وضعها الصحي في نيويورك أول من أمس (رويترز)

عاد الحديث عن صحة المرشحين الرئيسيين للرئاسة الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، إلى الواجهة بعد أن اضطرت السيدة الأولى سابقا إلى مغادرة مراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر بسبب وعكة صحية أول من أمس.
من جهته، قرر المرشح الجمهوري ترامب، عدم التعليق علنا على الإعلان عن إصابة منافسته الديمقراطية بالتهاب رئوي، كما أكدت أمس وسيلتا إعلام أميركيتان. وذكرت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية أن فريق حملة دونالد ترامب يريد أن «يثبت احترامه» للوضع الصحي المتدهور للمرشحة الديمقراطية. وقد تلقى أعضاؤه الأمر بألا يبثوا أي شيء على شبكات التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع. وأوردت وكالة «بلومبيرغ» أيضا هذا القرار، مشيرة إلى مصادر قريبة من المرشح الجمهوري.
وأصيبت هيلاري كلينتون (68 عاما) الأحد بتوعك في نيويورك، في ختام مراسم إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر، فاضطر فريقها إلى الكشف بعد تكتم استمر يومين، أنها تعاني من التهاب رئوي. وألغت الاثنين والثلاثاء زيارة إلى كاليفورنيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، ردد دونالد ترامب نظرية أن منافسته الديمقراطية تواجه مشاكل صحية خطيرة، وهي نظرية لقت رواجا على الإنترنت. وواصل أمس حملته الانتخابية بزيارة بالتيمور (شرق) ثم آشفيل في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق).
أما عن إلغاء كلينتون زيارتها إلى كاليفورنيا، فقال نيك ميريل المتحدث باسم حملة المرشحة الديمقراطية إنها «لن تسافر إلى كاليفورنيا غدا (أمس) أو الثلاثاء»، وذلك بعد ساعات على مغادرة المرشحة البالغة من العمر 68 عاما موقع مركز التجارة العالمي (غراوند زيرو) في نيويورك إثر إصابتها بالجفاف.
والحادثة التي بدت فيها كلينتون وكأنها تفقد توازنها قبل أن يساعدها فريقها للدخول إلى سيارتها، قدمت مدخلا جديدا للجمهوري دونالد ترامب لمهاجمة منافسته الديمقراطية إلى البيت الأبيض قبل 15 يوما فقط على أول مناظرة رئاسية بينهما.
وكانت كلينتون تسعى إلى تجاوز خطأ فادح ارتكبته الجمعة، عندما قالت أمام لقاء لجمع التبرعات أن نصف أنصار ترامب ينتمون إلى «مجموعة من البائسين». لذلك لم يكن توقيت حادثة الأحد مناسبا. وحضرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة 90 دقيقة من المراسم التي جرت في الحي الجنوبي لمانهاتن، حيث حيّت بعض أقارب ضحايا الهجمات التي وقعت قبل 15 عاما، بحسب ما ذكرته حملتها في بيان. وكانت كلينتون وقت الاعتداءات تشغل مقعد مجلس الشيوخ عن نيويورك.
وقال البيان: «خلال المراسم، شعرت بارتفاع في الحرارة فتوجهت إلى شقة ابنتها، وهي الآن تشعر بتحسن كبير».
وفي وقت لاحق أصدرت حملتها بيانا من طبيبتها الخاصة، ليزا بارداك التي كشفت أنه تم تشخيص إصابة كلينتون يوم الجمعة بالتهاب رئوي وأنها تعاني من الجفاف. وأضافت بارداك «أخضعت لعلاج بالمضادات الحيوية، وقد نصحت بالخلود للراحة وتعديل جدول أعمالها. وخلال الحفل صباح اليوم، أصيبت بارتفاع في الحرارة وبحالة جفاف». وتابعت: «قمت بفحصها للتو وقد عولجت حالة الجفاف وهي تتعافي بشكل جيد».
وفي فيديو نشر على «تويتر»، تبدو كلينتون مترنحة فيما كانت تنتظر دخول عربة فان سوداء لمغادرة مراسم إحياء ذكرى 11 سبتمبر. وبدت وكأنها تعثرت فيما كانت تدخل السيارة بمساعدة أفراد من فريقها الذين أسندوها من الجانبين. وكان الجو رطبا في نيويورك، فيما سجلت الحرارة 28 درجة مئوية.
بدوره، صرح عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جو كرولي الذي وقف إلى جانب كلينتون لنحو الساعة خلال المراسم، لشبكة «إم إس إن بي سي» أن «كثيرا منا تنفسوا الصعداء مع هبات الريح لأن الجو كان خانقا».
وخرجت كلينتون من منزل ابنتها تشيلسي بعد ساعات قليلة مبتسمة، وتوقفت لالتقاط الصور مع فتاة صغيرة قبل أن تغادر متوجهة إلى منزلها في تشاباكوا، شمال شرقي مانهاتن. وقالت كلينتون: «أنا في وضع ممتاز، إنه يوم جميل في نيويورك». ويأتي تعديل برنامجها في وقت حساس في السباق الرئاسي.
ولم تصدر تأكيدات عن فريقها حول ما إذا كانت كلينتون ماضية في خطتها القيام بحملة في منطقة لاس فيغاس الأربعاء، غير أن خسارة أي أيام مهمة في الحملة الانتخابية من شأنها أن تفضي إلى نتيجة سيئة أمام حملة ترامب الشرسة.
وتمنت دونا برازيل الرئيسة المؤقتة للجنة الوطنية الديمقراطية، لكلينتون «الشفاء العاجل» مضيفة «أتطلع لعودتها إلى الحملة ومواصلة الطريق إلى النصر».
وعلى غير عادته، بقي ترامب - الذي حضر مراسم ذكرى الاعتداءات أيضا - صامتا على «تويتر» بخصوص مرض كلينتون، حيث أخذ المرشحان استراحة من الحملة الرسمية للمشاركة في الذكرى الحزينة. غير أن رجل الأعمال والمتحدثين باسمه ومساعديه أثاروا في الأسابيع القليلة الماضية مسألة إصابة كلينتون بمشكلات صحية خطيرة. وفاض الإنترنت بمعلومات عن احتمال إصابتها بورم دماغي أو الباركنسون أو الخرف.
وقال ترامب (70 عاما) إن كلينتون «ليست قوية بما يكفي لتكون رئيسة»، وإنها «تفتقر إلى القوة الذهنية والجسدية» المطلوبة للمهمة. وتعود جذور هذه المعلومات لعام 2012 عندما كانت ولاية كلينتون وزيرة للخارجية تقترب من نهايتها. وتسبب فيروس في المعدة والجفاف بإصابتها بالإغماء، مما أدى بحسب الأطباء، إلى ارتجاج دماغي.
على صعيد متصل، اتهم المرشح الجمهوري المصرف المركزي الأميركي ورئيسته جانيت يلين بالعمل لصالح الديمقراطيين خلال حملة الانتخابات التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال في مقابلة مع قناة «سي أن بي سي» الاقتصادية أن «الرئيس أوباما أبقى معدلات الفوائد منخفضة. لا شكوك لدي في أن هذا هو السبب الذي أبقاها» كما هي. يشار إلى أن استقلال المصرف المركزي تجاه السلطات التنفيذية يشكل أبرز مبادئ الاقتصاد الأميركي. وتابع أن يلين «حافظت (على الفوائد) منخفضة بشكل مصطنع من أجل السماح لأوباما» بالمغادرة دون أن يواجه عواقب ارتفاع محتمل في معدلات الفوائد. وأضاف ترامب أن «السؤال الأهم الذي أطرحه على نفسي هو استقلال المصرف المركزي». وقال أيضا: «لدينا فكرة أن المصرف المركزي يعمل بشكل مستقل عن الإدارة والكونغرس، لكن هناك أسئلة يطرحها الجميع الآن حوله. هناك أناس يعتقدون أنه غير مستقل، وأنه يعثر على وسائل لكي لا يكون كذلك».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.