لائحة «كيو إس».. جامعتان سعوديتان وجامعة لبنانية في الصدارة العربية

بيان التصنيف: الموارد المالية والمعاهد التعليمية تلعب دورًا رئيسيًا في التطوير

جامعة الملك فهد للبترول الأولى عربيا
جامعة الملك فهد للبترول الأولى عربيا
TT

لائحة «كيو إس».. جامعتان سعوديتان وجامعة لبنانية في الصدارة العربية

جامعة الملك فهد للبترول الأولى عربيا
جامعة الملك فهد للبترول الأولى عربيا

مرة جديد تبقى الجامعات الأميركية في الصدارة تليها البريطانية بحسب أحدث تصنيف لـ«Quacquarelli Symonds»، وهي إحدى المؤسسات المرموقة وأكثرها نفوذًا فيما يتعلق بتقييم الجامعات في العالم. ونشر التصنيف الثالث عشر من نوعه للمؤسسة منذ أيام وتضمن ترتيبًا لـ916 جامعة خلال عام 2016.
احتلت أميركا مركز الصدارة، بفضل «معهد ماساتشوستس» التقني (إم آي تي) الذي بقي الأول ومن ثم جامعة «ستانفورد»، تليها «هارفارد» فيما جاءت «كالتك» الأميركية خامسة. وحلت كل من «كامبريدج» و«أكسفورد» و«يو سي إل» و«إمبيريال كولدج أوف لندن» البريطانية في المراتب الرابعة والسادسة والسابعة والتاسعة على التوالي.
ومع جامعة «شيكاغو» التي فازت بالمرتبة العاشرة تكون خمس جامعات أميركية قد تصدرت لائحة الجامعات العشر الأولى في العالم، وأربع جامعات بريطانية والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا الذي احتل المرتبة التاسعة، بعد أن كان ثامنًا العام الماضي.
وإذ استطاعت جامعتان من سنغافورة هما «جامعة سنغافورة الوطنية» وكذلك «جامعة نانينغ للتكنولوجيا» أن تخترقا مكانين ضمن العشرين الأوائل ومعهما «أدنبره» من بريطانيا و«بوليتكنيك الفيدرالية» من لوزان السويسرية، فإن الجامعات الأميركية تبقى أيضا في الصدارة.
المنافسة بين الجامعات حامية الوطيس، والتقدم يحسب على النقاط، ويأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة، بينها عدد الأبحاث وقيمتها العلمية ومدى الفاعلية، وعدد الأساتذة نسبة إلى عدد الطلاب ومن بين الجامعات الـ200 الأولى هذه السنة 48 جامعة أميركية، 30 بريطانية، 12 هولندية، 11 ألمانية، 9 جامعات لكل من كندا وأستراليا، 8 يابانية، 7 صينية، و5 جامعات لكل من فرنسا والسويد وهونغ كونغ.
وجاء ترتيب «جامعة الملك فهد للبترول المعادن» في المرتبة 189 على هذه اللائحة لتكون الأولى عربيًا، لتأتي بعدها «جامعة الملك سعود» في المرتبة 227، ولتحل في المكان الثالث عربيًا «الجامعة الأميركية» في بيروت وتنال المرتبة 228، متقدمة 40 نقطة عن العام الماضي، وهو ما احتفت به معتبرة أنه إنجاز كبير.
ولم تأت «الجامعة الأميركية» في القاهرة إلا في الترتيب 365 وبعدها مباشرة «جامعة قطر» في المركز 393 و«جامعة خليفة» في الإمارات بمرتبة 401، و«جامعة الخليج» في البحرين في المرتبة 461، وجامعة الأردن في المرتبة 551.
وتراجعت الجامعات المصرية، حيث حلت جامعة القاهرة في الفئة 600:551، وكانت تحتل المركز 501 العام الماضي، وجاءت جامعة عين شمس في المرتبة 701، تلتها جامعتا الأزهر والإسكندرية.
واعتبر البيان الذي رافق هذا التصنيف أن الموارد المالية التي توفر للجامعات والمعاهد التعليمية تلعب دورًا رئيسيًا في تطويرها وتقدم مسار العمل فيها.
يبقى أن الجامعات العربية تعاني ضعفًا كبيرًا، إذا ما قورنت بالمستوى العالمي، ومهما قيل عن التراجع الطفيف الذي أصاب التعليم العالي في بريطانيا وإيطاليا وألمانيا، فهي لا تزال في مكان مرموق. أما الحديث عن تقدم جامعات عربية مثل الأميركية في لبنان أو جامعة قطر فهي لا تزال بعيدة جدًا عن القفزات التي تحققها مؤسسات التعليم العالي في شرق آسيا مثل سنغافورة والصين وهونغ كونغ واليابان أو أستراليا وكندا وروسيا.
وجدير بالذكر أن «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» التي أبصرت النور عام 1963 تتقدم منذ عام 2009 على لائحة «كيو إس» واحتلت عام 2010 المرتبة 255، وأصبحت رقم 26 عالميًا في العام 2012 في إصدار براءات الاختراع بفضل شراكاتها مع عدد من المؤسسات التعليمية البارزة وأهمها «ماساتشوستس للتقنية MIT» وغيرها. أما «جامعة الملك سعود» التي انطلقت عام 1957 وهي الثانية عربيًا بحسب التصنيف، فتتميز بتعددية اختصاصاتها، وتضم نحو 24 كلية في المجالات الصحية والعلمية والإنسانية. وفيما يخص «الجامعة الأميركية» في بيروت فقد تأست عام 1866 وتحتفل هذه السنة بمرور 130 سنة على تأسيسها، وقد اعتبرت من خلال التصنيف الأولى عربيًا فيما يتعلق بالصيت الوظيفي، وكان لها دورها الذي لا ينكر في الحياة الثقافية العلمية عربيًا ولبنانيًا، منذ افتتاحها إلى اليوم.
وأعلنت الجامعة الأميركية في بيروت منذ أيام، وبمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد عن انضمام مجموعة متنوّعة من 493 طالبا وطالبة من 58 دولة حول العالم إلى رحابها. وبالإضافة إلى البلدان التي غالبا ما يوجد طلبتها في بيروت مثل الدنمارك، وألمانيا، وفرنسا، وفلسطين، وسوريا، يضاف هذه السنة طلبة من أفغانستان، وأرمينيا، وبنين، وإندونيسيا، واليابان، والنيبال، ونيجيريا، ورواندا، وزائير، وزامبيا، وأوغندا.



{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
TT

{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)

منذ 15 عاما حينما تأسست مكتبة الإسكندرية الجديدة، وكان الطلاب والباحثون من مختلف أنحاء مصر يشدون الرحال إلى «عروس المتوسط» للاستفادة من الأوعية المعرفية كافة التي تقدمها المكتبة لزائريها، والاطلاع على خدمات المكتبة الرقمية والدوريات العلمية والبحوث، لكن الجديد أن كل ذلك أصبح متاحا في 20 محافظة في مختلف أنحاء مصر وللطلاب العرب والأفارقة والأجانب المقيمين في مصر كافة من خلال «سفارات المعرفة».

فعاليات لنبذ التطرف
لم تكتف مكتبة الإسكندرية بأنها مركز إشعاع حضاري ومعرفي يجمع الفنون بالعلوم والتاريخ والفلسفة بالبرمجيات بل أسست 20 «سفارة معرفة» في مختلف المحافظات المصرية، كأحد المشروعات التي تتبع قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة لصناعة ونشر الثقافة والمعرفة ورعاية وتشجيع الإبداع الفني والابتكار العلمي.
ويقول الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المشروع من أدوات المكتبة لنشر العلم والثقافة في مصر والعالم أجمع، ووجود هذه السفارات يساعد المكتبة على تحقيق أهدافها على نطاق جغرافي أوسع. ونحن هذا العام نسعى لمحاربة التطرف الذي ضرب العالم، وخصصنا السمة الرئيسية للمكتبة هذا العام (نشر التسامح تعظيم قيمة المواطنة، ونبذ العنف والتصدي للإرهاب) والتي سوف نعلن عن فعالياتها قريبا». يضيف: «نتمنى بالطبع إقامة المزيد من السفارات في كل القرى المصرية ولكن تكلفة إقامة السفارة الواحدة تزيد على مليون جنيه مصري، فإذا توافر الدعم المادي لن تبخل المكتبة بالجهد والدعم التقني لتأسيس سفارات جديدة».

خطط للتوسع
تتلقى مكتبة الإسكندرية طلبات من الدول كافة لتفعيل التعاون البحثي والأكاديمي، يوضح الدكتور الفقي: «أرسلت لنا وزارة الخارجية المصرية مؤخرا خطابا موجها من رئيس إحدى الدول الأفريقية لتوقيع بروتوكول تعاون، وتسعى المكتبة لتؤسس فروعا لها في الدول الأفريقية، وقد أوصاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات الأفريقية، ونحن نوليها اهتماما كبيرا».
يؤكد الدكتور الفقي «المكتبة ليست بعيدة عن التعاون مع العالم العربي بل هناك مشروع (ذاكرة الوطن العربي) الذي سيكون من أولوياته إنعاش القومية العربية».
«مواجهة التحدي الرقمي هو أحد أهداف المكتبة منذ نشأتها»، يؤكد الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع سفارات المعرفة يجسد الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في نقل المعرفة لكل مكان في مصر، ومصطلح (سفارة) يعني أن للمكتبة سيطرة كاملة على المكان الذي تخصصه لها الجامعات لتقديم الخدمات كافة، بدأ المشروع عام 2014 لكنه بدأ ينشط مؤخرا ويؤدي دوره في نشر المعرفة على نطاق جغرافي واسع».
يضيف: «تقدم المكتبة خدماتها مجانا للطلاب وللجامعات للاطلاع على الأرشيف والمكتبة الرقمية والمصادر والدوريات العلمية والموسوعات التي قام المكتبة بشراء حق الاطلاع عليها» ويوضح: «هناك 1800 فعالية تقام بالمكتبة في مدينة الإسكندرية ما بين مؤتمرات وورشات عمل وأحداث ثقافية ومعرفية، يتم نقلها مباشرة داخل سفارات المعرفة بالبث المباشر، حتى لا تكون خدمات المكتبة قاصرة على الباحثين والطلاب الموجودين في الإسكندرية فقط».
«كل من يسمح له بدخول الحرم الجامعي يمكنه الاستفادة بشكل كامل من خدمات سفارة المعرفة ومكتبة الإسكندرية بغض النظر عن جنسيته» هكذا يؤكد الدكتور أشرف فراج، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والمشرف على «سفارات المعرفة» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه السفارات هي أفرع لمكتبة الإسكندرية تقدم للباحثين خدماتها والهدف من هذا المشروع هو تغيير الصورة النمطية عن المكتبة بأنها تخدم النخبة العلمية والثقافية، بل هذه الخدمات متاحة للطلاب في القرى والنجوع» ويضيف: «يمكن لأي باحث من أي دولة الحصول على تصريح دخول السفارة من مكتب رئيس الجامعة التي توجد بها السفارة».

صبغة دبلوماسية
حول اسم سفارات المعرفة ذي الصبغة الدبلوماسية، يكشف الدكتور فراج «للمصطلح قصة قانونية، حيث إن قسم المكتبات يدفع للناشرين الدوليين مبلغا سنويا يقدر تقريبا بنحو 25 مليون، لكي تكون الدوريات العلمية المتخصصة والمكتبات الرقمية العالمية متاحة لمستخدمي المكتبة، ولما أردنا افتتاح فروع للمكتبة في المدن المصرية واجهتنا مشكلة بأن هذه الجهات ستطالب بدفع نفقات إضافية لحق استغلال موادها العلمية والأكاديمية لكن مع كونها سفارة فإنها تتبع المكتبة ولها السلطة الكاملة عليها».
ويضيف: «تهدف السفارات لإحداث حراك ثقافي ومعرفي كامل فهي ليست حكرا على البحث العلمي فقط، وقد حرصنا على أن تكون هناك فعاليات خاصة تقام بكل سفارة تخدم التنمية الثقافية في المحافظة التي أقيمت بها، وأن يتم إشراك الطلاب الأجانب الوافدين لكي يفيدوا ويستفيدوا، حيث يقدم كل منهم عروضا تقديمية عن بلادهم، أو يشارك في ورشات عمل عن الصناعات اليدوية التقليدية في المحافظات وبالتالي يتعرف على التراث الثقافي لها وهذا يحقق جزءا من رسالة المكتبة في تحقيق التلاحم بين شباب العالم».
تتيح سفارات المعرفة للطلاب أنشطة رياضية وفنية وثقافية، حيث أسست فرق كورال وكرة قدم تحمل اسم سفارات المعرفة، وتضم في عضويتها طلابا من مختلف الجامعات والتخصصات وتنافس الفرق الجامعية المصرية. ويلفت الدكتور فراج «تقيم سفارات المعرفة عددا من المهرجانات الفنية وورشات العمل ودورات تدريبية لتشجيع الطلاب على بدء مشروعاتهم الخاصة لكي يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم خاصة في المدن السياحية».

قواعد موحدة
تم عمل بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية ومع التربية والتعليم ومع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ويوجد بكل سفارة شخصان تكون مهمتهما إرشاد الطلاب للمصادر الرقمية للمكتبة، وتقديم برنامج الأحداث والفعاليات الخاص بالمكتبة لمدة 3 شهور مقبلة، لكي يتمكن الباحث من تحديد المؤتمرات التي يرغب في حضورها عبر البث الحي».
كل قواعد المكتبة تتبع في كل سفارة ويتم التحكم في الأنظمة والأجهزة كافة عبر السفارات العشرين، من مكتبة الإسكندرية بالشاطبي حيث تتابع المكتبة السفارات العشرين عبر شاشات طوال فترة استقبال الباحثين من الساعة الثامنة النصف صباحا وحتى الخامسة مساء.
ويكشف الدكتور فراج «السفارة تنفق نحو نصف مليون كتكلفة سنوية، حيث توفر الخدمات والأجهزة كافة للجامعات بشكل مجاني، بل تساعد سفارات المعرفة الجامعات المصرية في الحصول على شهادات الأيزو من خلال ما تضيفه من تكنولوجيا وإمكانيات لها. ويؤكد فراج «يتم إعداد سفارة في مرسى مطروح لخدمة الطلاب هناك وسوف تقام مكتبة متكاملة في مدينة العلمين الجديدة».

أنشطة مجتمعية
يشير الدكتور سامح فوزي، المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية إلى أن دور سفارات المعرفة يتخطى مسألة خدمة الباحثين وتخفيف عبء الحصول على مراجع ومصادر معلومات حديثة بل إن هذه السفارات تسهم في تطوير المجتمع بشكل غير مباشر، أما الأنشطة المجتمعية ذات الطابع العلمي أو الثقافي فهي تخلق جواً من الألفة بين أهل القرى وبين السفارة».
تُعد تلك السفارات بمثابة مراكز فرعية للمكتبة، فهي تتيح لروادها الخدمات نفسها التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لجمهورها داخل مقرها الرئيسي، وتحتوي على جميع الأدوات والامتيازات الرقمية المقدمة لزوار مكتبة الإسكندرية؛ مثل إتاحة التواصل والاستفادة من الكثير من المشروعات الرقمية للمكتبة، مثل: مستودع الأصول الرقمية (DAR)؛ وهو أكبر مكتبة رقمية عربية على الإطلاق، ومشروع وصف مصر، ومشروع الفن العربي، ومشروع الأرشيف الرقمي لمجلة الهلال، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع «محاضرات في العلوم» (Science Super Course)... إلخ، بالإضافة لإتاحة التواصل مع الكثير من البوابات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمكتبة، مثل: موقع «اكتشف بنفسك»، والملتقى الإلكتروني (Arab InfoMall)، وبوابة التنمية... إلخ. ذلك إلى جانب خدمة «البث عبر شبكة الإنترنت»، التي تقدِّم بثاً حياً أو مسجلاً للفعاليات التي تقام بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية؛ حتى يُتاح لزائري المكتبة مشاهدتها في أي وقت بشكل سلس وبسرعة فائقة. علاوة على ذلك، تتيح مكتبة الإسكندرية لمستخدمي سفارات المعرفة التمتع بخدمات مكتبة الوسائط المتعددة، واستخدام نظام الحاسب الآلي فائق السرعة (Supercomputer).