اليونان توقف 5 قنوات تلفزيونية عن العمل

بعد مزاد حكومي على تراخيص البث

اليونان توقف 5 قنوات  تلفزيونية عن العمل
TT

اليونان توقف 5 قنوات تلفزيونية عن العمل

اليونان توقف 5 قنوات  تلفزيونية عن العمل

أعلنت الحكومة اليونانية، عن فوز 4 محطات تلفزيونية خاصة بتراخيص البث، وذلك بعد مزاد مغلق عقدته على تلك التراخيص، وفي الوقت الذي قالت فيه الحكومة إنها جمعت أكثر من 250 مليون يورو من عملية بيع التراخيص، فإن 5 محطات أخرى كبيرة وعشرات القنوات في الأقاليم سوف يتم إغلاقها خلال 90 يومًا.
وبذلك فقدت 5 قنوات تلفزيونية يونانية خاصة تراخيص البث، بعد مزاد مغلق عقدته حكومة البلاد على تلك التراخيص، واستمر المزاد 65 ساعة، قبل أن تعلن الحكومة، في بيان لها، أن 4 قنوات تلفزيونية قد فازت بحقوق البث، بينها قناتان جديدتان، في حين لم تتمكن القنوات الخمس، التي خسرت حقوق بثها، من مجاراة الشروط الحكومية الجديدة والشركات المنافسة الجديدة.
وبحسب العقود الجديدة، فإنه من المقرر أن تنفق القنوات الأربعة الجديدة 275 مليون دولار في السنوات العشر المقبلة، بالإضافة إلى توظيف 400 صحافي وتقني، إلى جانب عدد من البنود الأخرى، التي ستلتزم بها تلك القنوات في سبيل رفع دور القطاع الإذاعي في الاقتصاد اليوناني.
وعبر رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس عن رضاه إزاء نتيجة المزاد، حيث اعتبره «مطلبًا دستوريًا وأوروبيًا». فيما هاجمت المعارضة هذا الإجراء، وذكرت أن حكومة تسيبراس بدلاً من تذليل مشاكل الشعب، فهي تزيد منها.
ويأتي الإجراء الحكومي ضمن حزمة من الإجراءات التي تستهدف أثينا من خلالها ضخ أموال في خزينة الدولة، والتخفيف من أزمة البطالة، وتحريك عجلة الاقتصاد. وتسعى حكومة تسيبراس لتحقيق إصلاحات في البلاد، لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، ولتحقيق شروط الاتحاد الأوروبي التي فرضتها بروكسل مقابل حزمة الإنقاذ التي قدمتها لأثينا.
بالإشارة إلى أن من بين الفائزين بأحد الترخيصين، شركة ترتبط بفانغاليس ماريناكيس، مالك سفن ورئيس مجلس إدارة نادي أولمبياكوس، بطل الدوري اليوناني لكرة القدم. أما محطتا «ستار» و«ألفا» فقد تم استبعادهما خلال المزاد، ولم تدخل 3 محطات أخرى أو استبعدت بسبب مشكلات مالية، وأكدت الحكومة اليونانية أن التراخيص الجديدة سوف يتم تفعيلها في غضون 3 أشهر.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».