البرزاني: خطط استعادة الموصل من «داعش» جاهزة والعملية تنتهي بنهاية العام

البرزاني: خطط استعادة الموصل من «داعش» جاهزة والعملية تنتهي بنهاية العام
TT

البرزاني: خطط استعادة الموصل من «داعش» جاهزة والعملية تنتهي بنهاية العام

البرزاني: خطط استعادة الموصل من «داعش» جاهزة والعملية تنتهي بنهاية العام

قال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق شبه المستقل اليوم (الجمعة)، إنّ الخطط العسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم داعش جاهزة وإنّ من المحتمل استعادة المدينة قبل نهاية العام. وأفاد في مقابلة مع تلفزيون «فرانس 24»، أنّ الجيش وقوات البيشمركة الكردية سينفذان الهجوم بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة؛ لكن لم يتحدد بعد دور الفصائل المسلحة المؤيدة للحكومة. مضيفًا من دون الخوض في تفاصيل: «كانت هناك اجتماعات متعددة بين قادة البيشمركة وقادة الجيش العراقي واتفقوا أخيرا على وضع الخطة العسكرية ودور كل طرف».
كما ذكر أنّ توقيت تنفيذ الهجوم على الموصل التي تقع على بعد 360 كيلومترا شمال بغداد، لم يحدد بعد، على الرغم من أنّ قادة عراقيين قالوا إنّ الهجوم قد يبدأ بحلول أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، على أقرب تقدير.
وسيطر التنظيم المتطرف على الموصل في 2014، عندما ألقت قوات الأمن العراقية أسلحتها ولاذت بالفرار.
ومنذ ذلك الحين تحصنت قوات البيشمركة على الأطراف الشرقية والشمالية للمدينة بينما تقدمت قوات عراقية أعيد تدريبها إلى القيارة على بعد 60 كيلومترا جنوب المدينة الشهر الماضي.
وتشكل الموصل - التي تضم مزيجا عرقيا وطائفيا - تحديا لمخططي الحرب بما في ذلك ما يتعلق بالقوات التي يمكن أن تشارك في المعركة وكيف ستتم إدارة المدينة بعدها.
واستطرد البرزاني قائلا إنّه لم يتم حتى الآن إعطاء دور للجماعات الشيعية المسلحة وجماعة مسلحة سنية يديرها محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي والتي تعهدت بالمشاركة في الهجوم. وتابع «الحشد الشعبي أو الحشد الوطني.. هذا موضوع يجب أن يكون هناك تفاهم بين هذه القوات و(سكان منطقة الموصل) وهو غير موجود حاليا.. لحد الآن هو غير موجود؛ لكن لا بد من إيجاد تفاهم وتوافق على دور كل طرف».
والحشد الشعبي مظلة لجماعات أغلبها شيعية مسلحة مدعومة من إيران بينما يتكون الحشد الوطني بالأساس من ضباط شرطة سابقين ومتطوعين من الموصل تدربوا في تركيا.
وردًا على سؤال عما إذا كانت استعادة المدينة ممكنة قبل نهاية العام 2016، قال البرزاني: «ممكنة؛ لكن كما قلت يجب التمهيد لمرحلة ما بعد الموصل». وأضاف: «بالنسبة لنا مهم جدًا أن يكون هناك ضمانات أكيدة بحيث تلك المأساة لن تتكرر في المستقبل.. فيجب أن نتفق مع بغداد ومع أهل المنطقة أيضا. كيف يمكن ضمان عدم تكرار ما حدث»..



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.