بدء التحضيرات للمرحلة الثانية من الحسم لطرد الميليشيات المسلحة من تعز

المحافظ يلتقي قادة التحالف في عدن.. والفريق الأحمر يشدد على استكمال التحرير

بدء التحضيرات للمرحلة الثانية من الحسم لطرد الميليشيات المسلحة من تعز
TT

بدء التحضيرات للمرحلة الثانية من الحسم لطرد الميليشيات المسلحة من تعز

بدء التحضيرات للمرحلة الثانية من الحسم لطرد الميليشيات المسلحة من تعز

بدأت قيادات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقيادات التحالف العربي ومحافظ محافظة تعز علي المعمري التشاور والتحضير لبدء المرحلة الثانية من عملية «الحسم» لطرد ميليشيات الحوثي والموالين لهم من قوات صالح الانقلابية من محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية جنوب العاصمة صنعاء، وفك الحصار عنها بعد عام ونصف من الحرب والحصار.
وأكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن محافظ تعز علي المعمري، قد «غادر مدينة تعز متجها إلى مدينة عدن الجنوبية، لعقد لقاءات مع قيادة قوات التحالف العربي، التي تقودها السعودية، لمناقشة الاحتياجات اللازمة لبدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية لتحرير المحافظة وفك الحصار عنها، وعقد لقاء بمنظمة تركية إنسانية لمتابعة تجهيزات المستشفى الميداني الخاص بالمحافظة».
ويأتي ذلك، بعدما حققت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية)، وبإشراف من قيادة التحالف في عدن، تقدما في مختلف الجبهات وسيطرت على مواقع عدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وبعدما دعا مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في محافظة تعز، إلى «مزيد من اليقظة واستمرار النفير العام والنهوض الشامل لإسناد المقاومة بكل أنواع الدعم المعنوي والمادي والالتحاق بالجبهات، من لم يلتحق، والدعم بالسلاح والغذاء والتبرع بالدم».
وقال رشاد الشرعبي، المسؤول الإعلامي للمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في تعز، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد التقدم الذي حققته المقاومة في الجبهة الغربية لمدينة تعز وجزء من الجبهة الشرقية قبل ثلاثة أسابيع يقوم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بصد هجمات الانقلابيين لاسترداد تلك المواقع ويعمل على تأمينها للانطلاق نحو المرحلة الثانية التي بدأ أمس التشاور بشأنها بين قيادة محافظة تعز وفي مقدمتهم المحافظ علي المعمري مع قيادة التحالف العربي». وأضاف: «قريبا، ستنطلق المرحلة الثانية، فهناك ترتيبات مهمة تقوم بها قيادة المحافظة ومن بينها إعادة ترتيب الوضع العسكري والإداري ودمج المقاومة الشعبية في إطار الجيش الوطني استعدادا لمرحلة ثانية لكسر الحصار على مدينة تعز وتحرير المحافظة كلها».
وأكد الشرعبي أن «قيادات تعز أثبتت باحتشادها خلف الدولة ممثلة بالمحافظ وقائد المحور وتوحدها في معركة التحرير للخلاص من هذه الميليشيات الانقلابية، وكان المهرجان الذي شهدته المدينة، أول من أمس، رسالة واضحة للانقلابيين وكل العالم أن تعز يد واحدة في مواجهة الانقلاب ويد واحدة لبناء الدولة واستعادة مؤسساتها المختطفة من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».
من جانبه، شدد نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، على «مواصلة الجهود بهدف استكمال عملية تحرير محافظة تعز والحفاظ على ما تم إنجازه خلال الأيام الماضية وإنهاء معاناة أبناء المحافظة والتفرغ لعملية البناء وإعادة الإعمار، وإلى ضرورة توحيد الصفوف والتفاف جميع القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والعسكرية حول قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ تعز علي المعمري».
وأشاد الأحمر، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، بقائد محور تعز وقائد اللواء «35 مدرع» وقائد اللواء «17 مشاة» وكل القادة العسكريين الذين رفضوا الانقلاب، وقال إنهم «أثبتوا صدق انتمائهم للوطن وتغليبهم المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الضيقة التي جسدها انقلاب الميليشيات»، مثمنًا الجهود التي يبذلها محافظ المحافظة علي المعمري من أجل «استتباب الأمن وإنهاء معاناة أبناء المحافظة وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق الهدف الكبير المتمثل في استعادة الدولة ومؤسساتها وسعيه الحثيث بأن تكون محافظة تعز نموذجا لوجود الدولة التي يحلم بها اليمنيون».
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها محافظ تعز علي المعمري بقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل وقائد اللواء «35 مدرع» العميد الركن عدنان الحمادي وقائد اللواء «17 مشاة» العميد الركن عبد الرحمن الشمساني، للاطمئنان على الأوضاع في المحافظة ومجريات الأحداث فيها، واستمع خلالها إلى المستجدات الميدانية والسياسية والجهود التي تبذلها قيادة السلطة المحلية والوحدات العسكرية من أجل تحرير المحافظة وطرد الميليشيات الانقلابية. وأكد «اهتمام الحكومة بتلبية متطلباتهم بما يحقق السلام والاستقرار في المحافظة».
إلى ذلك، تستمر المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات، وتركزت، أمس، في مدرات، شمال غربي اللواء «35 مدرع» على أثر هجوم شنته قوات الجيش والمقاومة على مواقع تمركز الميليشيات، وتمكنوا من إحراق طقم عسكري يتبع ميليشيات الانقلاب جراء استهدافه بقذيفة هاون في منطقة تجمعهم بالقرب من مصنع السمن والصابون.
ويرافق المواجهات استمرار الميليشيات الانقلابية قصف مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة من مواقع تمركزها، وبشكل أعنف في مناطق الأقروض والشقب بصبر، ومقبنة والوازعية والأحكوم والصلو.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.