بالعطور.. بيوت الأزياء والجواهر تحاول ربط ماضيها وبمستقبلها

سبتمبر.. موسم الزهور والبخور

أبدع جاك كافالييه لدار «لويس فويتون» سبعة عطور مختلفة - الإعلامية ديالا مكي تجرب عطور «لويس فويتون» الجديدة - جاك كافالييه بيلترود مبدع عطر «لاجيم إمبريال» لـ«بولغاري»  أصبح عطار «لويس فويتون» الخاص
أبدع جاك كافالييه لدار «لويس فويتون» سبعة عطور مختلفة - الإعلامية ديالا مكي تجرب عطور «لويس فويتون» الجديدة - جاك كافالييه بيلترود مبدع عطر «لاجيم إمبريال» لـ«بولغاري» أصبح عطار «لويس فويتون» الخاص
TT

بالعطور.. بيوت الأزياء والجواهر تحاول ربط ماضيها وبمستقبلها

أبدع جاك كافالييه لدار «لويس فويتون» سبعة عطور مختلفة - الإعلامية ديالا مكي تجرب عطور «لويس فويتون» الجديدة - جاك كافالييه بيلترود مبدع عطر «لاجيم إمبريال» لـ«بولغاري»  أصبح عطار «لويس فويتون» الخاص
أبدع جاك كافالييه لدار «لويس فويتون» سبعة عطور مختلفة - الإعلامية ديالا مكي تجرب عطور «لويس فويتون» الجديدة - جاك كافالييه بيلترود مبدع عطر «لاجيم إمبريال» لـ«بولغاري» أصبح عطار «لويس فويتون» الخاص

«بيربري»، «كارتييه»، «بولغاري»، «هيرميس» و«لويس فويتون»، فضلاً عن بيوت أزياء وشركات أخرى كثيرة، أطلقت هذا الشهر عطورًا بنكهات جديدة وقصص مخلوطة بخلاصات تستهدف دغدغة الحواس والارتقاء بالذائقة. فشهر سبتمبر (أيلول)، بالنسبة لنا بداية موسم جديد، وبالنسبة لصناع الجمال والترف يتطلب عطورًا تسجل هذه البداية بكل ما يدعو للتفاؤل والسعادة والتميز.
أغلبية الأسماء المذكورة أعلاه اختارت أماكن مثيرة لإطلاق عطورها، فـ«كارتييه» سافرت بضيوفها إلى جزيرة خاصة في أبوظبي، و«بولغاري» أخذتهم إلى بودابست، ومنها إلى البندقية على قطار الشرق السريع، بينما فضلت كل من «هيرميس» و«لويس فويتون» فرنسا، ودار «بيربري» لندن، تمسكًا بجذورها الفرنسية والبريطانية. القاسم المشترك بينها، باستثناء عطر «ماي بيربري» أنها من العطور المتخصصة والفاخرة، التي ترقى إلى مستوى الجواهر والأحجار الكريمة. «بولغاري» مثلاً أطلقت على عطرها «لا جيم إمبريال» (La Gemme Imperial)، لتعكس هذه الفخامة، وما تتضمنه القارورة من خلاصات نادرة تعبق بسحر يستحضر حضارات غنية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العطر ظهر في عام 2014، وكان موجهًا للمرأة، بينما هو هذا العام يتوجه إلى الرجل حتى لا يشعر بأنه متجاهل. اختارت الدار لهذه المهمة العطار المعروف جاك كافالييه، الذي كان أهلاً لها. فقد سافر إلى عدة وجهات من العالم، وغاص في كتب التاريخ لكي يعيش قصص المغامرات والفاتحين، كما تتبع طرق الجواهر والبخور والمسك والعنبر من دون أن ينسى أن يعرج في طريقه على حدائق غناء وخفية ألهمت تحفًا، تجسدت في 6 عطور، كل واحد منها مستوحى من جوهرة أو حجرة كريمة أو قصة فاتح مغوار، كأنها تُذكرنا بتاريخ الدار.
«بيربري» بدورها طرحت نسخة جديدة لعطرها الأيقوني «ماي بيربري»، أبدعه لها عطارها المفضل، فرانسيس كيركدجيان، واختارت له وجهًا حسنًا ليُروج لها، هو الممثلة ليلي جميس. أهم ما يميز هذا العطر أنه يعود إلى جينات الدار، وتحديدًا معطف «الترانش» الأيقوني المصنوع من الغبردين، ولم تبخل عليه بباقة من أزهار الياسمين ورحيق الخوخ مع نفحات من العنبر ونغمات ورود قوية، من بينها الباتشولي.
بيد أن المثير هذا الموسم هو دخول دار «لويس فويتون» صناعة العطور بكل قوتها وإمكانياتها. فبينما تتمتع كل من «كارتييه»، و«بولغاري»، و«هيرميس» و«بيربري» بتجارب لا بأس بها في هذا المجال، مع تفاوت في السنين والخبرة، فإن «لويس فويتون» ظلت بعيدة عنه لحد الآن، وآخر عطر حمل اسمها كان منذ 70 عامًا تقريبًا، باسم «أو دو فواياج»، فيما كان أول عطر لها باسم «أوغ دابسونس»، أي ساعات الغياب في عام 1927 في عهد ثالث وريث للويس فويتون، غاستون. وهذا ما يجعل عودتها إلى هذا الجانب الآن مثيرًا للتساؤل. هل هو بدافع تسجيل حضورها فيه بعد أن فرضت اسمها في مجالات الأزياء والإكسسوارات وغيرها، وأصبح زبائنها المنتشرون في كل أنحاء العالم يتوقعونه منها؟ أم لأنه قطاع مضمون الأرباح من شأنه أن يعوضها عن أي خسارة قد تتعرض لها في القطاعات الأخرى بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي عمومًا، والصيني والروسي خصوصًا؟ في ظل كل الاضطرابات الجيوسياسية وتقلب أسعار الصرف وتداعياتها السلبية على سوق السلع الفاخرة، ظلت سوق العطور بمنأى عن الخطر تُسجل أرباحًا قياسية في كل موسم. فمن المتوقع أن تصل المبيعات العالمية من العطور الفاخرة إلى أكثر من 29 مليار دولار هذا العام، وأن تنمو بمعدلات تتراوح بين 3 و4 في المائة سنويًا حتى عام 2020، حسب تقديرات مجموعة «يورومونيتور إنترناشونال» للأبحاث. وهذا وحده يكفي للاستثمار فيها. الذكاء في العملية التي تقوم بها البيوت الكبيرة، من «لويس فويتون»، و«كارتييه»، و«بولغاري»، و«ديور»، و«هيرميس» وغيرها، أنها تتوخى الاختلاف والعوم عكس التيار التجاري، بتركيزها على الحرفية في سوق أصيبت بالتخمة، والجميع دخلوه في محاولات مستميتة لاقتطاع حصة منه. ففي كل شهر تقريبًا يُطل علينا عطر باسم جديد يحقق النجاح المطلوب منه، قبل أن نكتشف أنه لا يختلف عما سبقه. وربما هذا ما قصده مايكل بورك الرئيس التنفيذي لدار «لويس فويتون» عندما قال في لقاء أجراه أخيرًا، إن الدار تطمح أن تعيد لصناعة العطور بريقها القديم وروحها العابقة بالصدق والاحترافية. «لقد فقدت العطور روحها.. فإنتاجها بكميات كبيرة، كذلك التسويق المفرط لها، أفقدها شخصيتها المتميزة». أشار أيضًا إلى أن هناك فرصة كبيرة للنمو والارتقاء بهذا القطاع «في حال تم تصوره وتسويقه بطريقة صحيحة مبنية على أسس تحترم تقاليد الماضي، مهما استغرق صنعها من الوقت وتطلب من الجهد».
هذه الأسس حسب ترجمة الدار تجسدت في عنصرين؛ الأول أن يكون لها عطارها الحصري الخاص، والثاني في أن يكون لها مقر رئيسي في مدينة غراس، عاصمة صناعة العطور الفرنسية. فقد وجدت أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يُمكنها من خلالها أن تكتب فصلاً جديدًا من تاريخها يتماشى مع فلسفتها واستراتيجياتها بعيدة المدى. وهكذا أصبح جاك كافالييه بيلترود عطارها الخاص، و«لي فونتان بيرفوميز»، مقرها الرئيسي لصناعة عطورها. فهذه الأخيرة، مؤسسة متخصصة في إنتاج العطور منذ القرن الـ17، تحيطها مساحات واسعة من الحدائق المزدانة بأكثر من نافورة وما يزيد على 350 نوعًا من النباتات والأزهار، الأمر الذي يجعلها المكان المثالي لمثل هذه المغامرة.
فقد بدأت هذه المؤسسة عملها في إنتاج العطور في عام 1640، ثم تعرضت للإهمال طوال القرن الماضي، وكان من الممكن أن يطول إهمالها لولا تدخل الدار، وتوليها مهمة إصلاح المنشأة وتزويد المعمل الكائن بالدور الأعلى من البناية بأحدث المعدات. من جهة أخرى، كان مهمًا أن يتولى العطار المعروف، جاك كافالييه بيلترود، وهو من الجيل الثالث من عائلة تتنفس صناعة العطور في مدينة غراس، إدارتها بحرية تامة. فهو يتمتع بسمعة واسعة ويحظى باحترام في المنطقة. على الأقل هذا ما تشهد له به عطوره الناجحة التي نذكر منها «لو ديساي» من إنتاج إيسي مياكي، و«ميدنايت بويزون» من إنتاج «كريستيان ديور»، و«ستيلا» من إنتاج ستيلا مكارتني، إضافة إلى عطر «كلاسيك» لجان بول غوتييه، و«أوبيوم» الرجالي لـ«إيف سان لوران» وغيرها من العطور.
حسب رأي كافالييه، فإن حرص «لويس فويتون» أن يكون لها مقر خاص بمدينة غراس ليس نزوة أو استعراض قوة، بقدر ما هو ضرورة، «فالوجود في عاصمة العطور مهم جدًا، لأنها تحتضن أفضل العطارين، الذين توارثوا المهنة أبًا عند جد، فضلاً عن التنافس القوي بينهم، وهو ما يُحفز على الإبداع ويدعو إلى السرية أيضًا». وبالفعل فإنه على الرغم من الدعايات التي يقوم بها كثير من البيوت التي قامت بنفس العملية مثل «ديور» وغيرها فيما يتعلق بشرائها منشآت وبيوتًا خاصة بها، فإن سياجًا من السرية يُغلف العطور التي تمخضت عنها هذه الاستثمارات الضخمة، على الأقل وهي في طور التصنيع. أما المنافسة بين العطارين، التي يقصدها كافالييه، فتتمثل في الوصول إلى مكونات وخلاصات نادرة، والاجتهاد في استقطارها بتقنيات حديثة غير مسبوقة، للحفاظ على نكهتها وقوتها، والاستفادة من كل قطرة منها، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سعر عصارة الياسمين، مثلاً، تتجاوز 130.000 دولار، مقابل قنينة تحتوي على 35 أونصة فقط. أي أن قيمتها تفوق قيمة الذهب بثلاثة أضعاف تقريبًا.
«لويس فويتون» وحتى تكون عودتها قوية بعد 70 عامًا، أطلقت 7 عطور، تدخل فيها عناصر مميزة مثل الجلود، ومسك الروم وأزهار أخرى مستقطرة ومعالجة بطرق جد متطورة، عبأتها في قوارير كريستالية من تصميم مارك نيوسون.
فمن أجل التميز عن غيرها، ركزت بشدة على مفهوم الحرفية، ولم تبخل على عطارها بشيء، ما دام سيجعل هذا الجانب قويًا يُعبر عن ماضيها وطموحاتها المستقبلية.
وبما أنها فتحت الأبواب أمامه على مصراعيها، لكي يجول ويصول في العالم بحثًا عن مواد خام لم يتم استغلالها من قبل، فإنه بعينها لا يملك أي عُذر لعدم تحقيقه المبتغى منه. ولم يُخيب كافالييه آمالها فيه، فخلال رحلة إلى الصين، مثلاً اكتشف وفرةً من نباتات المانجوليا والفل، التي تستخدم عادة لإضافة النكهة إلى الشاي المحلي، شدت اهتمامه فحملها معه إلى معمله وأخضعها لتحسينات جعلتها قابلة للاستعمال في خلطاته الجديدة، عدا أنه عاد إلى تاريخ الدار وعلاقتها بالجلود، وبالتالي لم تغب رائحتها عن بالها ولم يتجاهلها في ابتكاراته.
فـ«لويس فويتون» تدين بكينونتها إلى الجلود، كونها تأسست على صناعة حقائب وصناديق السفر الجلدية وما شابهها للنخبة، كما أن هذه الجلود هي التي تحقق لها الأرباح متجسدة في الإكسسوارات، وتحديدًا حقائب اليد. الآن وبعد دخولها قطاع العطور، فقد تُصبح لها دجاجتان عوض واحدة تبيض لها ذهبًا.



ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.