هادي: نسعى لسلام جاد في اليمن بعيدًا عن ترحيل الأزمات

بحث مع المبعوث الأممي الجهود الدولية لحل الأزمة

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه مع ولد الشيخ في الرياض أمس
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه مع ولد الشيخ في الرياض أمس
TT

هادي: نسعى لسلام جاد في اليمن بعيدًا عن ترحيل الأزمات

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه مع ولد الشيخ في الرياض أمس
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه مع ولد الشيخ في الرياض أمس

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، مواصلة الحكومة الشرعية في السعي لتحقيق «سلام جاد يؤسس لمستقبل آمن للبلاد بعيدًا عن ترحيل الأزمات».
وقال الرئيس هادي خلال استقباله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الرياض أمس، إن الحكومة اليمنية حريصة على التعاطي الإيجابي مع الجهود والمساعي الرامية لتحقيق السلام والمرتكزة على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار رقم 2216. وأضاف الرئيس هادي: «مثلما برهنا خلال محطات السلام المختلفة بدءًا بجنيف وبيل في سويسرا، والكويت، فإننا دعاة سلام وتواقون له، لمصلحة بلدنا وشعبنا. سنظل كذلك نبحث عن السلام الجاد الذي يؤسس لمستقبل آمن لبلدنا بعيدًا عن ترحيل الأزمات من خلال السلام الذي لا يحمل في طياته بذور صراعات قادمة، وهذا ما استوعبه الإجماع والتوافق الوطني من خلال مخرجات الحوار الوطني في إطار يمن اتحادي عادل يحقق العدالة والمساواة والعيش الكريم». وثمن الرئيس اليمني «الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في إطار مساعيه الحميدة والمجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار لمصلحة الشعب اليمني».
بدوره، أفاد المبعوث الأممي بأن لقاءه مع الرئيس هادي يأتي في إطار مساعيه وجهوده لتنفيذ وتطبيق مرجعيات السلام وأفكار ومبادرات المجتمع الدولي في هذا السياق المستندة على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار2216. ولفت إلى الترحيب والتعاطي الإيجابي اللذين لقيتهما من الرئيس اليمني مع مساعي ومضامين السلام من خلال تجربة الفترة الماضية انطلاقًا من حرصه على حقن الدماء والتطلع إلى يمن آمن وعادل ومستقر.
في غضون ذلك، عقد وزراء في الحكومة اليمنية مؤتمراً صحافياً في القاهرة أمس تطرقوا فيه تطورات المشهد اليمني. واستعرض وزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحي الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية بحق المدنيين، ورصدتها الأمم المتحدة. وقال الأصبحي إن هناك 72 الف و355 حالة انتهاك لحقوق المدنين ارتكتبها الميليشيات تتوزع بين الاختفاء القسرى وتجنيد الاطفال ومصادرة حرية الرأى والتعبير والتعذيب داخل السجون حتى الموت والاعتداء على الممتلكات الخاصة. وكشف عن وجود 4410 حالة تجنيد للاطفال واجبارهم للذهاب الى المعسكرات.
من جانبه، أشاد وزير الإدارة المحلية اليمينة عبد الرقيب فتح، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، بالدور الذى قام به مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فى إغاثة ودعم ومساعدة الشعب اليمنى وانقاذه من الحروب الكارثية للحوثى وصالح. وقال ان اعادة تأهيل اليمن شعبا وارضا ومؤسسات يحتاج الى 15 مليار دولار قياسا على اربعة محافظات منكوبة.
وأضاف الوزير عبد الرقيب فتح أن ورشة العمل التى ققدت فى الرياض مؤخرا بشأن اعادة الاعمار جاءت تمهيدا لعقد مؤتمر دولى كبير يعقد فى مدينة شرم الشيخ، وافاد بانه تم اختيار مصر لدورها فى التحالف العربى. وتابع أن هناك 21 مليون يمنى يحتاجون للرعاية حيث يمثلون 82% من السكان، وخمسة مليون فى دول الجوار «بسبب فئة ضالة خارجة عن الاجماع اليمنى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.