الاقتصاد التونسي يخسر 4 نقاط على مستوى النمو سنويا بسبب «الفساد»

الاقتصاد التونسي يخسر 4 نقاط على مستوى النمو سنويا بسبب «الفساد»
TT

الاقتصاد التونسي يخسر 4 نقاط على مستوى النمو سنويا بسبب «الفساد»

الاقتصاد التونسي يخسر 4 نقاط على مستوى النمو سنويا بسبب «الفساد»

أكد شوقي الطبيب، رئيس الهيئة التونسية لمكافحة الفساد، أن الاقتصاد التونسي يخسر سنويا أربع نقاط من نسبة النمو الاقتصادي نتيجة الفساد وسوء التصرف. وقال: إن تلك الخسائر تتوزع بين نقطتين كنتيجة مباشرة للفساد المالي والاقتصادي، ونقطتين ناجمتين عن عدم تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة، والتصرف السليم في الموارد المالية والبشرية.
وقال الطبيب على هامش انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الخامس للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد أمس بالعاصمة التونسية تحت شعار «تفعيل آليات المساءلة للنهوض بالتنمية المستدامة في المنطقة العربية»، إنه لا يمكن مقاومة الفساد في تونس في ظل شلل يكاد يكون كليا للهيئة المكلفة بهذا الملف وفي ظل غياب إرادة سياسية واضحة المعالم تدعم تحركات الهيئة وبرامجها.
ويتواصل هذا المؤتمر العربي على مدى ثلاثة أيام، وتعقد الشبكة العربية على هامش المؤتمر اجتماعها العام الخامس، وتسبقه الجلسة العامة الثالثة لمجموعتها غير الحكومية، حيث ستتم مراجعة تقدم أعمال الشبكة وتحديد أولوياتها للفترة الممتدة بين 2016 و2017.
وتشارك في المؤتمر الوزاري العربي، 47 وزارة وهيئة حكومية وقضائية من 18 بلدا عربيا وعضوين مراقبين من البرازيل وماليزيا، بالإضافة إلى مجموعة غير حكومية مؤلفة من منظمات مستقلة فاعلة من المجتمع المدني والقطاع الخاص للأعمال والمجال الأكاديمي.
وفي السياق ذاته، قال كمال العيادي، الوزير التونسي السابق للوظيفة العمومية ومكافحة الفساد في تصريح إعلامي، إن الحرب على الفساد أصعب من الحرب على الإرهاب، في إشارة إلى تفشي هذا الداء في العاملات الاقتصادية والمالية وانتشاره بين مختلف أجهزة الدولة.
يذكر أن الشبكة تقوم بتيسير تبادل المعلومات والخبرات، وبناء القدرات ودعم تطوير السياسات العامة، وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وتعهد يوسف الشاهد، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في تونس، بالتصدي لظاهرة الفساد ووضعها ضمن أولويات العمل الحكومي. وتعدّ الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد الآلية الأبرز التي تختص في دعم البلدان العربية ضد الفساد بما يتفق مع الأولويات الوطنية وفق المعايير الدولية.
وبشأن ملف الفساد في تونس، أوضح رئيس الهيئة التونسية لمكافحة الفساد أن عدد الملفات الواردة على الهيئة خلال النصف الأول من السنة الحالية من مختلف الولايات (المحافظات) بلغ حدود 10048 ملفا، منها 3418 ملفا بالنسبة لولاية تونس العاصمة، تليها ولاية بن عروس بـ732 ملفا، ثم ولاية نابل بـ565 ملفا، وتتوزع بقية الملفات على بقية المحافظات.
كما وردت على الهيئة ملفات أخرى حسب الوزارات، منها 476 ملفا من وزارة الداخلية. واستدرك الطبيب ليشير إلى أن هذه الشكاوى الواردة على الهيئة لا تكشف بالضرورة حجم الفساد بالوزارة.كما ورد على الهيئة 203 ملفات من وزارة العدل، و258 ملفا من وزارة أملاك الدولة، و250 ملفا من وزارة الشؤون العقارية، و173 ملفا من وزارة الفلاحة (الزراعة)، إضافة إلى عدة ملفات أخرى من عدة وزارات تونسية.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».