واشنطن تدرج زعيم داعش في الصومال على قائمة الإرهاب

عبد القادر مؤمن.. نصب نفسه قائدا رغم افتقاره للخبرة القتالية

عبد القادر مؤمن
عبد القادر مؤمن
TT

واشنطن تدرج زعيم داعش في الصومال على قائمة الإرهاب

عبد القادر مؤمن
عبد القادر مؤمن

أدرجت واشنطن هذا الأسبوع الداعية الصومالي الأصل عبد القادر مؤمن الشهير بلحيته البرتقالية على قائمة الإرهاب ووصفته بأنه زعيم تنظيم داعش في شرق أفريقيا، وبأنه «إرهابي عالمي».
فيما يلي ما نعرفه عن هذا الرجل الخمسيني وما يمثله من تهديد»:
ولد عبد القادر مؤمن في منطقة بونتلاند الصومالية التي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي وعاش في السويد قبل أن ينتقل إلى بريطانيا في سنة 2000 ويحصل على الجنسية البريطانية.
في لندن وفي ليستر (وسط بريطانيا) اشتهر بخطبه الحماسية في المساجد ذات التوجه المتطرف ونشر عدة أشرطة فيديو على الإنترنت. يفيد جهاز المخابرات الداخلية البريطاني «إم آي 5» أن مؤمن كان يعرف محمد أموازي القاتل الشهير لدى تنظيم داعش المعروف باسم «الجهادي جون» ومايكل اديبولاجو أحد اللذين أدينا بقتل الجندي لي ريغبي في لندن في 2013. في 2010، سافر مؤمن إلى الصومال وانضم إلى حركة الشباب الموالية لجماعة القاعدة وهو ما حاول أموازي واديبولاجو أن يفعلاه من غير أن يتمكنا من تحقيقه. قيل إنه بعد وصوله قام بحرق جواز سفره البريطاني ثم انخرط في أنشطة الدعاية لدى الشباب. عنه يقول مدير مركز ساهان البحثي في كينيا مات برايدن إنه كان «منظرا وليس قائدا عسكريا». أرسل مؤمن إلى منطقة صومالي لاند الجبلية الشرقية المحاذية لبونتلاند في 2012 لشحذ همم المقاتلين تحت إمرة أمير الشباب في المنطقة وزعيم عشيرة ورسنجيلي محمد سعيد اتوم.
استسلم اتوم للحكومة الصومالية في 2014 وتسلم مؤمن قيادة فصيل بونتلاند الذي اعتبر على الدوام فصيلا معزولا لبعده عن الحركة المركزية للشباب في جنوب الصومال.
في جبال غوليس الوعرة، نصب مؤمن نفسه قائدا رغم افتقاده للخبرة القتالية وأعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مبايعته لتنظيم داعش مع مجموعة من المقاتلين في رسالة صوتية. في الأشهر التالية، هاجم مقاتلون موالون للشباب مجموعته الصغيرة وقالت وسائل الإعلام المحلية إنه هرب. لا تزال دوافع مؤمن غير واضحة. وتقول المجموعة الدولية للأزمات إن تواريه عن الأنظار قد يكون محاولة «استباقية لإعلان زعامته الروحية للفرع المقبل لتنظيم داعش في الصومال». لم يحصل مؤمن على الكثير من الدعم بعد مبايعته تنظيم داعش سواء بالرجال أو المال أو العتاد إذ يعتقد معظم المراقبين أن أتباعه هم بين 20 و100 شخص معظمهم من عشيرة مجرتين التي ينتمي إليها.
قالت واشنطن إن مؤمن وسع مجموعته من خلال «خطف أطفال بين العاشرة والخامسة عشرة وتشريبهم الفكر المتطرف وإرغامهم على القتال تحت إمرته». ولكن هذا لن يمكنه من انتزاع أراض من سيطرة الشباب. وظهر مؤمن في أبريل (نيسان) في شريط فيديو في معسكر تدريب صغير مع عدد قليل من مؤيديه يضعون أغطية للرأس ويرتدون قمصانا طويلة رمادية اللون ويحملون بنادق وأسلحة رشاشة وقاذفات مضادة للدروع. حمت وعورة وعزلة جبال غوليس مؤمن من المصير الذي انتهى إليه المنشقون الآخرون عن الشباب الذين طاردهم الفرع الأمني في مخابرات الشباب وقتلهم أو أرغمهم على مغادرة الصومال. نجحت مخابرات الشباب حتى الآن في إفشال محاولات تنظيم داعش للسيطرة على الجماعات المتشددة في شرق أفريقيا. وفي مقال نشره معهد هدسون البحثي في واشنطن يقول الباحثان ديفيد غارتنشتاين وناتانيال بار إن تنظيم داعش لديه «موطئ قدم صغير في الصومال» تحت إمرة مؤمن.
ويبدو أن إدراج مؤمن على لائحة الإرهاب يجعل منه هدفا محتملا لغارة أميركية. ورغم ضعف أدائه وحصيلته، يقول محللون إنه لا ينبغي التقليل من شأن مجموعته الناشئة. ويقول برايدن إن «قدراته على التوسع محدودة، لكن الأمر محتمل».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.