إسرائيل تستعد لاستقبال بعثة من الجنائية الدولية بشأن حرب غزة

نتنياهو: لم أتخذ قرارًا بحضور اجتماع مع عباس برعاية روسيا

المصور الفلسطيني نضال عشطية يتلقى الإسعافات الأولية بعد اصابته خلال مواجهات في كفر قدوم أمس (أ.ف.ب)
المصور الفلسطيني نضال عشطية يتلقى الإسعافات الأولية بعد اصابته خلال مواجهات في كفر قدوم أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستعد لاستقبال بعثة من الجنائية الدولية بشأن حرب غزة

المصور الفلسطيني نضال عشطية يتلقى الإسعافات الأولية بعد اصابته خلال مواجهات في كفر قدوم أمس (أ.ف.ب)
المصور الفلسطيني نضال عشطية يتلقى الإسعافات الأولية بعد اصابته خلال مواجهات في كفر قدوم أمس (أ.ف.ب)

أعلن مسؤول إسرائيلي أمس أن إسرائيل تستعد لاستقبال بعثة من المحكمة الجنائية الدولية، تمهيدا لتحديد ما إذا كانت المحكمة ستفتح تحقيقا في اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها على قطاع غزة صيف 2014.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية «ستكون هذه زيارة غير مسبوقة لفريق العمل الذي سيصل قريبا»، مضيفا أن هذه الزيارة «تهدف إلى تعريف فريق المحكمة الجنائية الدولية بكيفية عمل النظام القضائي الإسرائيلي». ورفض المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على هذا الموضوع. وتأتي هذه الزيارة بناء على طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا.
وبحسب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإنه على فريق المحكمة أن يتأكد أن الدولة المعنية غير راغبة، أو غير قادرة على ملاحقة القضية قبل أن تفتح المحكمة الدعوى المتعلقة بجرائم الحرب.
وستسعى إسرائيل إلى إقناع فريق المحكمة الجنائية الدولية بأنها حريصة على إحقاق العدالة لجهة اتهامها بأنها استخدمت القوة المفرطة خلال حربها على قطاع غزة بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2014.
ولم يوضح المسؤول ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بدخول فريق المحكمة إلى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، خصوصا أن إسرائيل تسيطر على كل المعابر الفلسطينية، باستثناء معبر رفح بين غزة ومصر.
وأثارت السلطة الفلسطينية غضب إسرائيل عندما طلبت من المحكمة الجنائية الدولية عام 2015 التحقيق في اتهام الدولة العبرية بارتكاب جرائم حرب خلال حرب غزة في 2014، علما بأن الحرب في قطاع غزة استمرت خمسين يوما وأسفرت عن مقتل 2251 فلسطينيا، بينهم 551 طفلا وفق الأمم المتحدة، إضافة إلى مقتل 73 إسرائيليا معظمهم جنود. وقد رفضت إسرائيل التي لم توقع معاهدة إنشاء المحكمة، بشدة المساعي الفلسطينية لفتح هذا التحقيق. لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا: إنهم سيتعاونون مع الفريق.
من جهة ثانية، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لم يتخذ بعد قرارًا بالمشاركة في الاجتماع الذي تسعى روسيا إلى عقده بمشاركته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في موسكو.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء مساء أول من أمس خلال لقائه ممثلين عن وسائل الإعلام في الوسط العربي حسبما ذكرت أمس الإذاعة الإسرائيلية.
وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأنه يستطيع الجلوس مع عباس لوحدهما وحل القضايا العالقة، موضحا أنه يريد دولة للشعب اليهودي يعيش فيها جميع الأطياف.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد ذكرت مؤخرا أن جهودا دولية وعربية كبيرة تبذل لعقد قمة بين عباس ونتنياهو في العاصمة الروسية موسكو برعاية الرئيس فلاديمير بوتين، إلا أن عباس لم يعط ردا نهائيا. وأوضحت المصادر أن عباس يشترط أولا تنفيذ إسرائيل التزاماتها القديمة، بما في ذلك الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين القدامى قبل عقد اللقاء. وأضافت أنه يريد أيضا تركيز كل الجهود الروسية والمصرية والأردنية، وأي جهود أخرى، ضمن المبادرة الفرنسية التي يفترض أن تتوج بعقد مؤتمر سلام دولي نهاية العام.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.