مخاوف من تطهير سياسي وإثني ترافق إجلاء النازحين من معضمية الشام

مخاوف من تطهير سياسي وإثني ترافق إجلاء النازحين من معضمية الشام
TT

مخاوف من تطهير سياسي وإثني ترافق إجلاء النازحين من معضمية الشام

مخاوف من تطهير سياسي وإثني ترافق إجلاء النازحين من معضمية الشام

خرج اليوم (الجمعة)، أكثر من 300 من أهالي مدينة داريا السورية الذين كانوا قد نزحوا إلى معضمية الشام المجاورة، متوجهين على متن حافلات إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق استكمالاً للاتفاق بين النظام السوري وفصائل المعارضة، وفق ما أفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية.
وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية، عشرات الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال وهم يخرجون سيرًا على الأقدام من معضمية الشام التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، حاملين أمتعتهم باتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثماني حافلات تنتظرهم وأقلتهم باتجاه مراكز إيواء مؤقتة في بلدة حرجلة في ريف دمشق.
وتولت عناصر من قوات النظام السوري تفتيش الحقائب والتحقق من ورود أسماء الأهالي في لوائح رسمية.
وقالت هويدا أثناء وصولها مع أولادها السبعة إلى نقطة تجمع الحافلات باقتضاب للوكالة: «نزحنا منذ نحو ثلاث سنوات من داريا إلى المعضمية، ومن المقرر أن نتوجه إلى منطقة الكسوة»، حيث تقع بلدة حرجلة. وأضافت: «نأمل أن نرتاح هناك أكثر من هنا».
وقال رئيس لجنة المصالحة في داريا مروان عبيد للتلفزيون الرسمي اليوم، إنّ خروج العائلات اليوم، يشكل «المرحلة الثالثة من اتفاق داريا».
ويأتي إجلاء المدنيين اليوم غداة انتقاد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا «استراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سوريا على غرار داريا. وقال للصحافيين في جنيف: «هل ينبغي أن نتجاهل واقع أنّ هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر (حمص) ومعضمية الشام؟»
في معضمية الشام، أعلن مسؤولون محليون العمل على اتفاق لإخراج مقاتلي الفصائل من المدينة في الأسابيع المقبلة.
وقال أحد مسؤولي لجنة المصالحة في المدينة أكرم الجميلي لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا إخلاء للمدنيين من المعضمية وكلهم سيبقون فيها»، موضحًا أنّ الوضع «مختلف كثيرًا عن داريا». وتابع: «منذ نحو ثلاث سنوات لا أحد يحمل السلاح»، مضيفًا: «السلاح موجود؛ لكنه مطمور»، لافتًا إلى أن «كل الدوائر والمؤسسات ستدخل المدينة بعد الانتهاء من تطبيق الاتفاق».
وتسيطر الفصائل المعارضة على مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام منذ مطلع عام 2013، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق هدنة فيها بعد نحو عام، مما أدّى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها. لكن الأمم المتحدة أعادت مطلع العام تصنيفها بالمحاصرة إثر تشديد قوات النظام حصارها على المدينة.
ويوضح أحد المسؤولين في لجنة المصالحة محمد رجا للوكالة أنّ الاتفاق يسري على «ألف مسلح» بحيث «يخرج من المدينة» كل من يرفض الاتفاق، أمّا من يوافق عليه، «فيخرج لتسوية وضعه ويسلم سلاحه»، متوقعًا أن يبدأ تنفيذ الاتفاق قبل عيد الأضحى على أن يستكمل خلال مدة شهر.
وحسب ناشط معارض في معضمية الشام، رفض الكشف عن هويته، تجري المفاوضات بين الطرفين «بحضور أربع ضباط روس»، مشيرًا إلى أن «طلب النظام الأساسي هو تسليم كل الأسلحة». وأضاف: «لا أحد يريد أن يغادر مدينته.. لم يتركوا لنا خيارات أخرى».
ونددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان باتفاقات التهدئة المحلية، معتبرة أنها «تؤدي إلى تطهير سياسي وإثني».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.