خطة للهدنة في حلب قبل عيد الأضحى.. يناقشها إردوغان في قمة العشرين

اتصال بين وزيري الخارجية التركي والروسي لبحث الملف السوري

صورة ملتقطة من بلدة كركميش على جنوب تركيا تظهر سحابة دخان تنطلق من جرابلس شمال سوريا قرب الحدود التركية نتيجة المعارك الدائرة هناك (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من بلدة كركميش على جنوب تركيا تظهر سحابة دخان تنطلق من جرابلس شمال سوريا قرب الحدود التركية نتيجة المعارك الدائرة هناك (أ.ف.ب)
TT

خطة للهدنة في حلب قبل عيد الأضحى.. يناقشها إردوغان في قمة العشرين

صورة ملتقطة من بلدة كركميش على جنوب تركيا تظهر سحابة دخان تنطلق من جرابلس شمال سوريا قرب الحدود التركية نتيجة المعارك الدائرة هناك (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من بلدة كركميش على جنوب تركيا تظهر سحابة دخان تنطلق من جرابلس شمال سوريا قرب الحدود التركية نتيجة المعارك الدائرة هناك (أ.ف.ب)

كشفت مصادر دبلوماسية عن أن تركيا بلورت خطة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب قبل حلول عيد الأضحى المبارك. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة تتشاور حاليا مع القوى الدولية الفاعلة والأطراف المختلفة المعنية بالوضع في سوريا عبر القنوات الدبلوماسية للتباحث حول هذه الخطة وضمان تأييدها ودعم تثبيتها.
المصادر أن اتصالات تجرى مع أطراف دولية كثيرة، وبشكل خاص مع واشنطن وموسكو، من أجل الاتفاق على الخطة وصيغة الهدنة المقرر إعلانها قبل العيد مشيرة إلى أنه لا توجد أي اتصالات مباشرة بين تركيا والنظام السوري في هذا الشأن. ولم تفصح المصادر عن بنود هذه الخطة، في حين أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين أن الرئيس رجب طيب إردوغان يشرف بنفسه على مساع رامية لإحلال وقف إطلاق النار في محافظة حلب السورية قبل حلول عيد الأضحى.
وكان كالين ذكر في مؤتمر صحافي في أنقرة، أول من أمس، أن تركيا تدعم جميع الجهود الهادفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب السورية، مؤكدا وجود مساع يبذلها إردوغان لإعلان وقف إطلاق النار. ونقل موقع «ترك برس» عنه إشارته إلى أن إردوغان سيطرح خطته حول وقف إطلاق النار في حلب على نظرائه خلال اجتماعات قمة الدول العشرين الصناعية التي ستعقد في الصين، حيث سيلتقي كلا من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما خلال القمة. وفي السياق ذاته، جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف مساء أول من أمس، لبحث التطورات الأخيرة حول الملف السوري إلى جانب العلاقات بين البلدين.
وقالت مصادر بالخارجية التركية إنه جرى خلال الاتصال تبادل الآراء فيما يخص المستجدات على الساحة السورية وتناولا في هذا الإطار المساعي الرامية إلى إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف الصراع وبدء المرحلة السياسية في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية، أن الوزير التركي قدم لنظيره الروسي معلومات حول عملية «درع الفرات» التي أطلقتها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي الأربعاء قبل الماضي في مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا. وعلى صعيد عملية «درع الفرات» واصلت تركيا إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى حدودها مع سوريا أمس حيث أرسل الجيش التركي دبابات وعربات مصفحة إلى المنطقة الحدودية المتاخمة لمدينة جرابلس. وتهدف هذه التعزيزات العسكرية إلى زيادة الإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية، فضلاً عن دعم قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بحسب مصادر عسكرية تركية.
كما أعلن الجيش التركي أن مدفعيته استهدفت 25 هدفا «إرهابيا» في قريتي زوغرة والكلية التابعتين لبلدة غندورة بريف مدينة جرابلس السورية بـ107 رشقات منذ صباح الثلاثاء وحتى مساء الأربعاء مؤكدا أنها حققت إصابات مباشرة.
وقال بيان صادر عن رئاسة الهيئة العامة لأركان الجيش التركي بأن عملية «درع الفرات» التي تنفذها وحدات القوات الخاصة في الجيش التركي وقوات التحالف الدولي في مدينة جرابلس السورية، مستمرة ضمن إطار حقوق تركيا التي تضمنها القوانين الدولية وحقها المشروع في الدفاع عن النفس الوارد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الأممية الصادرة بشأن مكافحة تنظيم داعش.
وذكر البيان أن عناصر الجيش السوري الحر قامت بتطهير 32 قرية ومنطقة سكنية من العناصر الإرهابية، منذ بدء عملية درع الفرات في 24 أغسطس (آب) الماضي وأن المدنيين بدأوا بالعودة إلى تلك القرى والمناطق بعد تهيئتها.
في السياق نفسه، ذكرت وكالة إدارة الكوارث الطبيعية التركية، أمس، أنها بدأت العمل لإيصال مساعدات إلى جرابلس.
وقالت الإدارة في بيان «الأولوية هي نقل إمدادات الغذاء الأساسية.. تعتزم الوكالة توصيل الدقيق وإصلاح المخابز في المدينة وهناك نقص في الخبز ومياه الشرب في البلدة حيث أخذت عناصر داعش كل شيء معها وهم يفرون من البلدة ومن بين ذلك معدات المخبز الرئيسي».
وذكر مكتب «أخبار سوريا» المعارض أن فصائل المعارضة مدعومة بالطيران والمدفعية التركيين وطيران التحالف الدولي، هاجمت أمس مواقع خاضعة لسيطرة تنظيم داعش غرب وجنوب غربي مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي. وقال إبراهيم الحمد المقاتل بصفوف المعارضة، إن «مواجهات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والتنظيم في قريتي زوغرة والكلية غرب جرابلس، وعلى أطراف قرية الصابونية جنوب غربي المدينة، في محاولة من المعارضة للسيطرة عليها، وذلك ضمن معركة (درع الفرات) التي أطلقتها الأخيرة مؤخرا». وفي السياق، أعلنت فصائل المعارضة المشاركة في معركة «درع الفرات»، أن بلدة الغندورة وقرى السويدة شمالي وعرب عزة وليلوة والفرسان ومزرعة الكنو وشعينة والصابونية شرقي والصابونية غربي وتل أغبر ورأس الجوز والبورنية ومزرعة محمد هلال، منطقة عسكرية، داعية المدنيين المقيمين فيها لإخلائها بشكل مؤقت حتى يتم انتزاعها من التنظيم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.