أحمر الشفاه.. محطات تاريخية

ظهر في عهد السومريين وزاد توهجه في القرن العشرين

من «غيرلان» بلون قرمزي  -  بلون الفوشيا من «لانكوم»  -  من «ديور» بلون المشمش  -  من «شانيل» بالوردي
من «غيرلان» بلون قرمزي - بلون الفوشيا من «لانكوم» - من «ديور» بلون المشمش - من «شانيل» بالوردي
TT

أحمر الشفاه.. محطات تاريخية

من «غيرلان» بلون قرمزي  -  بلون الفوشيا من «لانكوم»  -  من «ديور» بلون المشمش  -  من «شانيل» بالوردي
من «غيرلان» بلون قرمزي - بلون الفوشيا من «لانكوم» - من «ديور» بلون المشمش - من «شانيل» بالوردي

«عندما تشعرين بالحزن، أو تريدين الخروج من إحباط خلفته علاقة حب فاشلة، ضعي ماكياجك، ضعي أحمر الشفاه ثم اخرجي للعالم وواجهيه بثقة». هذا ما قالته كوكو شانيل منذ أكثر من 50 عاما، ولا يزال يُثبت صحته إلى يومنا هذا حسبما تؤكده أرقام المبيعات، وعدم توقف المرأة عن اللجوء إليه في كل المناسبات مهما تغيرت الأذواق والتوجهات. فقد اكتشفت عبر العقود، إن لم نقل القرون، أنه من الأسلحة القوية التي تُسعدها وتُجملها. فتمريرة واحدة منه، بلون متوهج، لا تغير مزاجها فحسب، بل أيضا مظهرها تماما. كوكو شانيل ليست الوحيدة التي انتبهت إلى أهميته وتغزلت به، فعندما طرحت شارلوت تيلبيري، مجموعتها الجديدة من الماكياج في موقع «نيت أبورتيه» مؤخرا، صرحت بأنه «السعادة معبأة في أنبوب».
وبالنظر إلى تركيباته، فقد يتخيل البعض أنه من الابتكارات حديثة العهد، لكن نظرة سريعة على تاريخه وتطوره عبر العقود، تأخذنا إلى قرون بعيدة.
- لم يظهر في القرن العشرين مع كوكو شانيل وبنات جيلها، فكتب التاريخ تشير إلى أنه ظهر في عهد السومريين، بين 1500 و3000 قبل الميلاد، حيث كانت المرأة تستعمله، وكان يأتي حينها على شكل صبغات.
- في القرن السادس عشر استعملته الملكة إليزابيث الأولى بلون أحمر قان، ليعكس بياض بشرتها.
- في عام 1884 تم ابتكار أول أحمر شفاه، بشكل تجاري، في باريس.
- في نهاية القرن التاسع عشر، بدأت شركة «غيرلان» في تصنيعه وتسويقه ليتحول إلى واحد من الأساسيات التي لا تستغني عنها المرأة، سواء كانت صبية في أول علاقة لها مع الماكياج، أو امرأة في التسعينات.
- في بداية العشرينات لم تستعمله المرأة للتجميل فحسب، بل أيضا وسيلة لتكسير التابوهات القديمة. فقد استعملته بشكل واضح خلال مطالبتها بحقها في الانتخاب عام 1912.
- في عام 1915 تم ابتكار أحمر الشفاه بشكله الأنبوبي، الأمر الذي جعل حمله واستعماله أكثر سهولة.
- في عام 1930 أخذته إليزابيث آردن إلى مرحلة جديدة، حين ابتكرته بألوان مختلفة عوض الاقتصار على الأحمر القاني فقط.
- في 1950، روجت النجمة مارلين مونرو للونه المتوهج مرة أخرى، ليصبح موضة كلاسيكية لا تعترف بزمن.
- في عام 1952، طلبت الملكة إليزابيث الثانية لونا خاصا بها ليتناسب مع الفستان الذي لبسته في حفل تتويجها، أطلق عليه «أحمر بالمورال».
- في الستينات، بدأت ألوانه الباستيلية والخفيفة، مثل المشمشي والوردي، تدخل الساحة؛ لأن المرأة أصبحت أكثر جرأة في تعاملها مع الموضة، وكذلك أكثر تحررا واستقلالية.
- في السبعينات ظهر باللون الأسود، تزامنا مع حركة الـ«بانكس» وتماشيا مع الأسلوب القوطي.
- في الثمانينات عاد الأحمر المتوهج والقاني إلى الواجهة، لكن سرعان ما توارى في التسعينات لصالح اللون البني، تماشيا مع الأسلوب الهادئ الذي ساد الموضة في تلك الحقبة.
- الآن كل الدرجات مقبولة، بما في ذلك درجات النيون التي تميل إليها صغيرات السن والشابات، فضلا عن الأحمر المائل إلى البنفسجي أو الأزرق وغيرها من الدرجات. وعلى الرغم من تطور مستحضرات التجميل فإنه لا يزال يحتل القائمة الأولى من حيث المبيعات والأهمية.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.