مقتل سائق مصري برصاص شرطي يعيد أجواء التوتر بعد سلسلة جرائم مماثلة

وسط تضارب بين الرواية الرسمية وروايات شهود العيان

مقتل سائق مصري برصاص شرطي يعيد أجواء التوتر بعد سلسلة جرائم مماثلة
TT

مقتل سائق مصري برصاص شرطي يعيد أجواء التوتر بعد سلسلة جرائم مماثلة

مقتل سائق مصري برصاص شرطي يعيد أجواء التوتر بعد سلسلة جرائم مماثلة

قتل سائق مصري شرق القاهرة أمس في مشاجرة مع شرطي، ما أعاد للأذهان سلسلة جرائم مماثلة العام الماضي تسببت في موجة احتجاجات، ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حينها لمطالبة الحكومة بتعديل قانون الشرطة للحد من تجاوزات أفرادها. وقال شهود عيان إن زملاء السائق القتيل أضربوا عن العمل، لكن سلطات الأمن مارست ضغوطا عليهم لفض الإضراب.
وتضاربت الأقوال بشأن أسباب المشاجرة فبينما قال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إن المشاجرة جاءت لخلاف على أولوية المرور بين سائقين تدخل على أثرها أمين شرطة في محاولة لفضها، قال زملاء للسائق القتيل إن أمين الشرطة المتهم في الواقعة تشاجر مع السائق بسبب تصادم سيارة السائق بسيارة أمين الشرطة.
وقدم مسؤول الإعلام في الشرطة رواية مختلفة عن الوقائع قال فيها إن «أمين الشرطة أطلق عيارا ناريا تحذيريا في الهواء من سلاحه الميري، أسفر عن إصابة قائد السيارة بطريق الخطأ، وأودت بحياته»، فيما كان يسعى لفض المشاجرة بين سائقين. وقال أحد السائقين العاملين بموقف الميكروباص في شارع 7 المجاور لمحطة مترو المعادي، إن سائق الميكروباص القتيل احتك أثناء قيادته بسيارة أمين الشرطة في منطقة صقر قريش، ما أدى إلى نشوب مشاجرة بينهما انتهت بإطلاق الشرطي الرصاص على السائق، ليستقر طلق ناري في رأسه.
وقالت مصادر قضائية إن النيابة العامة بدأت التحقيق في واقعة مقتل السائق، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية خلصت إلى أن سائق الميكروباص لقي حتفه في الساعات الأولى من الصباح بعد إصابته برصاصة استقرت في منطقة الرقبة. وقال مصدر أمني، إن أجهزة الأمن ألقت القبض على أمين الشرطة المتورط في الواقعة، مشيرا إلى أنه سيجري عرضه على النيابة للتحقيق معه.
وأعلن سائقو الميكروباصات بمنطقة المعادي الدخول في إضراب عن العمل، مطالبين بالقصاص لزميلهم. وقال أحد زملاء السائق القتيل إن ضباط شرطة احتجزوا عددا من السائقين للضغط على زملائهم لفض الإضراب ومواصلة العمل.
وانتشرت حافلات تابعة لهيئة النقل العام في المنطقة التي شهدت الأحداث في محاولة على ما يبدو للتقليل من أثر إضراب السائقين.
وقتل في فبراير (شباط) الماضي سائق بمنطقة الدرب اﻷحمر بالقاهرة برصاص أمين شرطة. ما تسبب في واحدة من أكبر المظاهرات الاحتجاجية في البلاد حيث حاصر المحتجون مبنى مديرية أمن القاهرة. كما شهدت مدينة الرحاب، في أبريل (نيسان) الماضي، مقتل بائع بعد مشادة بينه وبين أمين شرطة.
وقبل أيام أقر البرلمان المصري تعديلات على قانون الشرطة، لزيادة الانضباط في أداء أفرادها. من ضمن التعديلات: «حظر اللجوء إلى استخدام القوة أو استعمال الأسلحة النارية في غير الأحوال المصرح بها، أو التعسف في استعمال السلطة بين المواطنين اعتمادا على السلطات التي تخولها له الوظيفة العامة، وحظر الاحتفاظ بالسلاح الميري كعهدة شخصية والالتزام بتسليمه عقب انتهاء كل خدمة».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.