المشحن: مكاسب مشاركة الباطن في دوري المحترفين أكبر من «كرة قدم»

سكان محافظة الحفر يعيشون أجواء مختلفة في الموسم الكروي الجديد

فريق الباطن تنتظره منافسات حاسمة في الموسم الحالي لدوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)  -  فرحة عارمة لمسؤولي الباطن بعد الصعود (تصوير: سعد العنزي)
فريق الباطن تنتظره منافسات حاسمة في الموسم الحالي لدوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي) - فرحة عارمة لمسؤولي الباطن بعد الصعود (تصوير: سعد العنزي)
TT

المشحن: مكاسب مشاركة الباطن في دوري المحترفين أكبر من «كرة قدم»

فريق الباطن تنتظره منافسات حاسمة في الموسم الحالي لدوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)  -  فرحة عارمة لمسؤولي الباطن بعد الصعود (تصوير: سعد العنزي)
فريق الباطن تنتظره منافسات حاسمة في الموسم الحالي لدوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي) - فرحة عارمة لمسؤولي الباطن بعد الصعود (تصوير: سعد العنزي)

لم يكن حلم الصعود لدوري المحترفين السعودي حدثا عاديا بالنسبة لفريق الباطن الحاضر في محافظة حفر الباطن الحالمة والطموحة لمستقبل أكثر إشراقا والمقبلة على نهضة تنموية شاملة كحال كثير من محافظات السعودية، وتشهد المحافظة في الفترة الحالية حراكا كبيرا نظير المباريات التي تقام على ملعب النادي الجديد، حيث تتوافد الأندية الكبرى سيما الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب لمواجهة الفريق الذي شاءت الأقدار أن يكون حاضرا في دوري المحترفين بعد الإطاحة بفريق المجزل بسبب تهبيطه للثانية إثر تلاعبه بالنتائج الموسم الماضي.
يقول سعد المشحن رئيس مجلس إدارة غرفة حفر الباطن ورئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي وأكبر الداعمين له ماديا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: صعود الفريق لدوري المحترفين السعودي بدأت آثاره الإيجابية الكبيرة، حيث ارتفع عدد المشاريع التجارية التي ينتظر أن يبدأ الاستثمار فيها فعليا في المحافظة عدا مشاريع أنجزت فعليا في الفترة الأخيرة وباتت لديها خطة للتوسع والتنوع، خصوصا أن الرياضة تحديدا هي (مُلهمة الشباب) الذين يشكلون نسبة قد تفوق 70 في المائة في المجتمع، ولذا سيكون للاستثمارات الهادفة للشباب نصيب وافر وسيستفيد منها الجميع.
وأضاف: هناك ثلاثة مجمعات تجارية عملاقة تم الانتهاء من أجزاء منها مؤخرا، وهناك من هي قيد التأسيس والتشييد، بعضها يتفوق على نظراء له في مدن رئيسية، وهذا يؤكد أن هناك نظرة تجارية متفائلة جدا بحفر الباطن، وبكل تأكيد ومن خلال منظور رياضي وتجاري مشترك وخبرة أمتلكها وليست مجاملة، كان لصعود الفريق الكروي الأول لدوري المحترفين دور فعال في ذلك، لأنه كما ذكرت الرياضة تمثل الكثير للشباب، كما أنها تمثل أيقونة لأي منطقة كانت، هناك مناطق ومحافظات لم يكن لها اسم معروف إلا من خلال أنديتها المميزة في لعبة كرة القدم تحديدا، وبروز لعبة كرة القدم يفتح آفاقا استثمارية كبيرة تتجاوز المستوى التجاري لتصل إلى تعزيز المكانة السياحية، خصوصا أن الإعلام يتركز أكثر في هذه المناطق التي يبرز فيها أندية كروية وبالتالي الفائدة تعم الجميع، والحركة الاقتصادية في مقدمة المستفيدين.
وعن الدعم الذي يمكن أن يستفيد منه نادي الباطن تحديدا من صعود الفريق، قال: بكل تأكيد سيكون هناك دعم أكبر وإن تأخر قليلا، ولكن كما يعلم الجميع أن إعلان الصعود تأخر في الأصل حتى قبل انطلاقة الدوري منتصف أغسطس (آب) الحالي بأسبوع تقريبا، ولذا لم يكمل الفريق حتى الشهر بين الكبار، فعلا هناك نشاط كبير تجاه دعم النادي، وسيكون هناك تشكيل لمجلس أعضاء الشرف للنادي، وسيرى الجميع حجم النتائج الإيجابية في هذا الجانب.
وأضاف: يعتبر إنجاز صعود الباطن حدثا تاريخيا وإنجازا استراتيجيا ومكسبا لا يمكن التفريط به ولن يكون حدثا عابرا، نفرح له لأيام ثم نتركه وقت الحاجة للصمود في وجه كل الصعوبات، لدينا عزيمة كبيرة في عدم التفريط في هذا المكتسب، كما ذكرت أنا أتحدث عن كوني اقتصاديا وفي مكان مسؤول، وكذلك كرياضي وفي مكان مسؤول بنادي الباطن، هذا منجز لن نفرط به وسنسعى بكل ما نستطيع للمحافظة عليه، يهمنا في الموسم الأول البقاء فقط وفي المواسم اللاحقة يمكن أن يتسع طموحنا.
وشدد على أن جماهير الباطن ذواقة ولها حضور فعال دائما في مباريات الفريق حتى وهو في دوري الأولى ولذا الجميع يراهن عليها، من جانب آخر نحن قريبون من دولة الكويت الشقيقة، وهذا يعني أن هناك عددا لا يستهان به من الجماهير الكويتية ستحضر لمباريات الفريق في حفر الباطن وخصوصا أمام الفرق الكبيرة، وأحب أن أؤكد في هذا الجانب أن الرياضيين الكويتيين تحديدا سيكونون أصحاب (مكان) وسنفرغ لهم العدد الذي يكفيهم من المدرجات في حال قرروا الحضور للمباريات الكبيرة، وهذا عهد وليس للاستهلاك الإعلامي.
وصعد الباطن رسميا للدوري السعودي للمحترفين مستفيدا من نتائج التحقيقات التي أجرتها الهيئة العامة للرياضة ولجنة الانضباط بالاتحاد السعودي بشأن التلاعب في مباريات دوري الدرجة الأولى للموسم المنصرم، والتي أصدرت من خلالها لجنة الانضباط قرارات بهذه القضية، ثم أيدتها لجنة الاستئناف التي لجأ إليها نادي المجزل الذي يعتبر أكثر الخاسرين في القضية.
وخاض الباطن الذي يطلق عليه عشاقه (السماوي) مباراتين في دوري المحترفين السعودي الأولى أمام الهلال وخسرها بهدفين والثانية أمام الشباب وفاز بهدف وحيد قبل فترة التوقف الحالية للدوري.
ويشدد عدد من المسؤولين بحفر الباطن يتقدمهم رئيس النادي ناصر الهويدي على أن الصعود ليس حدثا عاديا وعابرا، لعدة اعتبارات أولها أن هذا النادي يقع في محافظة حالمة، وتبحث عن إنجاز على الصعيد الرياضي يرفع ركنا إضافيا من أركانها النهضوية في عدة مجالات، حيث إن كرة القدم هي محبوبة الجميع وتحظى بالشعبية الأولى في العالم وفي السعودية كذلك لا يمكن أن يطغى على حبها لعبة أخرى.
وقال الهويدي لـ«الشرق الأوسط»: النهضة في محافظة حفر الباطن لن تقتصر على المجال الرياضي بل إنها ستتخذ منحنيات أخرى، خصوصا من الجانب الاقتصادي والإعلامي من خلال التعريف بهذه المحافظة كما حصل مع أندية كانت السبب في شهرة المدن التي تنتمي إليها بعد تألقها على مستوى كرة القدم، حيث توجد عدة أمثلة ومنها على الصعيد العالمي فريق ليستر سيتي الإنجليزي كما أحب الهويدي نفسه أن يطرح مثلا في هذا الجانب.
وعزز الهويدي حديثه عن الجانب الاقتصادي: صعود الباطن لدوري المحترفين سيحدث نقلة كبيرة للمحافظة على الأصعدة كافة ومن بينها الاقتصادية، حيث سيكون هناك انتعاش كبير في المجال التجاري على اعتبار أن كرة القدم على مستوى العالم مصدر رئيسي في تنشيط التجارة، وسيزداد شغف وحب الأهالي بكرة القدم، وكذلك سيزورها كثيرون من أجل حضور المباريات عدا التسليط الإعلامي على المحافظة سواء الإعلام المرئي أو المسموع أو المرئي أو غيره من الوسائل الحديثة.
ويعتبر عدد سكان محافظة حفر الباطن كبيرا ويتجاوز نصف مليون نسمة من السعوديين فقط حسب إحصاءات رسمية، كما أن لأهاليها روابط أسرية وثيقة مع أهالي دولة الكويت المجاورة مما يعني أن الكويتيين أيضا سيستفيدون أيضا من صعود الباطن لدوري المحترفين السعودي، وستكون هناك فرصة كبيرة لحضور المباريات الكبيرة على وجه الخصوص من خلال السفر برا، عدا كون هناك محافظات قريبة ستكون الفرصة مواتية لأهاليها لحضور المباريات، وهذا بكل تأكيد سيكون له آثار اقتصادية كبيرة من خلال افتتاح المحلات والمعارض سواء الرياضية أو غيرها.
وبالحديث عن حفر الباطن المحافظة فهي تقع شمال شرقي السعودية، تبعد عن العاصمة الرياض قرابة 500 كم، وبمسافة مقاربة تبعد عن مدينة الدمام المركز الإداري في المنطقة الشرقية ولكنها تتبع إداريا إلى المنطقة الشرقية، ويوجد بها مطاران الأول مطار مدينة الملك خالد العسكرية، والثاني مطار حفر الباطن بالقيصومة ويبعد قرابة 70 كم عن قلب المحافظة.
ومع كل هذا، العوامل التي ترشح أن يكون لمباريات فريق الباطن حضور جماهيري كبير لن تسعه بكل تأكيد عدد المقاعد الحالية في الملعب الرئيسي للنادي، حيث إن عدد المقاعد الحالية لا يتجاوز 6500 مقعد، وهناك موافقة من رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد برفع السعة الاستيعابية 3 آلاف مقعد إضافية ليصل عدد المقاعد إلى 9500 مقعد، حيث إن نادي الباطن يعتبر من الأندية الحديثة التي افتتحها رئيس الهيئة العامة للرياضة منذ قرابة الثلاثة أشهر فقط.
وهناك جانب يعتبره بعض المتابعين أمرا سلبيا ومثيرا لمخاوف غالبية أندية الدوري السعودي للمحترفين وهو أرضية ملعب الباطن الذي تغطيه نجيلة العشب الصناعي لكن هذا الأمر يعتبره الهويدي لا يستدعي القلق بالقول: العشب الصناعي مميز جدا ومواصفاته عالمية، وقد خضنا مباريات أمام فرق في دوري المحترفين على الملعب نفسه ولم تشك، بل العكس هناك فكرة في الغالب تكون مسبقة قد يجانبها الصواب، وسبق لعدة أندية توجد في الدوري السعودي للمحترفين ولم تشك من الأرضية.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.