الإمارات تتكفل بعلاج 1500 جريح حرب يمني

في مستشفياتها الداخلية وأخرى بالسودان والهند

الإمارات تتكفل بعلاج 1500 جريح حرب يمني
TT

الإمارات تتكفل بعلاج 1500 جريح حرب يمني

الإمارات تتكفل بعلاج 1500 جريح حرب يمني

أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، التكفل بعلاج 1500 جريح يمني، ممن تأثروا جراء الحرب اليمنية في مستشفيات الإمارات والسودان والهند، وذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس البلاد، ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت الإمارات، أمس، إن هذه الخطوة تأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه في اليمن للتخفيف من معاناتهم والوقوف إلى جانبهم، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تواجههم جراء الأزمة التي تشهدها بلدهم.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية «وام» فإن هيئة الهلال الأحمر وفرت الوسائل كافة لنقل الجرحى إلى المستشفيات المعتمدة بشكل فوري بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، وأوضحت أن أصحاب الحالات الحرجة البالغ عددهم 50 مصابا سيتم نقلهم إلى مستشفيات الإمارات لتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لهم، في حين سيتم نقل 1450 مصابا إلى مستشفيات السودان والهند لتلقي العلاج وفقا لبرنامج تم إعداده بهذا الخصوص وبناء على التقييم الصحي لكل حالة من الحالات.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس، يتلقى الجرحى حاليا العلاج في المستشفيات اليمنية، ونظرا لما يعانيه القطاع الصحي في اليمن من ضعف الإمكانات الطبية والكوادر الصحية، تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بعلاج هذه الحالات، وذلك استمرارا لدور الإمارات الداعم الحكومة اليمنية الشرعية والشعب اليمني وهو الدعم الذي لم ينقطع يوما عن اليمن وشعبها.
وستتحمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أيضا تكاليف المرافقين الصحيين للجرحى، لضمان تهيئة الظروف الصحية والنفسية كافة للجرحى ضمن برنامج الدعم النفسي والمعنوي، الذي توفره الهيئة للحالات التي تتكفل بعلاجها.
وتعمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على رفد القطاع الصحي اليمني بالمساعدات اللازمة لتذليل الصعوبات التي يواجهها القطاع، حيث يتواجد ممثلو الهيئة، بشكل متواصل في مختلف المناطق اليمنية لتقييم الاحتياجات والمستلزمات التي تمكن الأشقاء في اليمن من تخطي هذه المرحلة من تاريخ بلدهم وتحقيق تطلعاتهم في العيش باستقرار وسلام بعد ما خلفه المتمردون على الشرعية من دمار البنية التحتية وتهديد السلم الأهلي.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد تكفلت سابقا بعلاج كثير من الجرحى اليمنيين وسيرت كثيرا من القوافل الطبية والإغاثية دعما للأشقاء في اليمن، حيث تقدم الإمارات جميع أنواع الدعم التنموي للحكومة اليمنية الشرعية والإغاثة للشعب اليمني.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.