نسبة عالية من الفلسطينيين والإسرائيليين تؤيد حل الدولتين

نسبة عالية من الفلسطينيين والإسرائيليين تؤيد حل الدولتين
TT

نسبة عالية من الفلسطينيين والإسرائيليين تؤيد حل الدولتين

نسبة عالية من الفلسطينيين والإسرائيليين تؤيد حل الدولتين

على الرغم من هبوط نسبة المؤيدين لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما زالت أكثرية واضحة من اليهود في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، تؤيد هذا الحل. وتزداد نسبة التأييد أكثر، إذا ما جاء الحل المنشود، في إطار تسوية إقليمية تفضي إلى سلام شامل بين إسرائيل والعرب.
أظهرت ذلك نتائج استطلاع رأي فلسطيني - إسرائيلي مشترك، أجراه كل من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في القدس الغربية، برئاسة يغئال كمون، والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة في رام الله برئاسة د. خليل شقاقي، ونشر أمس في المدينتين في أن واحد. وتدل نتائج الاستطلاع على أن 51 في المائة من الفلسطينيين و53 في المائة من اليهود القاطنين في إسرائيل لا يزالون يؤمنون بحل الدولتين.
جرى هذا المسح الاستطلاعي، باستجواب نحو آلاف مواطن من كل طرف، يمثلون الطرفين. وظهر من خلاله، أنه كلما تم الدخول في تفاصيل التسوية، انخفضت نسبة المؤيدين. فقد أعرب 39 في المائة فقط من الفلسطينيين و46 في المائة من الإسرائيليين (39 في المائة من اليهود و90 في المائة من العرب)، عن دعمهم لـ«رزمة الترتيبات السياسية» المؤسسة على جولات المفاوضات السابقة. والمقصود هنا، هو الرزمة التي تشمل إقامة دولة فلسطينيّة منزوعة السلاح؛ وانسحاب إسرائيل إلى ما وراء الخط الأخضر، (وهو خط الهدنة في أعقاب نكبة 1948)، بما يشمل تبادل مناطق حسب الحاجة؛ وعودة 100 ألف لاجئ فلسطيني إلى تخوم إسرائيل في إطار لم شمل العائلات؛ القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين (أما الحي اليهودي وحائط المبكى (في القدس الشرقية)، فيبقيان تحت السيادة الإسرائيلية، فيما يمنح الحي الإسلامي والمسيحي والمسجد الأقصى للفلسطينيين)؛ وهذا كله إلى جانب الاتفاق على إنهاء الصراع وإنهاء المقاضاة المتبادلة في المحاكم الدولية.
وقد عقّب رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، النائب أيمن عودة، على هذه النتائج قائلاً: «إن نتائج هذا الاستطلاع توضح لنا بأنه ورغم كون الحكومة الإسرائيلية تحاول خلق يأس مطلق من إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي، فما زالت أغلبية الإسرائيليين والفلسطينيين داعمة لاتفاقية سلام ولحل مرتكز إلى مبدأ دولتين لشعبين. إن هذا الاستطلاع أيضًا يحطم مجددًا نظرية (ما من شريك) التي يكرر نتنياهو استخدامها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.