سوق العقار السعودية تفقد 20% من قيمة صفقاتها خلال أسبوع

القطاع التجاري يضغط على المؤشر العام بعد انخفاض مبيعاته للمرة الأولى بمعدل 42%

شمل الانخفاض على الصفقات ذراعي السوق «السكني والتجاري» على حد سواء (تصوير: خالد الخميس)
شمل الانخفاض على الصفقات ذراعي السوق «السكني والتجاري» على حد سواء (تصوير: خالد الخميس)
TT

سوق العقار السعودية تفقد 20% من قيمة صفقاتها خلال أسبوع

شمل الانخفاض على الصفقات ذراعي السوق «السكني والتجاري» على حد سواء (تصوير: خالد الخميس)
شمل الانخفاض على الصفقات ذراعي السوق «السكني والتجاري» على حد سواء (تصوير: خالد الخميس)

سجل القطاع العقاري السعودي منحنى جديدا في عمليات انخفاض قيم الصفقات العقارية المحلية الأسبوعية، لتصل إلى 4.3 مليار ريال (نحو 1.15 مليار دولار) بفروعه وأنشطته كافة. وشمل الانخفاض ذراعي السوق السكني والتجاري على حد سواء، لكن الانخفاض في القطاع التجاري كان الأكبر بنسبة 42 في المائة، في حين لم يتجاوز الانخفاض في القطاع السكني 2.1 في المائة.
ويفتح هذا التطور بابًا آخر للتكهنات في ظل انخفاض الإقبال على العقارات التجارية، التي ظلت حتى وقت متأخر تحقق نتائج جيدة وشبه مفصولة عمّا يحدث في الفرع السكني الذي يواصل الهبوط؛ إذ انخفض الطلب على الأخير منذ فترة طويلة خصوصًا مع إقرار نظام رسوم الأراضي البيضاء وتطبيقها؛ الأمر الذي أعاد بلورة القطاع العقاري ككل، وبدأ في ترتيبه من جديد بأنشطته كافة.
وأوضح عقاريون أن هذا الانخفاض في الطلب خصوصًا في القطاع التجاري، مؤثر جدًا في مسيرة العقار المحلي الذي طالما عانى ارتفاع قيمته، ما من شأنه أن يفتح أبوابًا أوسع فور بدء دفع الرسوم، وهو الذي يراهن عليه الراغبون في التملك ممن ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور فور بدء دفع الرسوم، خصوصًا أن القطاع لا يزال يشهد انخفاضات متتالية في الأداء مدعومًا بالعزوف الكبير؛ نظرًا للفجوة الكبيرة بين أسعار البائعين وقدرة المشترين، كما أن السوق موعودة بمزيد من الانخفاضات حتى تتم إعادة الأسعار لما كانت عليه.
وأكد طارق آل شهيل، العضو المنتدب لشركة تقادم العقارية، أن مستويات الانخفاض كبيرة وليست محدودة قياسًا ببدء تطبيق رسوم الأراضي البيضاء، لكنها تعد مؤشرًا مهمًا للمستقبل الذي سيكون عليه القطاع العقاري، خصوصًا أن المؤشرات العقارية ثابتة ومن الصعب جدًا أن تتحرك إلا في مجال الارتفاع، ما يعني أن الانخفاض الحاصل في الطلب والقيمة معًا كان من السيناريوهات شبه المستحيلة، لكن الواقع الجديد سيجبر الشركات على التعاطي مع الحالة الجديدة وهي الانخفاض الذي سيدفع بالسوق نحو تحقيق أرباح، عبر كميات كبيرة من حركات البيع والشراء بأرباح قليلة؛ وليس الاعتماد على فائدة كبيرة من بيع قطع صغيرة من الأراضي، وهو النوع الأكثر انتشارا الآن، في الوقت الذي يعاني فيه السوق بجميع قطاعاته العزوف وتوقف معظم مشاريع شركات التطوير.
وتطرق آل شهيل إلى التخوف الذي يسود بعض المستثمرين في القطاع حول قرب الانخفاض الحقيقي الذي سيحدث مفاجأة كبيرة وسيهبط اضطراريًا بالأسعار، وهو أمر يرونه كارثيًا، ولذلك فإن التنازل عن بعض المكسب خير من فقد مكاسب أكبر قد يفرضها الواقع في القريب العاجل.
وتابع أنه «من المعلوم أن انخفاض أسعار الأراضي هو المؤشر الأول لقرب نزول أسعار العقار عمومًا، خصوصًا أن ارتفاع قيمة الأراضي هو المتسبب الرئيس في ارتفاع العقار بشكل عام»، معتبرًا أن العقار سيشهد مزيدًا من الانخفاض، وهو ما يحاول العقاريون التكيف معه بمحاولة تصريف ما يمتلكون بأقل الأضرار وإثبات أن السوق لا يزال يشهد معدلات جيدة من الإقبال.
ولفت إلى أن تداول العقار بين المستثمرين أصبح محدودًا بشكل كبير، خوفًا من هبوط الأسعار بشكل تدريجي، وهو ما لا يستطيعون تحمله في ظل عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل.
وسجل إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية انخفاضا للأسبوع الثاني على التوالي بلغت نسبته 20 في المائة، مقارنة بانخفاضه الأسبوع الأسبق بنسبة 18.3 في المائة، لتستقر قيمة صفقات السوق بنهاية الأسبوع الثالث والثلاثين من العام الحالي عند أدنى من مستوى 4.3 مليار ريال (نحو 1.15 مليار دولار)، وهو أدنى من المتوسط العام لقيمة الصفقات للعام الحالي بنسبة 23.1 في المائة.
كما انعكست خسائر السوق العقارية المحلية على مستوى سيولتها، نتيجة الضغوط المتتالية عليها منذ مطلع العام الحالي، إلى 50.1 مليار ريال (13.36 مليار دولار)، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ووصلت تلك الخسائر مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014 إلى أعلى من 114.1 مليار ريال (نحو 30.4 مليار دولار) خلال أول ثمانية أشهر من العام الحالي.
وأشار عبد الهادي القحطاني، مدير شركة نماء نجد العقارية، إلى أن ما أظهرته المؤشرات العقارية عن انخفاض قيمة العقار التجاري بنسبة 42 في المائة، كبير جدًا في قطاع يحاول تصحيح مساره، لافتًا إلى أن حركة العقار التجاري لم تتأثر بشكل كبير على هذا النحو منذ فترة طويلة، وهي بداية جديدة لتسجيل معدلات انخفاض يستفيد منها الميزان العقاري العام.
وأضاف أن الانخفاض جاء رغبة من المستثمرين لتحريك السوق وفتح جبهات تجارية جديدة تمكنهم من جني الأرباح بشكل مضاعف، وهو ما سيشهده السوق إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تقييدية على المستثمرين.
وقال القحطاني: «إن شريحة كبيرة من المستثمرين العقاريين بحاجة ماسة إلى السيولة، وحركة الأموال شبه متوقفة في العقار منذ فترة طويلة، ولم تشهد السوق مثل هذا الانخفاض منذ قرابة عقد».
وتوقع أن تشهد السوق انخفاضا يلامس الثلث متى بدأت الجهات المعنية تحصيل رسوم الأراضي البيضاء، وهو القرار الذي سينعكس بشكل مباشر على الأسعار، مشيرًا إلى أن الانخفاض الحالي هو مجرد محاولة للحصول على بعض السيولة، خصوصًا أن العقار لا تحركه الشائعات؛ بل تحركه الأفعال والقرارات.
وشدد القحطاني على أن خفض الأسعار ليس إلا خيارًا يجب الخضوع له، خصوصًا أن المستثمرين ظلوا «صائمين» عن تحقيق الأرباح طوال الفترة الماضية، وتحريك السوق والاكتفاء بنسب بسيطة من الأرباح أو تحصيل رأس المال هو السيناريو الذي يتم العمل به.
وسجل المؤشر العقاري السكني العام، الذي يقيس التغيرات في الأسعار السوقية لمختلف أنواع العقارات السكنية، انخفاضا قياسيا للأسبوع الثالث على التوالي في متوسط قيمته بنسبة 5.9 في المائة، مقارنة بانخفاضه للأسبوع الأسبق بنسبة 2.0 في المائة، ليستقر عند 715.7 نقطة.
وشمل الانخفاض جميع مؤشرات أسعار العقار الأخرى دون استثناء، لكنَّ الانخفاض القياسي للمؤشر العقاري السكني العام بتلك النسبة يعزى إلى الانخفاض الأسبوعي الكبير في متوسط قيمة مؤشر أسعار الأراضي السكنية بنسبة 6.8 في المائة، لأن وزنه النسبي يشكل الثقل الأكبر في معادلة احتساب المؤشر العقاري السكني العام.
وذكر فارس الحربي، الذي يمتلك كثيرا من الاستثمارات العقارية، أن هناك انخفاضًا كبيرًا واستجابة للضغوطات التي يعيشها القطاع العقاري المحلي، حيث يشهد السوق هبوطًا ملحوظًا في الأسعار إلى مستويات معقولة ومغرية، خصوصًا من جانب بعض المستثمرين الصغار الذي يحاولون التخلص والتحرر من نتائج السوق، وذلك مع الميزانية الكبرى التي رصدت لوزارة الإسكان وعزمها تنفيذ كثير من المشاريع بمعية المطورين العقاريين، ما اعتقدوا بأنه سيكون «المسمار الأخير في نعش استثماراتهم» التي أصبحت في مهب الريح مع التوقف الكبير في عمليات البيع والشراء، وتأثير القرارات الحكومية الأخيرة لصالح انخفاض الطلب.
وأضاف الحربي أن شريحة كبيرة من هؤلاء المستثمرين يرون أن بقاءهم في السوق في هذا التوقيت بالذات خطر عليهم، تخوفًا من انخفاضات قياسية قد تطغى على القطاع، وهو ما يستبعده إلى حد كبير. لافتًا إلى أن ما يقوم به هؤلاء المستثمرون تهور كبير في حق السوق العقاري الذي بدأ بالتقهقر في الأسعار أخيرًا، وبالتحديد منذ تطبيق رسوم الأراضي مطلع رمضان الماضي.
إلى ذلك، سجل عدد العقارات السكنية المبيعة خلال الأسبوع الماضي، انخفاضًا بلغت نسبته 2.5 في المائة، مقارنة باستقرارها خلال الأسبوع الأسبق، لتستقر مع نهاية الأسبوع عند مستوى 4241 عقارًا مبيعًا، أما على مستوى التغيرات التفصيلية لمبيعات العقارات بمختلف أنواعها، فشهد أغلبها ارتفاعًا خلال الأسبوع باستثناء العمائر السكنية وقطع الأراضي السكنية، اللتين سجلتا انخفاضًا بلغت نسبته حسب الترتيب 25 في المائة ونحو 4.4 في المائة على التوالي، بينما راوحت نسب ارتفاع مبيعات بقية أنواع العقارات الأخرى بين ارتفاع بلغت نسبته 17 في المائة لمصلحة الشقق السكنية كأعلى نسبة ارتفاع أسبوعية، ونحو 10.5 في المائة كأدنى نسبة ارتفاع أسبوعية.



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».