رحيل الفنان سمير يزبك صاحب الحنجرة الذهبية عن 77 عامًا

فقد صوته منذ سنوات وأوصى زوجته بأولادهما

الفنان الراحل سمير يزبك خلال تكريمه في إذاعة صوت لبنان عام 2013
الفنان الراحل سمير يزبك خلال تكريمه في إذاعة صوت لبنان عام 2013
TT

رحيل الفنان سمير يزبك صاحب الحنجرة الذهبية عن 77 عامًا

الفنان الراحل سمير يزبك خلال تكريمه في إذاعة صوت لبنان عام 2013
الفنان الراحل سمير يزبك خلال تكريمه في إذاعة صوت لبنان عام 2013

رحل الفنان اللبناني سمير يزبك عن عمر يناهز السابعة والسبعين بعد معاناة مع المرض. فصاحب لقب الحنجرة الذهبية ودّع الحياة في مستشفى «قلب يسوع»، بعد أن أدخل إلى قسم العناية الفائقة إثر امتلاء جسده الرقيق بالمياه. فهو أصيب منذ عدة سنوات بمرض عضال (في حنجرته) وفقد بعدها صوته إثر عملية جراحية أجريت له، فبقي يتواصل مع المقرّبين منه بالورقة والقلم. «لقد تعذّب كثيرًا وعانى من الكآبة، إلا أنه بقي رجلاً مؤمنًا حتى آخر لحظة من حياته». تقول زوجته حنان التي أضافت بغصّة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أوصاني بأولادنا، وطلب منّي أن أحثّهما دائمًا على فعل المحبّة وبأن تكون تاجًا يكلّل حياتهما دائمًا». ووصفته بالقول: «لقد كان مثاليًا في تعامله مع الآخرين، لم يتشاجر يومًا مع أحدهم، بل كان يحبّ الحق ومدافعًا عنه أبدًا». وعن رأيه بالساحة الفنية قالت: «لطالما كان يرددّ أمام الأصدقاء بأنه علينا إعطاء الفرص للمواهب الفنيّة، التي يجب أن تغوص في الفن لا أن تطفو على وجهه، فيتوجّب علينا دعمها وإعطاؤها الوقت الكافي لذلك».
قلّة من الفنانين كانت لا تزال تتواصل مع سمير يزبك إثر معاناته مع المرض. ويقول أمير يزبك أحد الفنانين الشباب الذي تربطه بالفنان الراحل علاقة قرابة وصداقة وطيدتين: «لا أستطيع عن أتحدّث اليوم عن سمير يزبك، فأنا مصاب بحزن كبير، فهو كان بمثابة أبي الروحي، وكنت أتردد إلى منزله دائمًا ورافقته في أصعب أيامه. لقد رحل صاحب الحنجرة الجبلية تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا، هو الذي لقّب بملك العتابا والميجانا والفولكلور اللبناني الأصيل».
يجمع كلّ من عرف سمير يزبك بأنه كان فنانًا لا يشبه غيره، إن بشخصيّته اللطيفة أو بصوته الحنون. ويعلّق أحد زملائه جوزف عازار الذي بدأ مشواره الفنّي بالتوازي معه: «لقد بدأنا مشوارنا معًا منذ أوائل الستينات، في مسرحية دينية عرضت على مسرح (مدرسة الفرير) في منطقة رأس بيروت. وبعدها كرّت السبحة لنعمل معًا في مسرحية (الشلال) عام 1963 التي قدّمناها في بعلبك بإدارة وإخراج روميو لحّود. وبقينا معًا في السنوات المتتالية، بحيث عملنا لمدة 10 سنوات في مسرحيات عدة (موّال والفرمان والقلعة) وغيرها، ودائمًا مع الفنان روميو لحود. فلقد كان رفيق درب وصديقًا وفنانًا حقيقيًا إن بموهبته أو بصوته المختلف». ويتذكّر: «آخر مرة التقيته كان في حفلة تكريمه في بلدته رمحالا (قضاء عاليه)، منذ نحو ثلاث سنوات عندما رفع له نصبًا هناك تحيّة لمشواره الفنّي الأصيل، يومها جاءنا خبر وفاة وديع الصافي، فحزن كثيرًا، هو المعروف بإحساسه المرهف».
أما روميو لحّود الذي تبنّى موهبة سمير يزبك منذ كان في الثالثة والعشرين من عمره، فيقول في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هو فنان لن يتكرر وصباح اليوم كان مظلمًا في غياب سمير يزبك، لقد تأثّرت كثيرًا برحيله، وهو الذي عمل معي لسنوات طويلة. فكان الفن يغمره من رأسه حتى أخمص قدميه، لديه أسلوبه الخاص في الأداء، ذواقة فن وغناء، وقلّة من الفنانين لديها تلك الصفات». وتابع: «لقد كان يقوم بتمرينات يومية لصوته، ولا أذكر أنني تجادلت معه أو تسبّب لي يومًا بالمشكلات. ولقد حقّق نجاحات كبيرة إن من خلال أغنيته (دقّي دقّي يا ربابة) أو (وينك يا خيّال) أو (موجوع)، وهذه الأغاني كرّسته فنانًا عربيًا شاملاً، إذ كان إلى جانب غنائه الجميل يعزف على العود ويلحّن موسيقى أغانٍ له ولغيره». ويختم روميو لحوّد: «لقد شهد سمير يزبك عصره الذهبي في سوريا، حيث اعتبره أهلها مغنّيهم المفضّل، فتم دعمه بشكل كبير من قبلهم، فكان يقدّم الحفلات الغنائية هناك الواحدة تلو الأخرى».
خسارة الساحة الفنية للفنان سمير يزبك ترجمها اللبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي كلّ بأسلوبه وعلى طريقته. فكتب الإعلامي جمال فيّاض: «يا ذاكرة حلوة نصحو اليوم على غيابك وأنت الغائب في الألم منذ أمس طويل.. وداعًا أيها الطبيب الموجوع من سنين وفي قلبك سكن اللهيب». فيما غرّدت الإعلامية ريما نجيم تقول: «وصرت أتمنى المغيب عن أرض ما إلنا بسعادتها نصيب، إلى حيث ربّ العالمين يمسح كلّ دمعة ويشفي الأوجاع»، مستوحية كلمتها من أغنية «موجوع» للفنان الراحل.
أما الفنانة إليسا فغرّدت تقول: «لقد استيقظت على خبر محزن، وهو غياب أحد عباقرة الفن في لبنان، رحمك الله سمير يزبك».
وكان للفنان الراحل مشوار فني غني، فقدّم أكثر من 300 أغنية «يا مصوّر صوّر» و«هزّي بمحرمتك» و«حنّي يا حنونة» و«اسأل علي الليل» و«دخلك يا حلوة بردان»، وغيرها من مسرحيات أمثال «موسم العزّ» و«البعلبكية» و«جسر القمر» و«فينيقيا». ولم يشارك الراحل سوى في فيلمين سينمائيين؛ «حبيبتي» و«الصحافية الحسناء». أما أحدث ما قاله عن الفن فكان خلال تكريمه في بلدته رمحالا: «الإبداع انتهى برحيل الرحابنة ونصري شمس الدين ووديع الصافي وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وغيرهم. اليوم صار عصر الكومبيوتر بمثابة السجن لإبداعات أطفالنا وخيالهم، وقد اختفت الألحان والكلمات الجيّدة».
أما مراسم وداعه فستقام غدًا الأربعاء في بلدته رمحالا، حيث من المتوقّع أن يتم تكريمه رسميًا فيقلّد وسام شرف، وهو الذي كان يردّد دائمًا بأن الفنان يفضّل أن يكرّم في حياته وليس في مماته.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.