أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية

«داعش» يقتل 11 ضابطًا للنظام في محيط مطار كويرس العسكري

أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية
TT

أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية

أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية

كثّف النظام السوري وحلفاؤه حملتهم العسكرية على مدينة حلب، بعد أيام من إعلان موسكو نيتها الالتزام بهدنة أسبوعية 48 ساعة لإيصال المساعدات للمدنيين. ووصف ناشطون الحملة التي تُشن على المدينة بـ«الأشرس»، والتي لم يعرفوها من قبل، وأشاروا إلى استخدام مكثف للقنابل العنقودية على الأحياء السكنية.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ«تجمع فاستقم» محمد حاج قاسم، إن النظام والميليشيات التابعة له يحاولون الضغط على طريق إمداد حلب في الراموسة، مستخدمين كل أنواع الأسلحة من براميل متفجرة وألغام بحرية وقنابل عنقودية، لافتا إلى أنه يتم استخدام هذه القنابل بشكل أساسي لاستهداف الأحياء السكنية، وبالتحديد أحياء صلاح الدين والزبدية والمشهد. وأشار قاسم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المجازر باتت يومية في حلب وأرقام الضحايا كبيرة، لافتا إلى «مسعى واضح من قبل النظام لتفريغ المدينة من مظاهر الحياة». وأضاف: «الحملة التي نشهدها هي الأشرس على الإطلاق ولم نعرفها قبلا».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى في حلب في الساعات الماضية إلى 27، بينهم 16 مدنيًا، من ضمنهم طفلان، لافتا إلى أن هؤلاء قضوا جراء قصف للطائرات الحربية على بلدتي أورم الكبرى وكفر حلب، وقصف للطيران المروحي على بلدة كفر جوم بريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي.
كما أشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 11 ضابطًا من قوات النظام، في هجوم لتنظيم داعش على محيط منطقة مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، خلال الـ48 ساعة الماضية.
وبحسب المرصد، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط الكليات وتلتي أم القرع والمحروقات جنوب حلب، وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات مؤكدة عن استعادتها السيطرة على تلة أم القرع. وفي هذا السياق، قالت مصادر قيادية في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات لا تزال محتدمة في تلة أم القرع والتي كانت قد سيطرت عليها المعارضة يوم السبت، فاستعاد النظام السيطرة عليها يوم الأحد، مرجحة أن تبقى هذه التلة نقطة فصل لا تخضع لسيطرة أي من الطرفين، علما بأنها ليست طريق إمداد، بل منطقة تشرف نيرانيًا على 500 متر من طريق الراموسة.
بالمقابل، ادعت قناة «العالم» الإيرانية مقتل 250 من مسلحي المعارضة خلال الأيام الستة الماضية، جراء المعارك جنوب غربي حلب وفي ريف حلب الجنوبي، لافتة إلى أن قوات النظام «تحقق تقدما في عدة مناطق بريف المدينة الجنوبي».
إنسانيا، تتابع منظمة الصليب الأحمر الدولية ما تردد عن هدنة 48 ساعة ستشهدها حلب. وأشارت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي، إلى أن مكتب المنظمة والفريق المقيم في حلب، يقومون بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، مؤكدة أنّهم «على أتم استعداد لتقديم المساعدات وتقييم الاحتياجات الإنسانية سواء للمدنيين المتواجدين في الأحياء الشرقية لحلب، أو المناطق الأخرى في حلب، والتي يصعب الوصول إليها بسبب القتال المستمر، والقصف المتواصل».
وقالت صدقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنهم تمكنوا خلال الأسابيع القليلة الماضية من تقديم الدعم لآلاف الأسر التي نزحت من الريف الجنوبي الغربي لحلب بسبب القتال، مشيرة إلى أنهم قاموا بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، بتوفير سلال غذائية تكفي لأكثر من 7000 شخص، ووجبات ساخنة ومياه نظيفة بشكل يومي.
وإذ عبّرت صدقي عن أملها في أن «يتم تنفيذ وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يلتزم به جميع الأطراف، حتى تستطيع المنظمات الإنسانية إيصال المساعدات بشكل آمن للمدنيين ومن دون أن تتعرض حياتهم للخطر»، شدّدت على أن هناك حاجة لإيصال مواد غذائية وطبية بشكل عاجل، إضافة إلى إجراء إصلاحات وصيانة لشبكات المياه التي تضررت بشكل كبير.
وأوضحت، ردًا على سؤال، أن «آخر مرة تمكنا من دخول الأحياء الشرقية كان في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك لإيصال مواد غذائية ومعدات للمطبخ الجماعي الذي تدعمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضافت: «كما قمنا في يونيو (حزيران) الماضي، عن طريق الهلال الأحمر العربي السوري، بإيصال بعض المعدات والمواد الخاصة بالمياه والصرف الصحي». ووصفت صدقي الوضع الإنساني حاليا في حلب بـ«الكارثي»، لافتة إلى أن «معاناة المدنيين في جميع أنحاء حلب وصلت لدرجة لا يستطيع أي بشر أن يتحملها، فما بالك بالأطفال وكبار السن والمرضى». وقالت: «هناك أضرار كبيرة لحقت بشبكات المياه والكهرباء في جميع أنحاء حلب، إضافة إلى المرافق الحيوية اللازمة لبقاء السكان، مثل المستشفيات، والتي لا تستطيع تلبية الاحتياج المتزايد والرعاية الصحية اللازمة للمرضى والجرحى بسبب نقص شديد في المواد الطبية، إضافة إلى عدم استقرار إمدادات المياه والكهرباء».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.