لقاء خليجي ـ أميركي ـ بريطاني في جدة لبحث الأزمة اليمنية

«الرباعية» تناقش حلول «المركزي» في اجتماع الخميس المقبل

لقاء خليجي ـ أميركي ـ بريطاني في جدة لبحث الأزمة اليمنية
TT

لقاء خليجي ـ أميركي ـ بريطاني في جدة لبحث الأزمة اليمنية

لقاء خليجي ـ أميركي ـ بريطاني في جدة لبحث الأزمة اليمنية

يشهد الحراك الدولي حول الملف اليمني هذه الأيام نشاطا واسعا، ومكوكيا، يبدأ في جدة، ويصل إلى نيويورك، إذ تشهد مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر الأيام المقبلة، سلسلة اجتماعات هامة، يشارك فيها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون والذي ستكون أول زيارة له للسعودية وزيرا للخارجية، بالإضافة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيح أحمد الذي وصل إلى السعودية الأسبوع الماضي وعقد سلسلة اجتماعات مع الرئيس اليمني ورئيس الحكومة.
ومن المرتقب أن تعقد اللجنة الرباعية التي تجمع وزراء خارجية (السعودية، والإمارات، وأميركا، وبريطانيا) يوم الخميس المقبل وفقا لمصادر سعودية.
ووفقا لوزير يمني صرح لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، فإن مسألة البنك المركزي اليمني ستكون على طاولة النقاش، إلى جانب المستجدات السياسية، وبحث الأزمة وحلول الاستقرار والمصالحة، لا سيما بعد التحركات اليمنية الأخيرة بوقف التعامل مع البنك المركزي اليمني، الذي تقول حكومة الدكتور أحمد بن دغر إنه فرط في الاحتياطات وأسهم في صرف الأموال لصالح المجهود الحربي الانقلابي، وغير في النهاية في تركيبة مجلس الإدارة.
ويصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء المقبل في زيارة تستغرق يومين، حيث يلتقي مع نظيره السعودي عادل الجبير وعدد من المسؤولين السعوديين، وذلك بعد زيارته الأفريقية لكينيا ونيجيريا.
ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأميركي ووزير الخارجية البريطاني في اجتماع وزراء خارجية الدول الخليجية المقرر عقده في جدة.
وقالت الخارجية الأميركية إن كيري سيبحث إلى جانب الملف اليمني، الملف السوري وجهود مكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أكدنا أن الحل الوحيد لمواجهة التحديات في اليمن يأتي من خلال الحوار السلمي وأن الحل العسكري لن يعيد الاستقرار لليمن ويجب أن يتوقف».
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة مغلقة بشأن اليمن إذ يقدم الأمين العام بان كي مون تقريرا بخصوص القرار الدولي رقم 2201 (الذي يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريرا عن تنفيذ القرار)، عن التطورات في اليمن، بما في ذلك تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.