تقنية بلجيكية بسيطة تحول مياه الصرف إلى صالحة للشرب

يمكن تطبيقها في المناطق الريفية والدول النامية

تقنية بلجيكية بسيطة تحول مياه الصرف إلى صالحة للشرب
TT

تقنية بلجيكية بسيطة تحول مياه الصرف إلى صالحة للشرب

تقنية بلجيكية بسيطة تحول مياه الصرف إلى صالحة للشرب

نجح فريق من العلماء في جامعة غنت البلجيكية، في اختراع آلة تعمل على تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه شرب وسماد طبيعي للأرض الزراعية، وذلك باستخدام تقنية بسيطة تعتمد على الطاقة الشمسية لتسخين البول في حاوية كبيرة، قبل أن يمر على الغشاء حيث يتم تنقية المياه، وفصل العناصر الأخرى منها مثل البوتاسيوم والنيتروجين والفوسفور.
وقال جليام اختن وهو باحث وعضو في فريق العمل لـ«الشرق الأوسط» منذ أكثر من عامين بدأ العمل في هذا المشروع وحقق نتائج جيدة للغاية ونعمل بشكل مستمر على تطويره ويمكن استخدامه في قرى ومدن بلجيكية أو دول أوروبية أخرى في المطارات وملاعب كرة القدم والمهرجانات التي يحضرها أعداد كبيرة من الناس ويوفر ألف لتر من مياه الشرب ويمكن صنع نماذج مصغرة من الجهاز لتسهيل التداول.
ومن مميزات الاختراع الجديد أنه موفر للطاقة ويمكن تطبيقه في المناطق التي تقع خارج نطاق تغطية شبكة توزيع الكهرباء وفي المناطق الريفية والدول النامية وحول هذا الأمر. وقال سباستيان ديريس باحث في فريق العمل وصاحب فكرة المشروع: «هذا المشروع يمكن أن ينتشر في غضون سنوات قليلة إذا ما توفرت لنا كل وسائل الدعم وقد اعتمدنا في مرحلة التجارب على الدعم الجامعي المخصص للمشروعات العلمية ومنفتحون للتعاون المشترك مع أطراف أخرى ونشر هذا الاختراع في الخارج وخصوصا في الدول النامية التي تعاني من نقص في المياه وتحتاج السماد للقطاع الزراعي وسنقوم في غضون عام بتجربة الاختراع في قرية بجنوب أفريقيا ونرحب بالتعاون مع الجامعات أو الأطراف الخارجية في دول أخرى ومنها دول العالم العربي وغيرها».
القائمون على هذا المشروع يرون أن الفائدة منه لن تقتصر فقط على قرى ومدن داخل بلجيكا أو دول أوروبية أخرى وإنما ستشمل أيضًا الدول النامية سواء في أفريقيا أو منطقة الشرق الأوسط.
ورحبت الغرفة التجارية العربية البلجيكية في بروكسل بهذا الاختراع، وخصوصا في ظل معاناة بعض الدول العربية بسبب نقص المياه لقلة الأمطار والمياه الجوفية وبسبب الزيادة السكانية التي تعني زيادة الاستهلاك، كما أن المياه ضرورية لقطاع الزراعة، حسب ما ذكر قيصر حجازين رئيس الغرفة التجارية العربية البلجيكية الذي أضاف إلى «الشرق الأوسط» بأن تنظيم الغرفة قامت في فترات سابقة بتنظيم كثير من الفعاليات التي جمعت البلجيكيين والعرب لكي تعالج موضوع المياه والبحث عن تقنيات لإعادة تدوير المياه. واتفق الجميع على أن اللجوء إلى التقنية الحديثة يعتبر حلا جزئيا وليس أساسيا لمشكلة نقص المياه وأنه لا بد من البحث عن آليات وسياسات أخرى لتوفير المياه الضرورية للحياة.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».