السلطة الفلسطينية توافق على المبادرة المصرية إذا لم تتعارض مع «الفرنسية»

أبو مازن اقترح أن تشارك باريس في الإعداد لمؤتمر دولي تنظمه القاهرة لتحريك عملية السلام

السلطة الفلسطينية توافق على المبادرة المصرية إذا لم تتعارض مع «الفرنسية»
TT

السلطة الفلسطينية توافق على المبادرة المصرية إذا لم تتعارض مع «الفرنسية»

السلطة الفلسطينية توافق على المبادرة المصرية إذا لم تتعارض مع «الفرنسية»

كشفت مصادر سياسية في إسرائيل أن السلطة الفلسطينية أزالت تحفظاتها من دفع المبادرة المصرية لعقد مؤتمر إقليمي ودولي في القاهرة من أجل تحريك العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأكدت هذه المصادر، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، التقى مؤخرا مع مسؤولين مصريين بارزين في مكتبه برام الله وأوضح لهم أنه لا يعارض المؤتمر شريطة أن يكون منسقا مع المبادرة الفرنسية وليس بديلا عنها.
واقترح أبو مازن أن تشارك فرنسا في الإعداد لهذا المؤتمر وأن تتم فيه مشاركة دولية مناسبة، ممن يبدون استعدادا لممارسة ضغوط على إسرائيل في حال إفشالها هذه المساعي. وقال أحد كبار المفاوضين السابقين الإسرائيليين إن «تصريح أبو مازن الجديد مهم للغاية، لأنه يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التمتع بغياب المسيرة السياسية». وأضاف: «عملية السلام تعاني من جمود خطير والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يرفضان قيادة جهود محكومة بالفشل سلفا بين إسرائيل والفلسطينيين. ونتنياهو يشعر بالارتياح لأنه لا يتعرض لأي ضغوط. وعليه فإن إعادة إحياء المسيرة بمبادرة مصرية هو السبيل لوضع حد للجمود».
يذكر أن نتنياهو، الذي يعارض المبادرة الفرنسية، الرامية إلى عقد مؤتمر دولي في باريس من أجل تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، كان قد وافق على «المبادرة المصرية الإقليمية» واعتبرها «مبادرة مهمة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تقضي بإجراء حوار بين إسرائيل والدول العربية، من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي ومن خلال ذلك وضع حل للقضية الفلسطينية».
وفي الأيام الأخيرة، يعبر مقربون من نتنياهو، وكذلك من وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، عن تحسب من قيام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالإعلان عن مبادرة سلام لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني فورا بعد انتهاء المعركة الانتخابية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. ومع أن مصادر أميركية نفت هذا الاحتمال، فإن الإسرائيليين يعتقدون بأن أوباما بدأ يعد لمبادرة كهذه من الآن «لأنه يريد أن يبقي لنفسه أثرا». وتنصح مصادر سياسية إسرائيلية نتنياهو بأن يسبق أوباما ويبادر هو نفسه إلى حراك سياسي، إما بطرح مبادرة سياسية إسرائيلية تسجل على اسمه أو التعاون مع مصر في دفع عجلة مبادرة السيسي. ويذكر هؤلاء نتنياهو بأنه كان قد صوت في حكومة آرييل شارون، إلى جانب خريطة الطريق التي طرحها الرئيس جورج بوش. ففي حينه كان نتنياهو وزير مالية ورأى في خريطة الطريق تسوية معقولة. ويقولون: إن هذه الخريطة، تحتاج إلى بعض التوسيع والتعديلات، حتى تصلح أن تكون أساسا متينا لاتفاقية سلام ليس فقط مع الفلسطينيين بل إقليميا أيضا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.