خبير دولي: التوحد يصيب واحدا من بين 150 طفلا في العالم

مركز سعودي يحصل على اعتماد جمعية بريطانية

الجمعية البريطانية تمنح مركز سعوديا متخصصا في التوحد اعتمادا مهنيا («الشرق الأوسط»)
الجمعية البريطانية تمنح مركز سعوديا متخصصا في التوحد اعتمادا مهنيا («الشرق الأوسط»)
TT

خبير دولي: التوحد يصيب واحدا من بين 150 طفلا في العالم

الجمعية البريطانية تمنح مركز سعوديا متخصصا في التوحد اعتمادا مهنيا («الشرق الأوسط»)
الجمعية البريطانية تمنح مركز سعوديا متخصصا في التوحد اعتمادا مهنيا («الشرق الأوسط»)

كشف خبير دولي متخصص في مجال التوحد، أن هناك طفلا واحدا يصاب بالتوحد من بين 150 طفلا في العالم، مشيرا إلى أن السعودية تخطو بقوة نحو زيادة الوعي واحتواء الأطفال المصابين بالتوحد عبر المراكز المختصة.
وتزامن ذلك مع إعلان حصول مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد على الاعتماد الدولي من الجمعية البريطانية للتوحد، التي تعد من أقدم الجمعيات في العالم التي تخصصت بالتوحد وعلاجه وإعداد الأبحاث المتعلقة به وتأهيل الكوادر المتخصصة.
وقال الدكتور ستيفين بايوت، ممثل الجمعية، في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول المعايير التي يجب توافرها في مراكز التوحد لكي تحصل على الاعتماد من الجمعية البريطانية للتوحد؛ إن الجمعية لديها معايير أساسية، وهي تقييم العمل والأداء، موضحا أن أهم نقطة وضع إجراءات وسياسة واضحة لمفهوم الموظفين والكادر الذي يعمل في المركز، حيث بيّنت طبيعة فعلهم وتعاملهم مع الأشخاص ذوي التوحد.
وبيّن أن من أهم المعايير الأساسية: قياس وإدراك فهم العاملين أو الموظفين، وطبيعة عملهم، وقياس مدى جودة العمل، وتطبيق مهارات الأداء العامة للأشخاص العاملين مع ذوي التوحد، والأدوات التدريبية والمنهجية المستخدمة.
وقال بايوت إن هناك ازديادا بالوعي الاجتماعي باضطراب التوحد، ما يعني زيادة آليات التقييم والتشخيص لأطفال التوحد، وهو ما سينعكس إيجابا عليهم، داعيا المراكز المختصة في مناطق السعودية بالسعي للتعاون الإقليمي بين المراكز الإقليمية والعربية والعالمية لتطبيق سياسات منهجية لوضع معايير دولية متصلة مع بعضها البعض لخدمة هذه الفئة.
من جهته، أكد الدكتور مايكل نستر، الأخصائي النفسي والعصبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، أن التوحد واحد من أهم الأمراض التي تصيب كثيرا من الأطفال حول العالم، إذ سجل تناميا ملموسا خلال السنوات الماضية، حيث كان في السابق يصيب طفلا من بين ألف طفل، أما الآن فأصبح يصيب طفلا من بين 150 طفلا في العالم، موجها رسالة لمراكز التوحد في السعودية لتطبيق المعايير التي تطلبها الجمعية كي تقدم تلك المراكز خدماتها للأطفال المصابين على أكمل وجه.
من ناحية أخرى، أفادت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود، رئيسة مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، أن المركز سعى منذ انطلاقه إلى الوصول لتشخيص دقيق ومبكر للتوحد وتطبيق أحدث البرامج والمناهج ومساعدة ومساندة أسر الأطفال عن طريق إقامة الورش والدورات، وكذلك رعاية الأطفال وتأهيلهم للمساهمة في المجتمع ودمجهم في أنشطته، ومن ثم الإسهام في تطوير طرق التشخيص والتدخل عن طريق التعاون المستمر مع الجهات ذات الخبرة ومراكز الأبحاث والاستفادة من التجارب العالمية والاستعانة بذوي الخبرة في التوحد.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».