جان قسيس: لا نملك بعد القدرة على صناعة النجوم

نقيب الممثلين في لبنان أكد أن النجومية ترتبط بقدرة الممثل وليس بمساحة الدور الذي يلعبه

جان قسيس
جان قسيس
TT

جان قسيس: لا نملك بعد القدرة على صناعة النجوم

جان قسيس
جان قسيس

قال نقيب ممثلي المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة في لبنان الممثل جان قسيس، إن هناك تغييرات جديدة ستشهدها النقابة قريبا، وسيتمخّض عنها قرارات صارمة. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم شطب اسم الممثل من النقابة فيما لو تقاعس عن تطبيق تلك القرارات». وعندما سألته عما إذا ذلك سيؤثّر في الممثل بشكل عام أجاب: «سيتم معاملته حينها كأي ممثل غير لبناني ويدفع 10 في المائة من أجره للنقابة، وهو ما يقضي به قانون تنظيم المهن الفنية كونه ضريبة على عقود الأجانب».
فالنقيب جان قسيس الذي تسلم النقابة منذ سبع سنوات بعدما توالى عليها فنانون عدة بدءا من أديب حداد (أبو ملحم) وعلي دياب، مرورا برفيق علي أحمد وميشال ثابت وأنطوان كرباج، وصولا إليه، بذل جهدا للتوفيق بين النقابتين (نقابة الممثلين والفنانين المحترفين)، وليولد بينهما بروتوكولا يحمي حقوق كل عضو من أعضائهما. وتم منع اللجوء من هذه النقابة إلى تلك، في كل مرة تحصل مشكلة ما مع فنان معين. ويوضح جان قسيس: «انتهينا من ذلك الزمن وعقدنا اتفاقا فيما بيننا نظمنا هذا الأمر، حتى أنني بصدد عقد مؤتمر صحافي قريبا للإعلان عن مقرراتنا الجديدة، وليعلم الجميع أن زمن الفوضى ولّى، وعلى كل ممثل واجبات وحقوق علينا أن نتقيد بها».
وعن وضع الممثل اللبناني اليوم في ظل الانتشار الذي حقّقته أعمال الدراما المختلطة، أجاب: «هذا الموضوع يستفزني شخصيا، وليس صحيحا ما يتردد أننا صرنا نستطيع التسويق لأعمالنا خارج لبنان بفضل نجومنا. هؤلاء، ولا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، يتم اللجوء إليهم في تلك الأعمال، ولا يعتمد عليهم وحدهم. وهناك تركيبة أتحدث عنها دائما ألا وهي تمسّك المنتجين بمجموعة معينة من الممثلين لا يتخلّون عنها، فلا صناعة نجوم حقيقية في لبنان. السوريون عملوا على هذا الموضوع وكذلك المصريون، وما ينقصنا في هذا الإطار هو بعد النظر واستيعاب معادلة معروفة، ألا وهي أن الإنتاج الدرامي أو السينمائي هما صناعة وليسا مجرد هواية؛ فالقصة لا تختصر بعمل فني ننتجه فيدرّ علينا مبلغا زهيدا وينتهي الأمر، فما ينقصنا هو استراتيجية نضعها ونسير عليها. كما أن محطات التلفزة عندنا لا تشجّع إنتاج الأعمال المحلية، إلا من خلال عرضها وهذا لا يكفي».
فحسب النقيب قسيس الذي شارك في أعمال دراما كثيرة أحدثها «أحمد وكريستينا ووين كنتي»، أن تلك المحطات مستعدة أن تدفع مبلغ 50 ألف دولار وما فوق لعمل سوري أو تركي مدبلج ولا أن تتكلّف 20 ألف دولار مقابل اللبناني.
ولكن بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة تلفزيون «إل بي سي آي»، اتبع سياسة جديدة، وصار يشجّع على إنتاج الأعمال اللبنانية بعدما لمس رواجها حتى في موسم رمضان، ويرد جان قسيس: «اليوم أقتنع بذلك بعدما كان أول من شجّع الأعمال البرازيلية والمكسيكية المدبلجة، التي كانت تدرّ عليه أرباحا كبيرة في مجال الإعلانات تفوق كلفتها. وكانت الحجة في الماضي أن اللبنانية منها تخسّرهم في هذا المجال، وهو منطق تجاري بامتياز. فعندما نرصد لأعمالنا ميزانيات كبيرة سنتمكن دون شك أن نسوقها خارج البلد». وماذا عن اللهجة اللبنانية، ألم تقف حجر عثرة في هذا الموضوع؟ «هذا الأمر عار عن الصحة فنحن الذين تآمرنا على لغتنا، فعندما شاركنا عام 1988 في مهرجان فني في العراق من خلال مسرحية بعنوان (مين بدّو يقتل مين)، وخوفا من هذه المقولة جمعنا ضيوفا من مختلف البلدان العربية، وكان النص يومها ترجم من قبل أنسي الحاج، فقرأناه أمامهم وسألناهم عما إذا هناك من عبارة أو كلمة لم يفهموها، وفوجئنا بأنهم استوعبوا النصّ بكامله ما عدا كلمة واحدة (sida)، التي طلبوا منا أن نستبدلها بكلمة (آيدز). فلهجتنا محببة من قبل إخواننا العرب وهي الأقرب بين اللهجات الأخرى إلى الفصحى». ويضيف: «عندما أنتجنا المسلسلات في الماضي كان همنا تسويق أعمالنا إلى الدول العربية، ولذلك لجأ المنتجون إلى العربية الفصحى، ولو فرضنا لهجتنا على تلك الأعمال منذ ذلك الحين لما كانت تأخرت حتى اليوم في انتشارها».
وحسب رأي جان قسيس، فإن «النجومية اليوم لا تقتصر على اسم الممثل، بل على قدرته في الأداء. ليس هناك من دور كبير ودور صغير، بل ممثل قدير وممثل عادي، وهم كثر في لبنان، أمثال باسم مغنية ويوسف الخال ووسام حنا ويوسف حداد ويورغو شلهوب ونادين الراسي وسيرين عبد النور ونادين نجيم وتقلا شمعون وغيرهم كثر».
وعن دور النقابة في كيفية اختيار الممثلين، ولا سيما المخضرمين الذين بات عدد منهم عاطلين عن العمل، أجاب: «لا دور للنقابة في هذا الإطار لأن المنتج هو المسؤول، فيجب أن نعرف أن نقابتنا هي غير مهنية، وفي عرف الدولة نحن كذلك لأنه لا ينطبق علينا القانون الجزائي. وعندما ندعو إلى جمعيات عمومية بالكاد يحضر من أصل ستمائة عضو مائتا شخص، وهذا الاستخفاف ليس وليد اليوم، بل نتيجة تراكمات من الماضي جعلت أهل الفن لا يثقون بنقاباتهم».
ولكن أليس هناك من إنجازات حققها من توالى على هذه النقابة، وفي استطاعتك الاستفادة منها والإكمال بها: «أعتذر عن الإجابة؛ لأن في فمي ماء، وهناك بالطبع من استطاع تحقيق نجاحات معينة، ولكن بقيت في إطار ضيّق لظروف عدة». ويضيف: «مع الانقسام الذي شهدته النقابة في عام 1993 فنشأت عنها نقابة الفنانين المحترفين حدثت أمور كثيرة أضعفتنا، وصار هناك مدّ وجذر. كما أن تمويلها يعود إلى اشتراكات المنتسبين، التي مع الأسف لا يتقيد بها إلا القلة منهم». ولكن ما دور النقابة وماذا تقدّم للممثل؟ «النقابة ليست مكتب توظيف، وبالتالي فإن الدولة مسؤولة عن استشفائهم وطبابتهم، وبناء على ذلك صرنا نتبع وزارة الثقافة اليوم والذين عدد من وزرائها وهم مشكورون (غابي ليون وسليم وردة وروني عريجي) ساندونا وساعدونا في الموضوع هذا. فعملوا على إصدار قانون (مرسوم) المهن الفنية وصار لدينا صندوق تعاضد موحّد يمول من الوزارة (بين 80 و120 مليون ليرة) سنويا. كما هناك 10 في المائة ضريبة على عقود الفنانين الأجانب و2 في المائة على بطاقة الحفلات التي تجري على أرض لبنان. وبناء على هذا المرسوم سيتم التفاعل والتواصل مع النقابات الفنية خارج لبنان، فالأمور كانت (فالتة) والفوضى في كل مكان بسبب عدم رعاية الدولة لنا، ولكننا أمسكنا بزمام الأمور بعد جهد جهيد، وكل شيء سيتغير، فهناك بروتوكول قديم سيعاد تفعيله انطلاقا من المعاملة بالمثل. نحن على أبواب جمعية عمومية بمثابة جمعية تأسيسية للنقابة، ويجب أن نفتخر بانتمائنا لنقابتنا. ولو كان الممثلون يدفعون مستحقاتهم لكان لدي اليوم 300 مليون ليرة ولم أكن في حاجة إلى رعاية من الدولة». أما عن الخطوة المستقبلية للنقابة، فيقول: «سنتوجه إلى هؤلاء بإنذارات خطية، وفي ظل اتفاق الشرف بين النقابتين، سنستطيع ضبط الأمور كما يجب». وعن ارتفاع أجور الممثلين، يقول: «لقد ارتفعت مائة بالمائة وصارت اليوم الاتفاقات تجري حسب العمل ككل وليس وفق كل حلقة منه. وهناك أجورا تصل إلى 250 و500 ألف دولار، خصوصا في الأعمال المختلطة».
ويرى نقيب الممثلين أن الفنان اللبناني بشكل عام هو إضافة للبنان وسفيرا لثقافته وفنّه. فهو يلعب دورا مهما ويبقى بمثابة الصورة المضيئة لبلده، ولكنه من ناحية ثانية فهو مغمور بالقهر والحزن والقلة والاستخفاف والظلم. ويعلّق: «لو تدرون بالظروف التي يعمل فيها الممثل اللبناني مقابل تلك المؤمنة للممثل السوري مثلا، فهناك نقص في هذا الموضوع نعمل على وضع حد له». وختم في القول: «رغم كل وجعنا وإمكاناتنا الضئيلة نقوم بأعمال لبنانية جبارة، تشهد منذ سنوات نجاحا منقطع النظير على ذمة أرقام شركات الإحصاء التي أشارت إلى أن المسلسل اللبناني يقع في المراكز الأولى من مواسم رمضان الثلاثة الأخيرة. وما تمّ تحقيقه حتى الآن لا يرضي طموحنا، وما نصبو إليه هو أهم بكثير، فلطالما كنا أسياد الدراما العربية، فمصر كان لديها أفلام فقط ولبنان أول من أنتج الدراما العربية في الستينات، وهذا الأمر لا يجب أن ننساه، وفي النهاية لا يصحّ إلا الصحيح وانتظروا مواسم لبنانية بامتياز».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».