أثار حضور رئيس منظمة أطباء بلا حدود إلى صنعاء ولقاؤه بصالح الصماد، رئيس ما يسمى «المجلس السياسي لإدارة البلاد»، جملة من التساؤلات في الساحة اليمنية حول دور المنظمة وحياديتها، في ظل تعاملها مع سلطات الانقلاب على الشرعية اليمنية، وقالت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء رئيس المنظمة الإنسانية حسن بو سنين وممثلها الجديد في اليمن إيريك جونو، بأحد أبرز القيادات الانقلابية في اليمن، يعد بمثابة «موقف سياسي، وليس إنسانيا، يضاف إلى مواقف المنظمة المعلنة واتهاماتها السريعة وغير المتأنية لدول التحالف بقصف مواقف ومنشآت طبية تعمل فيها طواقمها في اليمن، دون التحقيق في تلك الوقائع، كما تقتضي القوانين والأعراف».
وفي إشارة واضحة إلى تنسيق متبادل بين المنظمة وسلطة الانقلابيين بخصوص مواقف سياسية، دون العمل الإنساني، نقلت وكالة الأنباء اليمنية، النسخة التي يسيطر عليها الانقلابيون في صنعاء، عن الانقلابي الصماد قوله إنه يأمل «أن تكون منظمة أطباء بلا حدود سفيرا لمظلومية الشعب اليمني أمام العالم والمنظمات الدولية»، على حد تعبيره، في وقت يحظر فيه على المنظمات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، سواء كانت محلية أو دولية، القيام بأي أنشطة سياسية، في وقت عكس حضور من سمي رئيس الدائرة السياسية في مكتب رئاسة الجمهورية، سقاف السقاف، الطبيعة السياسية للقاء.
واعتبر مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية أن «اللقاء يفسر حالة الإرهاب التي تعيشها طواقم العمل الدولي بصنعاء والتي يطلب منها إما أن تصرح بأمور مبالغ فيها من الانتهاكات أو جرها تحت حالة ترهيب حقيقية لحضور اجتماعات أو فعاليات تصور هذه الجهات الدولية وكأنها مع الانقلاب، كما حدث مع ممثلين للأمم المتحدة واليونيسيف ومفوضية حقوق الإنسان»، واعتبر المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «ما يجري يفسر تعدد بلاغات أطباء بلا حدود التي لم يتم التأكد منها، حتى الآن، لكن الأمر يجعل مصداقية هذه الجهات الدولية والإنسانية مثار شك حقيقي ويدخلها دائرة خطرة من التجاذب السياسي والإعلامي ويعرض مصداقيتها للخطر»، وأردف المصدر أن ما يجري «أيضا، هو تأكيد لسطوة الخوف التي تمارسها ميليشيات الانقلاب على بعض الممثلين للجهات الإنسانية وتزج بهم في مربع المواقف السياسية الذي يفقدهم مبدأ الحياد والعمل الإنساني المهني»، وتأكيد آخر «على عدم وجود أمان بصنعاء لأي حضور دولي»، وأشار المصدر الحكومي إلى أن مثل هذه الخطوات التي يقدم عليها ممثلو بعض المنظمات الدولية «يفقد تلك المنظمات الكثير من المصداقية»، معتبرا أن «الظهور السياسي هو موقف، بحد ذاته».
وكانت منظمة أطباء بلا حدود زعمت، مؤخرا، أن بعض المستشفيات أو المواقع التي تعمل فيها طواقمها، تعرضت لقصف من قبل قوات التحالف. وكانت الأخيرة أكدت أنها أبلغت المنظمات العاملة في اليمن، بضرورة إخطار التحالف بمواقع وجودها في المستشفيات أو الثابتة أو الميدانية، وابتعادها عن المواقع التي توجد فيها قوات عسكرية مستهدفة، خاصة في ظل استخدام الميليشيات الانقلابية للمؤسسات الطبية والتعليمية وغيرها من المواقع المدنية، كمواقع عسكرية أو مخازن للأسلحة أو معسكرات سرية للتدريب.
يذكر أن النشطاء على الساحة اليمنية يطرحون جملة من التساؤلات حول سرعة اتهام التحالف من قبل منظمة أطباء بلا حدود أو غيرها من المنظمات بقصف منشآت مدنية، قبل التحقيق والتحري من الجهة التي قامت بالقصف وكذا استخدام تلك المواقع من قبل الميليشيات الانقلابية.
تساؤلات يمنية حول لقاء رئيس «أطباء بلا حدود» برئيس ما يسمى «المجلس السياسي»
مصدر حكومي: لقاءات ممثلي المنظمات الدولية بالانقلابيين «سياسية وليست إنسانية»
تساؤلات يمنية حول لقاء رئيس «أطباء بلا حدود» برئيس ما يسمى «المجلس السياسي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة